أسرار السحر و الشعوذة

كثر النصابون الذين يدعون القدرة على العلاج و السحر بحيث أصبح العقل في الثلاجة و العلم مجمدا، و أصبحت الخرافة ميثاقا، و الجن عقيدة و الأوهام إيمانا هذا هو الواقع المعاش حيث أصبح عدد مزارات الدجالين و السحرة ، يزاحم عدد العيادات و المستشفيات الطبية. وعدد كبير من المشعوذين يتوزعون بين عدة شوارع و أحياء، لا يكاد حي يخلو منهم، فهم هنا هناك يتخفون في زي تقليدي يضفي عليهم صفة الرجل المتدين، حتى يحضو بثقة الناس الحائرين من أجل الإحتيال و الإفتراء على العباد. السحر ،ظاهرة إنتشرت بشكل ملفت للنظر في هذا القرن،و بشكل كبير في المجتمعات الإفريقية،بحيث تثبت بعض الإحصائيات أن أزيد من 15 مليار دولار أنفقت على السحر في إفريقيا بين ( 2002و2005) السحر: عمل خارق للعادة.. و هو شر من الشرور التي ابتلى و اختبر الله عز و جل بها عباده، ونهاهم عن ممارستها.و السحر العمل الذي يقوم به شخص معين تتوافر فيه شروط مخصوصة، تحت ظروف و إستعدادات غير مألوفة، و بطرق سرية غامضة ، و ذلك للتأثير على شخص أو جملة أشخاص برغم إرادتهم لتحقيق غرض معين له أو موصى به وكم من ساحر معروف .بأعمال شيطانية و لا أخلاقية يندى لها الجبين.يتجرأ على استعمال القرآن الكريم بتدنيسه بالغائط ورشه بالبول فهذا هو و زد على ذلك، كتابته لطلاسم عبارة عن آيات قرآنية على شكل مقلوب.و بفضل هذه الحرفة الساقطة و الخسيسة وصل العديد من السحرة لثراء فاحش، وكم من ساحر متمكن لا يتوانى في استعمال السحر لأجل تفكيك الأسر و كذلك قدرات على التفريق و المحبة . و إيهام النساء العاقرات على استطاعته تخصيب بويضاتهن لكي ينجبن الأطفال، و طريقة مزاولتهم للسحر عبارة عن كتابة آيات قرآنية مقلوبة، و الكتابة على أفخاذ و فروج النساء، و كذلك على السرة بالبطن وبعض السحرة اختصاصيون في قراءة الفناجين و للكشف عن الأعداء و الحساد كذلك كشف المسروقات.وبعض مدعي مزاولة الطب الأعشاب الشعبية هم دجالون وسحرة يتلاعبون بعقول النساء حتى الحيوانات لم تسلم من غطرسة السحرة و المشعوذين كثيرا ما نرى كلابا مبتورة الأذناب و الأذان مشوهة الخلقة و حتى القطط الوديعة أصبحت مترصدة من طرف هؤلاء السحرة ، فكثيرا ما توجد آذانها و ذيولها مبتورة.و لكن المطلوب أكثر هي أذان الحمير و حتى الحيوانات المفترسة فهي غير بعيدة عن شراسة السحرة و أكثرها طلبا لإيفاء أغراض السحر هي الضباع و أكثر ما يطلب في هذه الضباع هي مخها لأنه كما يعتقد يساعد تنشيط عملية الجنس عند الرجال و هو نادر الوجود و حتى الذئاب فالسحرة يطلبون كبدها للحفاظ على حيوية الشباب لأطول زمن ممكن أضف إلى ذلك الزواحف و القنافذ و الطيور فهذه الحيوانات كلها مطلوبة لإتمام طقوس السحر و الشعوذة هذه الظاهرة تفاقمت في مجتمعنا و أصبحت تهدد مستقبل أمتنا الذي يحتم علينا تجاوز زمن الخرافة و التخلف. و ممن يدخلون في زمرة المتلاعبين بالدين العراف أو العرافة التي تدعي أنها تعلم الغيب و تمارس شبه مسرحية درامية لتمويه الزبائن المغرر بهم ، والعاقل الذي له معرفة ، و يؤمن بالعقل فإنه و لا ريب لن يقبل بهذا السلوك الخرافي الذي يتنافى مع الدين و العقل و وكل ساحر هو خبير يجيد اللعب مع الشياطين. الشيء الذي يدفع به في أغلب الأحيان للتحالف مع حزب الشيطان لقضاء حوائج، وكم من ساحر متكبر يدعي التحكم بالشياطين بحكم قدرتهم على قيادة إمارة الشيطان بتحكم في الشيطان، و كيف ذلك و الشيطان رفض السجود لسيدنا آدم وكيف يطيعهم هناك تناقض ؟فسيدنا آدم عليه السلام هو التقي النبي، و قصته مع الشيطان معروفة ، أما اهل السحر يسيرون على نهج الشيطان، و شريطة أن لا تكون أوامرهم بالأمور التي تتعلق بالخير و التقوى، فإن هذه المسائل الإيمانية يرفضها شياطين الجن، و إنما يجدون نشوتهم عندما تأمرهم على التفريق بين زوجين مثلا، أو خلق صراع بين متحابين هو تحالف مع مملكة الشيطان يتنافى مع التعاليم الدينية ، ولا يبذل الساحر جهد في أقناع زبائنه بأن أعمالهم مقبولة ولا ضرر منها ن أعماله مقبوة إن الذين يلجئون إلى السحر لا يهمهم طريقة العمل بقدر ما يهمهم قضاء حوائجهم، و وكثير من العوام للأسف لا يعرفون دينهم، و لا يهتمون بالعلم أو المعرفة إلا من رحمه ربه فهمهم الوحيد جمع المال بأي وسيلة، وعدو الساحر هو الحكيم المتقي الذي له دراية بالقرآن الكريم و بالطب النبوي، وكثير من السحرة يؤكدون أن اغلب ضحاياهم من النساء اللواتي يحجون إليهم إما لتطويع أزواجهن حتى تكون المرأة هي التي تأمر و تنهى بدون منازع و إما قصد تزويج بناتهن، و أما لأي أمر أخر لذلك ينصح الإنسان المسلم بعدم اللجوء إلى المشعوذين ، و أن يتجه إلى العلاج الروحي الذي يعتمد على القرآن الكريم الذي هو شفاء لكل داء، و تبيان لكل شيء...أو الطب النفسي كبديل في حالة أن العارض من الأمراض النفسية و يساهم في محاربة هذا الداء الخرافي الذي يزرعه حثالة من السحرة و المشعوذين لمساعدة السلطات بملاحقة كل من يمتهن هذه المهنة الخبيثة التي خربت الأسر و الأفراد على جميع المستويات ، سواء المادية أو المعنوية أو الدينية...و هذا يكرس التخلف الذي تعاني منه الدول العربية والإسلامية بشكل خاص والعالم كله بشكل عام و إن لم يصح الضمير الجماعي و يستيقظ من سباته اللامعرفي، فإننا لا نستطيع تجاوز زمن الجهل و إنما نبقى فقط حيث نحن في زمن التخلف. تبدأ خطورة السحر من كونه يفرض على عقل الإنسان أوهام و تخيلات تحل محل الواقع، وتؤدي بالشخص المسحور إلى الإنطوائية على النفس و الميل إلى العزلة، و يتعقد نفسيا إلى درجة أنه يرى العالم من حوله غولا مخيفا، مما يؤدي بالمريض في الكثير من الأحيان إلى الإنتحار، أو يصبح عدوانيا و شريرا.. و لا يجد المسحور راحته حتى و هو نائم ، حيث تكثر معه المنامات المزعجة المقلقة بل و المتناقضة، كما يؤثر السحر في بدن المسحور بالأمراض، قال الشافعي رضوان الله عليه ” السحر يخيل و يمرض و أوجب القصاص على من قتل به ، فهو من عمل الشيطان” بل و يؤدي إلى القتل إذا كان مصحوبا بتسليط شياطين أو جن خبيث للتلبس بإنسان ما ، و بإختصار فالسحر مصيبة تجعل المرء و أفراد أسرته يعانون ماديا و معنويا و يعيش في جحيم من الأوهام . يمكن أن أقول بأن الساحر مجرد دمية تتلاعب بها أيادي الشياطين و الجن الخبيث و تحركها في أي إتجاه شاءت و لا يستطيع القيام بأي عمل إلا بمشاورة الشيطان أو الجني الذي صار موجهه و قائده ،و يتم في كثير من الحالات عمل عقد بين الساحر و الجن أو الشيطان الذي إستعان به يقر فيه الساحر بتمليكه نفسه للجني، و أن للجني أن يأمره بما يشاء، و ينفذ ذلك لقاء أن يأمره الساحر بما يشاء و ينفذ له الجني ذلك ” . إذن بهذا التراضي بين الطرفين يصبح الإنسان لقمة سائغة لشياطين الجن و الإنس لكن قد يتساءل القارئ الكريم عن كيفية استحضار الساحر للشياطين و الجن ؟ و عن الشروط التي يشترطها الشيطان أو الجني على الساحر يستحضر الشياطين و الجن بكلمات كلها كفر و شرك و أفعال أقل ما يمكن و صفها به أنها قذرة للغاية ، والشروط التي يشترطها الشيطان فهي أبشع مما يتصور الإنسان و أفظع مما يتبادر إلى الذهن، فقد يشترط على الساحر أو الساحرة الجماع متى شاء و من حيث شاء، فهو صاحب الأمر و النهي، هذا هو مصير كل من أراد أن يتنازل عن أعز ما يملك و هي الكرامة، لأبخس و أحقر مخلوق في هذا الكون، كما يشترط على الساحر إرتكاب جريمة قتل، و بإختصار فإنه يشترط كل ما يضر بالإنسان و يفرح عدوه الشيطان. و بهذا يكون الساحر كافرا يستجيب لزعيم الكفار، أما المشعوذ فما قلناه عن الساحر يمكن أن ينطبق عليه كذلك و لو ببعض الاختلاف، لأن خطورته أقل من الخطورة التي يشكلها الساحر، لكونه يعتمد في أعماله الاحتيالية على الخداع و الذكاء أكثر مما يعتمد على الشياطين و الجن ، و يمكن أن أقول ( هذا المشعوذ من ذاك الساحر ) على غرار هذا الشبل من ذاك الأسد و هناك أنواع كثيرة من السحر، لكن أشهرها و أكثرها إنتشارا الآن هي :أسحار الكراهية بين الزواج و الزوجة لتفريقهما ، و يتبعها أيضا أسحار ربط الرجل عن زوجته. ومنها أسحار وقف الحال، كأن يفعل لوقف تجارة ما ، أو إصابة محل بالشؤم و منع الزبائن عنه، أو وقف حال فتاة عن الزواج فلا يتقدم إليها أحد للزواج و منها سحر مصحوب بتسخير جن لإصابة إنسان ما بالمرض في عضو من أعضائه ، كشل يد أو رجل، أو تعب الكلي أو الكبد ، فيتوهم المرء أن الإصابة عضوية ، و برغم هذا لا علاج. ومنها تسليط جن على رحم امرأة لسد قناة فالوب ومنع مني الرجل من أن يتسرب إليها فتصاب بالعقم، بل و ربما سبب لها أمراضا سرطانية و العياذ بالله . ومنها السحر بتسليط جن يسكن برحم الفتاة لإيقاف حالها عن الزواج و صد كل من يتقدم إليها و إصابتها بالبثور و الحبوب و التشوهات بوجهها أو الأمراض لتأجيل لقاء ( العريس ) المرتقب وعلامات الساحر يمكن أن نتعرف إنطلاقا من مجموع من العلامات و لا ضير من أن نذكر هنا بعضها:
- أن يسأل المريض عن إسمه و إسم أمه

- أن يطلب حيوانات فيذبح بصفة معينة و لا يذكر إسم الله ، وربما لطخ بدمه أماكن الألم عند المريض أو يأمره أن يرمي الذبيحة في أماكن خربه أو عند حجر أو شجر.

- يطلب أشياء غريبة من باب التعجيز حتى إذا عجز عنها المريض يطلب مبلغ كبيرا من المال

- تلاوة العزائم و الطلاسم و التمتمة بكلام غير مفهوم

-أن يطلب أثر المطلوب ضره بالسحر كثوب أو ملابس داخلية أو مشط أو أظافر أو شعر أو صورة

- أحيانا يخبر الساحر أو الكاهن الشخص بإسمه و إسم أمه أو البلد التي جاء منها أو المشكلة التي جاء من أجلها

-إعطاء المريض حجابا كأن يكون بداخله استغاثات شركية و أرقام وحروف منه الصغير و الكبير و منه ما يأمره أن يعلقه على عنقه أو على عضده أو تحت و سادته

- إعطاء المريض أشياء يدفنها في أرض أو مقبرة غير معروفة

- إعطاء المريض أوراق بها أعشاب أو أشياء غريبة كأنياب كلب أو جلد فأر أو..... يبخر بها
- إحتقار القرآن الكريم و إهانته بالنجاسات سواء كان بكتابة الآيات بالنجاسات أو تلطيخه بماهو نجس كدم الحيض أو البول و العياذ بالله

- الأكل من المزابل و الأماكن الوسخة

- لبس ثياب ملطخة بالنجاسات و عدم الإغتسال من الجنابة
-إعطاء المريض ثيابا أو خاتما منقوش عليه بعض الطلاسم و الجداول ليلبسها...

نكتفي بسرد هذه النقط حتى يتمكن القارئ الكريم من التمييز بين الساحر و العالم لأننا في زمن أصبح فيه الساحر عند الناس فقيها أو حكيما و الحكيم ساحرا.والساحر في ميزان الإسلام يقول الحق تبارك و تعالى ” و اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق و لبئس ما شتروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ” البقرة- 102 و النص القرآني هنا يؤكد بكل صراحة أن السحر كفر، و عليه فمن مارسه فهو كافر، و إلى فلماذا ورد بالنص القرآني المطهر قول هاروت و ماروت ” إنما نحن فتنة فلا تكفر ” ؟! و يقول سيد الوجود محمد صلى الله عليه و سلم ” إجتنبوا السبع الموبقات ” قالوا : يا رسول الله و ما هن ؟ قال : ” الشرك بالله ، و السحر ، و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، و أكل الربا و أكل مال اليتيم ، و التولي يوم الزحف، و قذف المحصنات المؤمنات الغافلات” متفق عليه طريقة السحرة و الكهان تقوم أساسا على الإستعانة بالجن و الشياطين و هذا شرك لأنه إستعانة بغير الله و الأدهى من ذلك أن الشياطين لا تخدم الساحر حتى يكفر إما بقول أو بفعل وكلما كان الساحر أعصى لله كانت الشياطين منه أقرب و له أطوع ”فإذا كان الساحر كافرا و مشركا لأنه يستعين بغير الله، فماذا عن طالب السحر الذي يأتي هؤلاء ؟! الجواب في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم الذي يقول فيه :” من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ”وكثير من الخدع يألفها الدجالين والمشعوذين (التي تشبه حكايات ألف ليلة و ليلة ) يصطنعونها ليجعلو الإنسان المتخلف المقهور ينظر إليهم بإعجاب و ينبهر بهم إلى درجة الإيمان الأعمى بأقوالهم و أفعالهم كأن يدعي مثلا المشعوذ أنه يعرف كل ما يتعلق بالحياة الشخصية للإنسان و ظروفه الإجتماعية، و يحاول أن يعطي له بعض المعلومات المتعلقة به كي يبهره، و يجعله يتعجب من قدرته الخارقة على الغوص في دواخل الإنسان كما يتساءل في حيرة من أمره كيف إطلع على تلك الأسرار و الحقائق و نزوة السيطرة هي المصدر النفسي لقوة السحر المضخمة بشكل مفرط، التي تبهر طالب السحر و تحوز إعجابه، و تمكنها من السيطرة على الشخص المسحور الضعيف الذي لا قبل له بمقاومة تأثير السحر و الساحر.فالعلاقات بين السحر و المسحور و طالب السحر هي دائما علاقة قوة خارقة يقابلها رضوخ قلق من المسحور إعجاب مفرط و أمل كبير عند طالب السحر.و لذلك فحفلة السحر هي دائما ذات طابع إستعراضي تستند إلى الخوارق. و هذه القوة ضرورية لتعويض الضعف و المهانة و قلة الحيلة عند طالب السحر، إذ من خلال طلب السحر يتماهى بالقوة الإستثنائية و يتخذها حليفةو بسبب الضغوطات الإجتماعية و النفسية ، أصبح الإنسان عرضة لأطماع السحرة و المشعوذين الذين هم أنفسهم خرجوا إلى هذا الميدان بسبب هذا القلق و الخوف من المجهول و نراهم يتميزون عن باقي الناس في جميع حركاتهم و سكناتهم و لباسهم بل و حتى في طريقة كلامهم و يحيطون أنفسهم بأشياء غريبة و يقومون بطقوس بهلوانية عجيبة تدهش صاحب الحاجة و هي كلها منافذ للإحتيال على الزبون المفترض والممارسات إلى تجارة رائجة تنتشر في أوساط البسطاء من الناس، تسلبهم القليل الذي يمكن أن يملكوه ، على أمل الخلاص مما يحل بهم من أرزاء الحياة، و يحيط المشعوذون أنفسهم عادة ببعض المظاهر الغريبة في الملبس و المسلك و الحديث، و يضعون ضحيتهم أثناء ممارسة هذه الوسائل في جو غريب فيه الإعجاب و الرهبة الكبيرة، يحرك الأمل و يثير الخوف. يتوسلون مواد و أدوات و طقوسا و أدعية و ضيفتها الأساسية أن تبهر صاحب الحاجة، وتشل مقاومته، وتعطل تفكيره، وتدفع به إلى الاستسلام لممارستهم و طلباتهم الكثيرة و المعجزة، إنها تخلق لديه حالة من التبعية النكوصية عليهم.و من خلال هذا الحديث تكون ملامح المشهد قد إتضحت أكثر.فالإنبهار بالطقوس الغريبة و العجيبة التي يقوم بها الساحر يحدث نوعا من المزج بين الأمل و الخوف في نفسية طالب السحر وفي أحيان أخرى يكون الفشل عاملا مباشرا للتوجه عند السحرة والعرافين،غير أن شريحة كبيرة من السكان يلجئون إلى استعمالها، وخاصة أولئك الذين يعانون من الأمراض النفسية المعقدة، والذين فشلوا في حياتهم الدراسية أو العملية أو الزوجية يقول الله عز وجل ( و سحروا أعين الناس و أسترهبوه) و يصبح الإنسان يعلق كل أماله على هذا الساحر السوبرمان في نظره، و يصبح بالتالي هو الآخر دمية في يد الساحر كما أصبح الساحر دمية في يد الشيطان كما أشرنا سالفا ، إذن و بهذه المعادلة تتضح الصورة أكثر و نشاهد وجه أخر من أوجه الصراع الأزلي بين إبليس لعنه الله و آدم عليه السلام، و لا شك أنها إستمرار للحرب الإبليسية على ذرية آدم و هكذا تكون النتيجة النهائية كالتالي إبليس ضحية رفض السجود لأدم و الساحر ضحية السجود لإبليس و طالب السحر ضحية الإيمان الأعمى بالساحر، و المسحور ضحية مكر طالب السحر.. و بهذه المعادلة يكون إبليس هو المنتصر الأول و الأخير في معركة الحياة الدنيا ، والساحر و من يؤمن به هم المنهزمون في الحياتين الدنيا و الآخرة ، و المتأمل في هذه الأية الكريمة يكون قد فهم الخطة جيدا يقول سبحانه تعالى على لسان العدو إبليس : “قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآ تينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شقائهم و لا يجد أكثرهم شاكرين.قال أخرج منها مذموما مدحورا، لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ” الأعراف 15- 16-17 .لا شك أن أمنا حواء عليها السلام كانت أول امرأة إستطاع إبليس عليه لعنة الله أن يغويها بالأكل من الشجرة التي نهى الله عز و جل عن الإقتراب منها يقول عز من قائل : و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين .و لا زالت بنات حواء إلى يومنا هذا و سيلة إغراء و إغواء يستعملها إبليس و ذريته لزرع الفساد إلا من رحمها الله عز و جل و يمكن أن نقسم هذه النساء إلى صنفين أو ثلاثة :

الأول : عانسات خانهن الحظ و فاتهن سن الزواج دون أن يلتفت إليهن القدر و صرن يبحثن عن فارس الأحلام عند كل مشعوذ
الصنف الثاني : هو نساء متزوجات يذهبن إلى هؤلاء السحرة إما لتركيع أزواجهن لهن و الإستحواذ على أموالهم تفعل بها ما شاءت دون رقيب و لا حسيب و إما لتزويج بناتهم أو أشياء أخرى ربما تعرفها النساء أكثر منا نحن الرجال.

الصنف الثالث : نساء يعملن مع هؤلاء السحرة خبيرات في إستقطاب النساء و الحقيقة المرة أن هؤلاء المشعوذين يشترطون على النساء المجامعة قبل شرط المال أو على الأقل يلعب في جسدها بعد أن تتعرى كيف شاء تلبية لرغبات الشيطان الدنيئة. و إلا فالعمل لا ينجح و مادامت المرأة رضيت بالذهاب إلى هؤلاء فلا ريب أنها سترضى بهذا الشرط. يقول ربنا عز و جل ” يا أيها الناس ضرب مثل فا ستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن لن يخلقوا ذبابا و لو إجتمعوا له، و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ، ضعف الطالب و المطلوب. ما قدروا الله حق قدره، إن الله لقوي عزيز ” سورة الحج
و يقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث لعبد الله بن عباس و لكل أمته :يا غلام ‘إني أعلمك كلمات.. احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله و أعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و إن إجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف صدق خاتم الأنبياء ، و أقول إتق الله و أعمل ما شئت فإنك مجزي إن السحر ظاهرة غريبة، محرمة شرعا ودينيا وأخلاقيا وعلميا، يشخصها الجميع، وتلجأ إليها الأغلبية المطلقة، لذا يجب إثارة انتباه الجميع إلى خطورتها ومساوئها، ويتعين على الجميع محاربتها واجتنابها طبقا لقوله تعالى : ” إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه لعلكم تفلحون ” صدق الله العظيم

جزااااااااااااااااااااااااااااااااااكم الله خيرا ونفع بكم

موضوع في قمة الروعة والفائدة .. رغم طوله لكنني استمتعت بكل حرف

» السحر اعراضة وانوعه
» نصيحة لكل من يريد تعلم أعمال السحر
» أسرار في ليالي رمضان