أضاءات من السلف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي

- المؤمن ساعة يستقبل عن الله يعلم أن كل ما يتقبله عنه حق والقدر المراد من الأنسان حين يستقبل من الله هو الأيمان أما العلة في ذلك فليس من الضرورة معرفتها لأنه لو عرفنا كل شيء بعلته لما كان للإيمان معنى فلا تؤمن بما غاب عنك إلا لثقتك بأن الذي قاله حق يكفي المؤمن أن يرد على المشككين بأن ما يؤمن به هو الصدق لأنه لم يؤمن لكي يرد على كل قضية يعرضونها من قضاياهم التي تشكك في الأيمان فأيمان المؤمن بالله وليس بالقضية وإلا كان إيمانه بالقضية يتوجب عليه أن يأتي لكل قضية تحليل روى أن نقاش أحد المجوس مسلماً فقال له أنتم تدعون أنكم في الجنة كلما أخذتم شيء لا ينقص وكل شيء اُخذ منه نقص وهذه قضية طرحها ذلك المجوسي مع أن الحفرة كلما اُخذ منها ازدادت اتساعا أو عمقاً ولكن رد عليه المسلم قائلاً أراءيت إذا أشعلت سراجك ثم جاء أهل بغداد جميعاً وأشعلوا اسرجتهم من سراجك أينقص من سراجك شيء قال لا ثم قال المجوسي أنتم تدعون أنكم تأكلون من الجنة ولا تتغوطون فرد عليه المسلم وماذا في ذلك من العجب هل الجنين ينموا أم لا ولو تغوط في بطن أمه لأحترق في مشيمته

-روى أن الأمام على رضي الله عنه عندما دخل على القاضي مع خصمه قال له القاضي يا أبا الحسن فأمتنع عنه الأمام على رضي الله عنه وقال لقد كنيتني ولم تكني خصمي لكل شخصية مفتاح يمكن الدخول عليها منه فهناك شخص يمكن الدخول عليه بواسطة المال أو بالنساء أو بالثناء عليه ...الخ .هناك قصة عن قاضي كان يحب الرطب وكان هناك واحد لديه قضية فأنتهز فرصة ظهور بواكير الرطب حتى تكون النفس مشتاقة إليه بعد انقطاعه فترة من الزمن وكان لذلك الرجل قضية وأحب أن يدخل على القاضي عن طريق ما يحب وقام ذلك الرجل بأخذ طبق الرطب وذهب به إلى منزل القاضي وأعطاه لخادمه فحين رآه القاضي سأله من أتى به فأخبره الخادم عن ذلك الرجل فعرفه القاضي بأنه هو الذي عنده قضية لدية فرد القاضي الطبق عليه وفي الغد دخل عليه ذلك الرجل وخصمه في مجلس القضاء حينها ذهب القاضي إلى الوالي وطلب أن يعزله من القضاء فلما سأله االوالي لما أخبره بقصة ذلك الرجل والرطب وقال له انه على الرغم من رد الطبق على ذلك الرجل ولكن حين دخلا مجلس القضاء لم يستويا في نظره وبذلك يكون النصف أختل وهنا لم يرى القاضي أنه يصلح للحكم

- يقول بعض الصالحين إذا ما شربت الماء قسمه أثلاثاً أشرب أولاً جرعة ماء وقل بسم الله ثم أنتهي من الجرعة وقل الحمدلله وأبتدأ الجرعة الثانية وقل الحمدلله وأنتهي منها وقل الحمد لله ثم أختم بالثالثة وقل بسم الله واختمها بالثالثة وقل الحمدلله إذا أخذنا شربة ماء بهذه الطريقة التي نقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم طالما كان في جوفك ذلك الماء فلن تحدثك ذرة بمعصية الله لأنك أستقبلت النعمة بذكر المنعم ونفضت عنك حولك وقوتك في كل شيء ولماذا الماء بالذات لأن الماء في الجوف أشيع - في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك تعاقبت على الناس مدة أمسكت فيها السماء عن المطر فساءت أحوال الناس فتوجه أهل البيداء إلى هشام يطلبون منه العون، فاستقبلهم هشام وكان أحدهم قد اصطحب ولده معه فلما استقبلهم هشام ورأى ذلك الغلام امتعض وغضب وكان فيه غلظة، فنادى حاجبه وقال له في غضب: ما شاء أحد أن يدخل على إلا دخل حتى الصبية. ففهم ذلك الغلام أنه بذلك القول مقصود، فوثب حتى وقب بين يدي هشام وقال:يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى إذا أعطى عبده قلباً حافظاً، ولساناً حافظاً، فقد أعطاه الخير كله، وأن للكلام نشراً وطيا، ولايعرف طيه إلا بنشره، فإن أذن أمير المؤمنين أن أنشره نشرته إن شاء الله! فطرب هشام من الغلام لقوة جنانه وحلاوة بيانه فقال له على الفور، أنشره لله درك. فقال الغلام: يا أمير المؤمنين، لقد تعاقبت علينا سنون ثلاث.. سنة أذابت الشحم.. وسنة أكلت اللحم.. وسنة دقت العظم. وفي بيوت أموالكم فضل مال. فإن كان للمسلمين فلماذا تمنعونه عن أصحابه؟ وإن كان لله فلما تمنعونه عن عباده؟ وإن كان لكم فتصدقوا به فإن الله يحب المتصدقين. فعجب هشام وقال: ما ترك الغلام واحدة من الثلاث، وأمر بفتح بيت المال وإعانة الوفود والمحتاجين وأمر للغلام بمائة ألف

-الرسول صلى الله عليه وسلم حين حدث قومه من قريش أنه أسرى به إلى بيت المقدس التقف ذلك بعض كفار قريش وأرادوا أن يزلزلوا به إيمان سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وهم يضنون بأن أبو بكر سوف ينخلع من الأيمان بهذا الخبر، جاء المشركون إلى أبي بكر فقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به إلى المسجد الأقصى في الليلة الماضية ونحن نقطع أكباد الإبل إليها في شهر كامل, فقال أبوبكر إن قال فقد صدق وفي رواية: وبادر الصديق إلى التصديق وقال: إني لأصدقه في خبر السماء بكرة وعشية, أفلا أصدقه في بيت المقدس؟ فرد رضي الله عنه سهمهم إلى نحورهم وأعطانا قضية صدقية ما دام أمن به رسولاً فقد أنتهى الأمر، العقل أستخدمه في القمة الأولى أمنت به إلهاً وأمنت بالمبلغ عنه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك أستأمنه أن يبلغني ما يريد من أخبار السماء ،

-روى أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد استدان من رجل ديناً فجاء ذلك الرجل ليتقاضى منه الدين فقال له رسول الله لقد أعطيتك فرد عليه ذلك الرجل بين لي شاهداً فجاء خزيمة بن ثابت وقال أنا كنت حاضراً عندما أعطيته الدين فلما أنصرف الرجل قال صلي الله علية وسلم لخزيمة أنت لم تكن حاضراً يا خزيمة فقال رضي الله عنه لرسول الله :أأصدقك في كل ما جئت به من أخبار السماء ثم أكذبك في كذا درهم، ولهذه القصة علاقة بكتابة القرآن كان لا يدون أو يكتب شيئاً منه إلا إذا وجد مكتوباً وأثنين حافظين له من الصحابة إلا أنه وجد عند الصحابي خزيمة بن ثابت رضي الله عنه شيء من القرآن أو آية مكتوبة وهو حافظ لها ومن كتب القرآن في ذلك الوقت هبت عليه خاطره إيمانية فتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم :من شهد له خزيمة فهو حسبه فالنبي صلي الله عليه وسلم أعطي لخزيمة نصاب شهادة كاملة عوضا عن شاهدين فاستقبال الأشياء يجب أن يكون بالأيمان وإلا رجعت إلى القضية الأصلية فإن عزل الشخص ما قد بُلغ عن الله ليبحثه بحثاً جديداً يكون قد رجع إلى أصل القضية الإيمانية الأولى والذين يحاولون أن يوجدوا لكل أمر تعبدي حكمه نقول يمكن أن تحوم حول الحكمة كما شئت ولكن الحكمة عند الله كمال والكمال عند الله لا يتناهى واستنباطك يتناهى

[b]- كل تمتع مهما كثر ومهما تعددت الوانه إن قيس بنعيم الأخرة قليل فكل نعيم أو متعة إما أن تفوتها أنت بالموت أو أن تفوتك

- من عزل الطاعة عن الثواب ثقلت الطاعة عليه [/b]

» تفسير سورة قريش من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
» رد الشيخ محمد متولي الشعراوي على دعاة التشيع في مصر
» مقتطفات من خواطر فضيلة الشيخ محمد الشعراوي تفسير سورة الفيل