سورة الهمزة ( صفة العذاب تناسب صفة الذنب)

نقلنا الله سبحانه وتعالى إلى قيمة من قيم الحياة هذه السورة تعطينا القيمة التي يعتد بها في ظاهر الحياة وهى قيمة المال وتعطينا هذه السورة صورة أن صاحب المال إذا ما جاء المال عنده تختل موازين التفكير لديه فيكون من لديه مال هذا هو صاحب الشأن عنده ومن لا مال له يستصغره ويلفتنا الحق سبحانه وتعالى إلى هذا الأمر لفته تقوض رأينا فيه فيقول الحق سبحانه وتعالىوَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}– الهمزة ولكل كلمة مدلول لغوي ومدلول أصطلاحي يختلف عن المدلول اللغوي لذا يقول سبحانه و تعالىكَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5}– الهمزة فمدلول الحطمة أصطلاحاً عند الله غير مدلولها اللغوي المعروف لدينا وَيْلٌ قال البعض أن الويل وادي في جهنم من أقسى الوديان وحين يتوعد الحق سبحانه وتعالى يكون هذه الوعيد واقع لأنه قادر على أنفاذ وعيده ويجب أن نستحضر الصورة على أنها واقعة فإن هدد أنسان في أمر قد لا أعبء به لأمرين الأمر الأول لأنه قد لا يبقى من يهدد حتى يوقع ما هدد به الأمر الثاني أنه قد لا تبقى له القوة التي يهدد بها و الأمر الثالث أنه حتى يتمكن من يهدد على أنفاذ وعيده قد أكون أنا أكثر قوة منه لكن إذا كان الذي يقول ويل يستطيع أن ينفذ وعيده وقادر على أن يمضي ما يقول ولن يفلت أحد من يده فيكون ذلك وعيد من صنف أخر وعيد ممن يقدر على أنفاذ ما وعد وعيد ممن لا تتسرب إلى النفس آمال أنه يمكن أن ينتهي وعيده أو قد نخرج عن ملكه وسلطانه وهذا ليس مطلق عذاب بل عذاب خاص من الله عز وجل مصحوب بمقومات خاصة حتى تحدث الهيبة المرجوة منهوَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} – الهمزة مثلاً يقال فلان ضُحَكة يقال فلان ضُحْكة مرة تأتي بفتح الوسط ومرة تأتي بسكون الوسط فالضُحَكة هو الذي يصدر الضحك منه على غيره والضُحْكة هو الذي يأتي الضحك من الغير عليه وكذلك هُمَزَةٍ وكذلك لُّمَزَةٍ همزة صيغة مبالغة أي المكثر من الهمز، والتاء فيه للمبالغة ، وزنه فعلة بضمّ و فتحتين والهمزة هو الذي يهمز الناس يعني يعيبهم إما أن يعيب خلقهم أو يعيب وضعهم الاجتماعي أو يعيب تصرفهم ويلمزهم يأتي بالشيء الذي فيه لمز مرة يكون باللسان ومرة يكون بإشارة العين ومرة يكون بتقييد الحركة فالهمزة اللمزة هو العياب الفحاش الذي يسيء إلى الناس إما بعينه وإما بلسانه وإما بالتعرض بحركة جسده فيعيب على واحد من الناس أنه أعرج بحركة من جسده أو أنه أعور بغمزة من عينه وهكذا وحيثية قيامه بهذا الأمر أنه يحسب نفسه صنف أخر من البشر المال الذي عنده وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2}- الهمزةوَعَدَّدَهُأي أحصاه كما يفعل البخلاء حين يغلقون عليهم باب الغرفة ويعدون أموالهم في لئيم أو يكون المعنى أن جعل المال عُدته في كل شيء وذلك من الأعداد هل تلك الحوادث في السورة تتعرض لواحد بخصوصه فقيل أنها نزلت في أبي بن خلف وقيل نزلت في الأخنس بن شريق وكذلك نزلت في جميل بن عامر الجمحيوقيل أنه كان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله همزه ولمزه لا تهم أن تكون هذه السورة نزلت في واحد مخصوص إنما المهم المبدأ لتستوعب ما شاء لها من الاستيعاب فلو أراد الله أن يتكلم عن واحد مخصوص كان تحدث عنه بوصفه المعبر أو باسمه كما قال تعالى تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1}– المسد فهناك أمر مناط الحكم فيه الوصف وأمر مناط الحكم فيه الشخص والفرق بينهما أن الأمر الذي مناط الحكم فيه الوصف شائع في أفراد كثيرون لا يقيده التشخيص الوصفي أما الذي مناط الحكم فيه الشخص ليس له إلا ذلك الفرد ومناط الذم ومناط الوعيد ليس على المُشخص وإنما على الوصف الذي أستحق به ذلك فذلك الوعيد يأتي لمن أتصف بذلك الوصف و لا تشخيص فيه ولذلك القرآن حين يتعرض لقصة أهل الكهف قال تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً {14} هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً {15}‏ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً {16} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17} وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18} وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً {19} إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً {20}‏ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً {21} سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً {22} – الكهف تم البحث عن أسمائهم وأعددهم والزمان الذي حدثت فيه قصتهم وكذلك المكان و جاء في الإسرائيليات ما يخرج عن مطلوب النص من هذه القصة لأن القصة لو وردت في أناس مشخصين بذواتهم ومشخصة في زمانها ولها مكان معين لقدح ذلك في سياق القصة لأن الحق سبحانه وتعالى يعرض علينا قصة نموذجية مهيجة للحق و لو كانوا هؤلاء الأشخاص قلة لا يمنعهم ذلك من الوقوف في وجه الباطل بأي أسم بأي عدد في أي زمان في أي مكان والذي يريد أن يحدد الأسماء والزمان والمكان في القصة يقدح في المطلوب من القصة من الله بهذا التشخيص لأن الله ينصبها مثل للفتوة لإيمانية ولا يريد تحديد الأشخاص حتى لا يقال أنهم لهم طبيعة خاصة وغيرهم لا يستطيع أن يعمل ما عملوا أو تخصيص القصة بزمن ومكان و يدعي من يدعي أن الزمان والمكان وملابساتهما كانا يسمحان بحدوث مثل هذه القصة اذا المطلوب من القصة والوصف هو قوله تعالىنَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً {14} – الكهف و إذا كان هناك قصة لها سبب من أسباب النزول فلا يجب أن نعتقد أن السبب هو الملزم ولكن السبب هو المهيج لانطلاق المبدأ كا تحدث حادثة فردية في أمر ما فيقنن لها قانون فالقانون لم يسن لذلك الشخص بل ليلائم من يوجد لاحقاً في ظروف هذه القضية فقوله تعالىوَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}– الهمزة انتقلت من واحد هو سبب في وجود القانون إلى عموم من توجد فيه هذه الصفةيَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ {3}- الهمزة أي يحسب أن ماله يعطيه الخلد طويلاً وهذا فهم يبعده عن الذهن واقع الحياة فلا يمكن أن يعتقد شخص أنه مخلد وقد يكون المراد أنه يحسب ماله ليس عرض يجيء ويذهب من قوة تدبيره فيريد أن ينقل المال من صفة كونه عرض إلى صفة لازمة وذلك يستحيل في الوجود لأن المال عارية يذهب ويأتي ويورث قسوة القلب أن يعتقد الشخصيَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ {3}- الهمزة فالصدقة تخرج القلب من الشح ولو أعطى الصدقة حتى أن أحتاج المال وجد من يعطيه ولكن الذي يحسب أن المال يخلده تبقى معه قسوة القلب والشح وفي طبيعة القرآن في علاج المسائل قال تعالىكَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5}– الهمزة كَلَّا يعني زجر عما يضنه ويعتقده من أن ماله أخلده أو أن ماله سيبقى معه صفة لازمة على الرأي الثاني ولذلك قيل أن الأنسان جمع مالاً كثيراً قيل أو جمع العمر الذي سوف ينفقه فيه الأنسان مهدد من ناحيتين أن يبقى هو والمال لا يبقى أو أن يبقى ماله ولا يبقى هو فالجهتين توجد فيها تطبيقات قد تقع لا تجعل الأنسان يطمئن بعد ذلك عرض الحق سبحانه وتعالى النهاية التي تناسب البداية لأنه قال هناكوَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} – الهمزة و وَيْلٌأخذناها بتعبير الله وبقدرة الله على أنفاذ وعيده أن عبده لا يفلت منه فقال تعالى كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} – الهمزة كلمة النبذ معناها نبذت الشيء أول ما توحي كلمة النبذ هو الأحتقار والمهانة يقال نبذت الشيء وهو رد طبيعي على أستهلال السورة بقولهوَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} – الهمزة لأنه كان يهمز ويلمز أمتهاناً واحتقاراً واستخفافاً فيأتي الجزاء من جنس ما قدر وفعل ولا يكون ما يصدر بحقه النبذ فقط والطرد من حضرة الله عز وجل ومن نعيم الجنة بل سوف ينبذ فِي الْحُطَمَةِ حطمة يعني تحطم وتحطيمها قوي مثل همزة صيغة مبالغة أي المكثر من الهمز وهذا يناسب التجميع الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2}- الهمزة إذا النبذ ناسب الهمزة والمزة والجمع ناسب التحطيموَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5} – الهمزةوالتحطيم للحطمة هذا مدلولها اللغوي أما عند الله فلها معنى أخرنَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {6} – الهمزة هى نار الله وليست نار زيد أو عبيد أو فلان من الناس فإذا أسندت إلى الله تلك النار تأخذ وصف مناسب لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دعى اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك"".. قالها رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ""عتبة بن أبي لهب"" الذي جاءه, وهو في جمع من الناس, يسخر منه, ويتمادي في السخرية, ويأخذه غرور الجبابرة الصغار, وهو يقول ""يا محمد , أشهد أني قد كفرتُ بربك. وطلقت ابنتك"", وكان النبي صلي الله عليه وسلم قد زوجه ابنته رقية قبل البعثة. وودع أبو لهب ابنه, وهو يهم بالرحيل في قافلة تجارية إلي الشام, وليس نصب عينيه وأذنيه ومشاعره إلا دعوة محمد صلي الله عليه وسلم ""اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك"". بدأ الركب مسيره إلي الشام, وفي الليل بلغوا واديًا يسمي : " وادي القاصرة " , وهو واد مَسْبعة - أي كثير السباع- فنزلوه للاستراحة, وكما يروي ""هبّار بن الأسود"" - أحد رجال الركب - أصر عتبة ألا ينام إلا وسط رفاقه , قال هبار : فما راعني إلا أسد يشم رؤوسنا رجُلا رجلاً, حتي انتهي إلي عتبة, فأنشب مخالبه في صدغيه, فصرخ عتية:""يا قوم قتلتني دعوة محمد"" فقد قال صلى الله عليه وسلم كلب وهو سبع أي أسد فإذا قيل نار الله فهى الجحيم بعينه وما دامت هى نار الله فإذاً ليس لأحد من خلق الله أن يحجزها فليس في مقدور أحد أن يطفئها أو ليس في مقدور أحد أن يدفعها عنه التي يعذب بها الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ {6}- الهمزة ما دامت هى نارفهى مشتعلة وإنما ذكر موقدة تأكيد على أشتعالها وتأكيد على تأجيجها الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ {7}- الهمزة ما معنى تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ أي التي تظل تعمل فيه حتى تصل إلى لبه إلى قلبه فالنار جزائية مميزة فتطلع عليه وتعطيه من العذاب على قدر ما فيه إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ {8}- الهمزةأي لا فكرة في الفرارفلا منجى فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ {9}‏ - الهمزة فِي عَمَدٍ الفاء بمعنى الباء ; أي موصدة بعمد ممددة في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه قال ثم إن الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار ، ومسامير من نار وعمد من نار ، فتطبق عليهم بتلك الأطباق ، وتشد عليهم بتلك المسامير ، وتمد بتلك العمد ، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ، ولا يخرج منه غم ، وينساهم الرحمن على عرشه ، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ، ولا يستغيثون بعدها أبدا ، وينقطع الكلام ، فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا ; فذلك قوله تعالى إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة . وقال قتادة : عمد يعذبون بها . واختاره الطبري . وقال ابن عباس إن العمد الممددة أغلال في أعناقهم . وقيل : قيود في أرجلهم ; قاله أبو صالح . وقال القشيري : والمعظم على أن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار . وتشد تلك الأطباق بالأوتاد ، حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يدخل عليهم روح . وقيل : أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عمد ; أي في سلاسل وأغلال مطولة ، وهي أحكم وأرسخ من القصيرة . وقيلهم في عمد ممددة ; أي في عذابها وآلامها يضربون بها . وقيل المعنى في دهر ممدود ; أي لا انقطاع له وهذا هو الجزاء لمن همز ولمز ولمن جمع ماله وعدده وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2} - الهمزة فكل وصف للعذاب يناسب وصف الذنب والله عز وجل يتولانا ويرعانا ويباعد بيننا وبين هذه الصفات من العذاب حتى نكون أهلاً لرحمته وأهلاً لمحبته وأهلاً لرضاه وجنته

الاخ يوسف جزاك الله خيرا
ونفع بك وبعلمك

سلمت يداك وجزاك الله عنا الف خير

» كيفية كتابة الهمزة المتطرفة
» الذنب قديكون أنفع للعبد
» تفسير سورة محمد