أمـران عـظيـمـان مـا اجـتـمـعـا فـي قـلـب مـؤمـن إلا كـان مـن أهـل الـجـنـة

أمـران عـظيـمـان مـا اجـتـمـعـا فـي قـلـب مـؤمـن إلا كـان مـن أهـل الـجـنـة

بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

=====*****=====
=====*****==========*****=====
=====*****==========*****=====
=====*****=====

فـي الـصـيـامـ أمـران عـظيـمـان مـا اجـتـمـعـا فـي قـلـب مـؤمـن إلا كـان مـن أهـل الـجـنـة

الأمـر الأول

الإخـلاص لله الـذي هـو أسـاس الـديـن

الأمـر الـثـانـي

الـصـبـر عـلـى الـطـاعـة وهـو الـطـريـق الـوحـيـد لـبـلـوغ الـدرجـات الـعـلا فـي جـنـات الله

فـالـصـيـام يـقـود قـلـب الإنـسـان إلـى طـلـب رضـاء الله سـبـحـانـه وتـعـالـى

أسـعـد الـنـاس فـي هـذه الـدنـيـا مـن ملأ قـلـبـه بـحـب الله

أسـعـد الـنـاس فـي هـذه الـدنـيـا مـن امتـلأ قـلـبـه تـعـظـيـمـا لله ومـراقـبـة لله

أسـعـد الـنـاس فـي هـذه الـدنـيـا مـن أصـبـح وأمـسـى قـولـه لله وعـمـلـه لله

الإخـلاص الـذي مـن أجـلـه أنـزل الله كـتـبـه وأرسـل رسـلـه

الإخـلاص إرادة وجـه الله سـبـحـانـه وتـعـالـى

كـل ثـانـيـة وكـل دقـيـقـة وكـل سـاعـة مـن أيـام ولـيـالـي رمـضـان

تأخـذ بـمـجـامـع قـلـب الـمـؤمـن إلـى الإخـلاص لله وحـده سـبـحـانـه

وأشـار الله تـعـالـى إلـى هـذا فـي الـحـديـث الـقـدسـي

{ كـل عـمـل ابـن آدم لـه إلا الـصـوم فـإنـه لـي وأنـا أجـزي بـه }

=====*****=====

فـالـعـبـد الـمـؤمـن الـصـالـح يـسـتـشـعـر فـي صـيـامـه أن الله يـريـد مـنـه أن يـكـون

عـبـداً لـه وحـده سـبـحـانـه ولـيـس عـبـداً لـغـيـره ، فـالإسـلام هـو الإسـتـسـلام لله

وحـده والإنـقـيـاد لـه بـالـطـاعـة والـخـلـوص لـه مـن الـشـرك والـوثـنـيـة

أخـرج الله الـعـبـاد مـن عـبـادة غـيـره إلـى عـبـادتـه وحـده لا شـريـك لـه

وذلـك بـالإنـابـة والإخـلاص وإفـراده سـبـحـانـه وتـعـالـى بـالـعـبـوديـة

هـذا الأسـاس الـعـظيـم وهـو الإخـلاص يـجـعـل كـل إنـسـان يـريـد أن يـصـوم

أن يـسـأل نـفـسـه

فـي مـعـامـلاتـه وأقـوالـه وتـعـامـلـه مـع الـنـاس وفـي أخـلاقـه الـتـي يـظـهـرهـا لـلـنـاس

هـل يـريـد بـهـا وجـه الله ؟

أم يـريـد مـا عـنـد الـنـاس ؟

هـل يـريـد الـمـدح ؟

هـل يـريـد الـثـنـاء ؟

هـل يـريـد الـسـمـعـة ؟

الـصـوم يـجـعـل الـمـؤمـن يـحـاسـب نـفـسـه عـلـى كـل كـلـمـة يـقـولـهـا

ولـذلـك كـان الـسـلـف الـصـالـح إذا أراد أحـدهـم أن يـتـكـلـم نـظـر إلـى قـلـبـه

مـا الـذي فـيـه ؟ هـل يـريـد الـنـاس أم يـريـد رب الـجِـنَّـة والـنـاس ؟

=====*****=====

ألا إن لله يـومـا هـو آخـر الأيـام وأعـظـم الأيـام قـبـل دخـول الـجـنـة دار الـسـلام

ألا إن لله يـومـا لا يـنـفـع الـعـبـد فـيـه إلا مأ أراد بـه وجـه الله مـن قـول وعـمـل

وهـو يـوم الـصـادقـيـن

جـعـلـنـا الله وإيـاكـم مـنـهـم بـمَـنِّـهِ وكـرمـه ورحـمـتـه وهـو أرحـم الـراحـمـيـن

حـرِيٌّ بـالـمـؤمـن إذا صـام أن يـهـذب نـفـسـه عـلـى الإخـلاص لله

وأن يـتـعـوَّد إذا عـمـل أو تـكـلـم إنـمـا يـريـد بـذلـك وجـه الله

كـمـا قـال الـحـسـن الـبـصـري رحـمـه الله

لا يـزال الـمـرء بـخـيـر إذا قـال قـال لله ، وإذا عـمـل عـمـل لله

=====*****=====

كـفـى الـمـرء نـفـاقـا وريـاءا ، كـفـى الـمـرء غِـشًّـا وخـداعـا

حـيـنـمـا يـجـعـل الأمـور عـلـى غـيـر مـا يـرضـي الله جـل جـلالـه

كـفـى الـمـرء ظـلـمـا لـنـفـسـه حـيـنـمـا يـطـلـع الله عـلـى قـرارة قـلـبـه

فـيـجـده كـذاب أو غـشـاش أو مـنـافـق ، أو أن بـاطـنـه أظـلـم مـن ظـاهـره

فـشَـرُّ الـنـاس مـن كـانـت سـريـرتـه أشـر مـن عـلانـيـتـه وكـانـت عـلانـيـتـه شـرا

وخـيـر الـنـاس مـن كـانـت سـريـرتـه خـيـرا مـن عـلانـيـتـه وكـانـت عـلانـيـتـه خـيـرا

فـلـيُـعـوِّد الإنـسـان نـفـسـه عـلـى أن تـكـون سـريـرتـه أفـضـل مـن عـلانـيـتـه

ولـذلـك الـصـوم حـيـنـمـا يـصـوم الإنـسـان ويُـمـسِـك عـن الـطـعـام والـشـراب

فـي عـيـون الـنـاس وهـو قـادر عـلـى أن يـدخـل بـيـتـه ويـأكـل ويـشـرب مـا يـشـاء

دون أن يـراه الـنـاس ، يـسـتـطـيـع أن يـتـوارى عـن أعـيـن الـنـاس فـيـأكـل ويـشـرب

ويـمـتـع جـسـده بـمـا يـشـتـهـي ، ولـكـنـه يـصـوم شـهـرا كـامـلا

يُـهـذب نـفـسـه عـلـى الـسـر الـعـظـيـم

وهـو الـمـراقـبـة ... مـراقـبـة الله

مـن الـذي مـنـعـه حـيـن يـخـتـلـي بـنـفـسـه أن يـفـعـل مـا يـشـاء مـن أكـل وشـرب وغـيـر ذلك

إنـه ... الـخـوف مـن الله ... الـمـراقـبـة لله

أيـام ولـيـالـي رمـضـان كـلـهـا مـدرسـة عـظيـمـة لـهـذا الـسـر الـعـظيـم ، الـذي هـو أسـاس الـديـن

إنـه ... الإخـلاص لله فـي الـطـاعـة قـولا وعـمـلا

=====*****=====

مـقـتـطـفـات مـن محـاضـرة
لـلـشـيـخ محمد مختار الشنقيطي
جـزاه الله خـيـرا

=====*****=====

الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـنـ