خطايا البشر الطفيلية تقتات من وهم خطيئة سيدنا آدم عليه السلام

قال تعالى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى - طه هذه الجنة كان يوجد فيها عناصر الحياة التدرجية والجنة التي سكن فيها آدم عليه االسلام ليست جنة الآخرة فجنة الآخرة ليس فيها تكليف وجنة الاخرة لا تقع فيها المعصية والذي يدخلها لا يخرج منها أبداً والجنة التي أدخلها الله آدم عليه السلام هي المكان الذي أعده الله لمن يدربه على عمل فيه مهارة فضمن الله لآدم عليه السلام المكان وضمن له الراحة وضمن له الهدوء لا يشتغل حتى بإعداد طعامه فإذا أخطأ في التدريب يقوم فقط ولا يؤدب فالمعلم طيلة العام يلقن تلاميذه الدروس ويضع لهم بعض الاختبارات ويأتي بالقلم الأحمر ليصوب الخطأ ولكن في نهاية العم وساعة الاختبار لا يفعل ذلك بل يرصد الدرجات فإما ان يكون الطالب ناجح وإما راسب فالمعتاد أن يصوب الشخص في التدريب إذا أخطأ لا أن يؤدب وجنة آدم عليه السلام هي مكان توفرت فيه كل أسباب الحياة فالله قال لآدم اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وقال وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا والرغد هو السعة في العيش بدون مشقة وبدون تعب ونفهم من حيث شئتما أن الطعام كان الوان متعددة والله جلب كل أصناف وأنواع الطعام الذي تشتهيه النفس وقت ما تشاء لأن أحوال النفس في طلب واستطابة المتناقضات من الطعام متعددة وفي قوله تعالى وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ وقوله تعالى فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى أنذرا مسبق بأن الشيطان لن يدع آدم عليه السلام وحواء بل سوف يوسوس لهما وكان لا بد أن يحذر الله آدم ويذكره بعداوته له حتى يتهم في أي نصح ينصحه له ولا يستقيم ان يقول الشيطان أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ثم ينصح إبليس آدم ويستقبل منه هذا النصح وطالما أن ابليس أتخذ من آدم عليه السلام هذا الموقف وقال أنا خير منه فسوف يعمل جاهداً أن تصل الخيرية له من دونه ولا يمكن أن ينصحه إلا بشر فإبليس يعتقد بأنه متقدم عن آدم في الفضل وأنه يعتلي المرتبة الأولى وآدم متأخر عنه وكان يجب على آدم عليه السلام حينما قال إبليس أنا خير منه أن يتهم كل كلام يأتي منه بزعم النصح وأن يعمل عقله لأن إبليس حين أمتنع عن السجود له بأمر الله قال له الله اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً في قوله تعالى قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ - الأعراف وكيف يكون حال إنسان ونظرته إلى إنسان بقى في النعيم وهو طُرد من النعيم وكان الطرد بسبب من بقى في النعيم كيف يكون الأمر فلابد أن يتهم المطرود من النعيم في كل أمر يأتي منه بنصح والله يعلمنا أن نفطن إلى كل كلام يقال وخاصة إذا كان هناك شبهة عداوة لذا فإن من يقرأ لكثير من المستشرقين الذين يكرهون الإسلام يجب عليه أن يتنبه أنهم أعداء لنا ويأخذ كلامهم بالاحتياط ومع الأسف أن كثير من الناس يُعجب بكلامهم ويروج له دون احتياط أو تدقيق أو تمحيص وحينما أخطأ آدم عليه السلام وصوب الله له الخطأ ليباشر مهمته في الأرض بدون ذنب معصيته من أكل الشجرة بحيث لا تفزعه معصيته أو نسيانه العهد الذي أُخذ عليه من الله لأنه لو أفزعته معصيته في الأرض لما قال تعالى فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ - البقرة وذلك يبطل كلام من قال بان الكون لابد له من بشريطلقون عليه أسم مُخلص ليفدي العالم بصلب أو موت أو نحوه وهم لم يفهموا عن الله شيء فالمسألة خطأ وصُوب الخطأ وهناك فرق بين الخطأ والخطيئة الخطأ يصوب ولكن الخطيئة يعاقب عليها وقد صوب الله خطأ آدم بقوله فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ َولا توجد خطيئة لآدم بعد أن تاب الله عليه ولم يفعل آدم عليه السلام خطأ أو خطيئة بعد توبته حتى يأتي من يقول أنه يجب أن نُخلص العالم من خطيئة آدم وهى الأكل من الشجرة وهل خطايا العالم كلها أكل وما الذي أوجد بقية الخطايا القتل والسرقة والغيبة والنميمة ...الخ ومادام قد وُجد المُخلص كان يجب أن لا يوجد خطايا في الأرض وهو المُخلص على حسب زعمهم الذي حرر العالم من الخطيئة ولكن الخطيئة باقية والله قال وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى في قوله تعالى قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَباًّ وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ - الأنعام والخطيئة الأولى لآدم أنتهت بقوله تعالى فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ولا يمكن أن يتوب الله على آدم ثم يحتاج إلى أن يأتي من يُخلصه من الخطيئة لأن الذي خلصه هو الرب وليس المربوب ويجب أن يستفيق الناس ويتنبهوا لأمرين وهما أن الله عنده وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ومن المنطق أن توجد الخطيئة على الأرض قبل وجود المُخلص المزعوم والذي صُلب من أجل هذه الخطيئة ولكن أن توجد الخطيئة بعد وجود المُخلص في الأرض ذلك يدحض صحة هذا الأمر من الأساس و- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ - وَلاَ الضَّالِّينَ - آمين