كيف يحاسبنا الله جميعا في وقت واحد يوم القيامة ؟

قال تعالى وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون "كثيراً ما تعترضنا أبحاث ومقالات في الحكمة مما جاءت به التشريعات طبعاً التشريعات الدينية في القرآن والسنة ...فمثلاً بحث في مضار لحم الخنزير ثم تبرير للأمر الإلهي باجتنابه بذريعة الحكمة من وراء التشريع
بحث في مضار الذهب على الرجال وكذلك يليه تبرير لتحريم لبس الذهب للرجال بحث في مضار الخمر والكحول ... بحث في مضار الاختلاط على المجتمع بحث في مضار الميسر والقمارعلى المال ... وكل هذه الأبحاث بنية الدعوة إلى الإسلام أو إقناع المسلمين باتباع القوانين الإلهية
فنجد العلماء قد أخذوا أمراً أو نهياً إلهياً ثم انكبّوا على أبحاثهم ليثبتوا أن هذا الأمر أو النهي لم يأتي بطريق المصادفة فأُمر به فقط ليكون أمراً أو نهي عنه لمجرد النهي ..ونرى بعض الدعاة اليوم مضطرين لإلحاق الحكمة من التشريع فور نطقهم بالتشريع ذاته خوفاً من نفور الناس من كلمة "محرّم فيأتون بالدليل العلمي الذي يثبت حكمة الله في هذا الأمر أو النهي أيحتاج اليوم المسلمون حقاً إلى معرفة الحكمة من كل أمر ؟ وهل فعلاً تزيد المؤمنين إيماناً أو تقرّب الناس إلى الإسلام وتحببهم به ؟وإن لم نجد حكمة في أمر الله تعالى أو نهيه ( بالحجة العلمية ) ماذا يعني ذلك ؟ هل هو مبرر لعدم الطاعة ؟وماذا عمن آمنوا قبل تفتق آفاق العلم الواسعة و تجلي البحوث عن الحكم و الحجج المنطقية ؟كيف طبقوا التشريع؟هذا عن الأوامر والنواهي التي جاء بها الدين ..لكن هناك جانب آخر للحديث ...الاكتشافات والابتكارات العلمية الحديثة ... زرع الاعضاء الصناعية ... القلب الكهربائي ... الاستنساخ ...تفجير السحاب لنزول المطر مثلاً ... معرفة جنس المولود .. ثم القدرة على اختيار جنس المولود والكثير الكثير مما يأتي به العلم الحديث ...هل تعتقد أن هذه القدرات العلمية سبب في نقص الإيمان أم في زيادته ؟وهل يخيف تطور العلم أم يطمئن المؤمنين على الأرض بشكل عام ؟هل هو تثبيت لقلوب المؤمنين ام ابتلاء لهم واختبار لدرجة إيمانهم ؟ لم كل هذا التخبط والحيرة بين العلم والدين ؟ ولم يراهما البعض متناقضين ؟ مع أنني أراهما قمة في التوافق بل و التطابق ...أهو الجهل بعد العلم ؟ أم الفسق بعد الإيمان ؟وماذا نحتاج بعد لنكون ربانيين ؟ وإلى أين يسير العلم بالدين برأيكم ؟وهل بإمكاننا كقوم مسلمين مأمورين بالدعوة إلى الله أن نوفق بينهما في عقول الناس ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ إن كنا لا نملك سوى اليسير من الدين ولاشيء من العلم ؟ يجب أن لا يكون العقل حكم في قضايا الدين الغيبية وإلا أصبح المسلم يدور في فلك العلة مع الحكم في قضايا الدين الأسلامي وليس مع أمر ونهى الله نفسه عظمة الأيمان أن نؤمن بدون برهان في كثير من قضايا الدين طالما أنا أمنت بالله عز وجل خالقاً و قادراً وعالماً بكل مكونات الوجود وخبير وحكيم فلا أرجع وأعود لأناقش قضايا تعود بي إلى المربع الأول فيكون العقل حكم على جميع قضايا الدين وهو عقل مخلوق محدود القدرات أنا مسلم أمنت بالله رباً إذا سوف أؤمن بكل ماجاء به من تشريع ولو لم أعرف العلة منه المسلمين الأوائل من الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يعرفون العلة من كثير من فوائد الأحكام الشرعية كالصلاة والصوم والنهي عن شرب الخمر ...الخ والتي أكد عليها العلم الحديث الآن ولكنهم أمنوا والتزموا بالطاعة الكاملة وكثير من الأحكام سوف تكون غامضة العلة لنا الآن ولكنها سوف تكون واضحة جلية للأجيال القادمة لأن الأسلام صالح لكل زمان ومكان حتى قيام الساعة لذا قال المفكر الكبير عباس محمود العقاد من عظمة الله أن هناك أشياء يقف العقل فيها ولو لم يكن ذلك لما كان الكون أهلاً لأن يكون صنعة الله فيجب أن نؤمن كما أمن من سبقنا حتى يأتي من بعدنا ويتطور العلم ليكشف لهم سر من أسرار الكون أختزنه الدين الأسلامي في حكم من الأحكام لقرون وقرون ويجيء وقت إظهار هذا السر في زمنهم من يريد أن ينشغل بعلم فلينشغل بالأعجاز العلمي في القرآن لا تنقضي عجائبه في الماضي والحاضر والمستقبل إلى قيام الساعة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "والله لو انشقت السماء ورأيت الجنة والنار ما ازددت بهما يقيناً"معرفة أو عدم معرفة العلة للحكم لا يجب أن تزيد أو تنقص من يقين المؤمن لأن المؤمن شعاره أمنت بالله رباً وبالأسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وتحت مظلة ذلك يكون كل ما جاء به الأسلام من أحكام بالأمر أو النهى واجب النفاذ من المسلم لأن الأيمان عقد كل ما جاء به الأسلام في قلبي عقداً لا يطفوا على سطح أفكاري لأناقشه مرة أخرى وهكذا هى العقائد لا تطفوا على سطح أفكار الناس ليناقشوها مرة أخرى فهل يعقل أن يناقش شخص مثلاً مسألة تحريم الزواج من أبنته ويروى أن مسيحي أستقبل مسلم في منزله وبعد وجبة الغداء قدم له قدح من نبيذ و فواكه من بينها العنب وطلب منه تناولها فأعتذر المسلم عن شرب النبيذ فقال لما لا تشرب النبيذ مع أن النبيذ صنع من العنب وهذا من ذاك فشاهد المسلم صورة لمستضيفة المسيحي مع زوجته وأبنته في أحد زوايا المجلس فسأله لماذا لا تتزوج من أبنتك مع زوجتك مع أن هذه من تلك !!!!! ومن الروائع في هذا المجال أن مجوسيًا وعالمًا مسلمًا في بغداد اجتمعا فقال المجوسي: أتدعون أن المسلم منكم يذهب إلى الجنة بعد الموت ويجد في الجنة ثمارًا كلما أكل منها شيئًا لا تنقص كيف ذلك وأي شيء تأخذ منه أي شيء ينقص ؟فرد العالم قائلًا أرأيت لو أنك أشعلت سراجك ثم جاء أهل بغداد جميعهم فأشعلوا من سراجك أينقص ذلك من ضوء سراجك شيئًا؟ فأفحم المجوسي بضرب المثل قضايا الأيمان جاءت غيباً من الله الذي أمنت به غيباً في الدنيا وعرفته بآثار قدرته وعظمته في الخلق وفي الآخرة يصبح كل غيب مشاهداً الجنة والنار و الملائكة
وكل أمر غيبي أخبرنا عنه في هذه الحياة الدنيا سأل رجل على بن أبي طالب رضى الله عنه كيف يحاسبنا الله جميعاً في وقت واحد يوم القيامة ؟ فقال له سوف يحاسبنا الله جميعاً في وقت واحد يوم القيامة كما يرزقنا جميعاً في وقت واحد في هذه الدنيا

أحسنت وأحسن الله إليك أخي الفاضل وجزاك الله عنا جميعاخير الجزاء لها الطرح القيم

.... سبحانك ربي ما أعظم شأنك سبحانك رب الخلاق العظيم

» أسعد الله مساؤكم جميعا
» فوائد لنا جميعا
» لنتقن جميعا لغة العطاء