الروحانيات الغائيبة عن المسيح في عقيدة التثليث وعن أمه مريم عليها السلام عند النصارى

هناك رسالتين عظمى سبقت الإسلام وهى اليهودية والنصرانية ولم يقف الله عند سيدنا موسى عليه السلام والتوراة كتاب موسى بل أرسل أنبياء عديدين لبني إسرائيل إن كثرة الأنبياء في بني إسرائيل ليست شهادة لهم لأنهم يقولون نحن أكثر الأمم أنبياء وكأنهم يعتدون بذلك وكأنه فخر لهم وهذا من غباء الفهم وغباء الاستدلال لأن الله يرسل الأنبياء والرسل لاستدراك البشرية في أمراضها وكلما كثر إرسال وبعث الأنبياء والرسل دل ذلك على أن الأدواء متأصلة لا يكفي فيها طبيب واحد وليقطع الحجة أنه لم يواصل فيهم موكب هدى السماء وترك لهم فترة من غفلة فكل من يوشع و شمعون وداوود وسليمان وشعيا وأرميا وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحي وعيسى عليهم السلام جميعاً موكب طويل من الرسل جاء بعد سيدنا موسى عليه السلام فلم تخلوا فترة لدى بني إسرائيل من النبوة وأخر الرسل في بني إسرائيل سيدنا عيسى عليه السلام هوألمع رسل بني إسرائيل بعد سيدنا موسى عليه السلام ليرد الله على المادية التي سيطرت على بني إسرائيل فالقوم لم يعودوا يعترفوا إلا بالأمور المادية الحسية منذ ذلك العهد وحتى الأن كأن عقولهم أصبحت مغلقة من جهة الغيب ولذلك طلب بني إسرائيل أن يروا الله جهرة وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ {55}- البقرة كانت المادية كانت مسيطرة عليهم وكان لابد أن يجيء رسول في كل تصرفاته أمر غيبي فهو مولود بأمر غيبي فكأن الله أراد أن ينقلهم من مادية طاغية إلى روحانية صرفة فكان لابد أن يجيء سيدنا عيسى عليه السلام بالمواصفات التي جيء بها وأول هذه الأمور أن يولد بأمر غيبي من غير الطريق المادي الذي يأتي منه الأحياء الذي ينشأ من التكاثر في الأنسان والحيوان والنبات بواسطة الذكورة والأنوثة وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {49}- الذاريات وهذا أمر مادي خاضع للأسباب وأسباب البشر وأراد الله أن يخلع من أذهان خلقه أن الله يحكمه سبب لأنه هو الذي يخلق السبب ومادام هو الذي يقدر على خلق السبب آلا يقدر أن يخلق بدون سبب وفي قصة خلق سيدنا عيسى أدار الله الخلق دورة تعجز في الكون حتى لا يفهم أن السبب ضرورة لوجوده فالتكاثر يأتي من زوجين سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ {36}- يس وهذا ليس حكم علينا في غالب أمورنا وهو حكم لا يحكم الله فالله يخلق من غير زوجين كما خلق سيدنا آدم عليه السلام ويخلق ويأتي من واحد كما خلق حواء ويخلق من أنثى فقط كما جيء بسيدنا عيسى عليه السلام وقد تجتمع الذكورة والأنوثة ولا يأتي الله بشيء وسيدنا عيسى عليه السلام جاء بعد سيدنا موسى عليه السلام وهو المع رسول بعده ومجيئه كانت لفته غيبية وليست لفته مادية لبني إسرائيل فيجيء ميلاده ليلفت الناس إلى هذه القضية يجيء من أم بلا أب بدون أي تدخل مادي من إخصاب أو تلقيح وكرم الله مريم عليها السلام بهذه المعجزة والتي أثبت الله بها طلاقة قدرته في التكوين والإيجاد امرأة تنجب بلا رجل وهذه المسألة تعرضها لشيء كثير ولابد أن يهيئ الله هذه المرأة تهيئة تصلح مع هذه التجربة حتى تعظم هي أمام نفسها ولا يخدش حياء كبرياء عفتها شيء ولا تهتم بما يقول الناس فيها أنها مطمئنة بما فعله ربها بها حين حملت وولدته من غير رجل وجاءت التجربة فيها شخصياً لكي تقتنع هي قبل أن يقتنع الناس أو المجتمع مخافة أن تظن بنفسها الشر بأن تعتقد أنها أصبحت حامل بعد أن تمكن منها شخص ما وهى نائمة أو لم تشعر به فجاءت التجربة معها لتتأكد أن طلاقة قدرة الله لا تركن إلى السببية في الإيجاد برجل وامرأة فتقتنع بذلك هي أولاً وفي قوله تعالىوَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42}- آل عمران الاصطفاء في مريم عليها السلام كان من جهتين اصطفاء قيمي إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ والاصطفاء الثاني وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ وهو ميلاد لأبن يخالف نساء العالمينبأن يصطفيها الله ويخصها بهذا الأمر وقول الله وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يطمئنها أنها سوف تصير على نمط فريد لا يشترك فيه غيرها من من نساء العالمين و مريم عليها السلام ولدت بخلاف جميع نساء العالمين واللاتي يلدن بإخصاب من ذكورة الرجل ورحمة الله تأبى أن فتاة تتهم من الناس في عفتها وفي براءتها فجعل مناط التجربة ثمن اصطفائي بعوض كبير فعندما ينزع الله ظاهر النعمة يعطي نعم متعددة اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ فأعطاها خصوصية لا توجد عند نساء العالمين ولذلك يجعل الله مريم تحكم بنفسها في القضية التي تُجرب فيها فالذي كفلها هو سيدنا زكريا عليه السلام ومعنى كفلها أي أنه كان يأتي لها بكل مطلوبات حياتها قال تعالى فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {37}‏- آل عمران فهو الكفيل ويجب عليه السؤال من أين لكي هذا أَنَّى لَكِ هَـذَا وهو الكفيل لم يأتي بهذا الشيء وهذه القضية أَنَّى لَكِ هَـذَا لو حكمت البيوت لكان الطهر في البيوت جميعاً قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ فنطقت هي بالقضية إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ والحساب عند أعراف البشر ولكن عند الله لا يقال حساب ولا أسباب ولا مادة ومريم عليها السلام خالفت الأسباب لذلك نبهت في سيدنا زكريا عليه السلام طلاقة قدرة الله عز وجل عندما سمع قولها إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ وقد كانت أمرأه زكريا عاقر فطلب من الله الولد فكأن مريم نبهت فيه طلاقة قدرة الله هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء {38} - آل عمران وقال تعالى قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً {4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً {5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً {6}- مريم وأستجاب الله له فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}- آل عمران وقال تعالى يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً {7}- مريم ثم أستدرك سيدنا زكريا قائلاً قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {40}- آل عمران قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً {8}- مريم فرد الله على سيدنا زكريا قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً {9} - مريم فكأن القضية تدخل في الغيبيات وتدخل في طلاقة قدرة الله عز وجل وميلاد سيدنا المسيح عيسى أبن مريم وهو أخر أنبياء بني إسرائيل فاجئ بني إسرائيل بإخراجهم من الماديات لكي ينزع منهم ماديتهم فعندما تحمل مريم عليها السلام لا تحمل هكذا بل يبين لنا ذلك في قوله تعالى وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21}- مريم تبين لمريم عليها السلام حقيقة حملها عن طريق ملاك تمثل لها على هيئة بشر وما كان لها أن تراه على هيئته الحقيقية ثم يختفي من أمامها دون أن تراه يخطو مبتعداً عنها فعلمت أن ذلك أمر غيبي وعندما حملت طلب منها الله فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً في قوله تعالى فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26}- مريم فلم تتكلم لأن كلام مثلها في هذا الموقف لا يغني عنها شيء ولكن الذي تكلم شخص ليس من العادة أن يتكلم في مثل هذا السن وهو رضيع فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} - مريمتلك كانت ضربةقاسية لمادية نفوس بني إسرائيل حمل وميلاد بدون أخصاب ثم صبي يتكلم قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} – مريم هزة حصلت كانت يجب أن تخلع منهم المادية لذا فإنه سيطرت على سيدنا عيسى وأمه عليهما السلام كل أمور الغيب في طلاقة القدرة من الله وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ {50} - المؤمنون آية عجيبة أن تحمل وتلد بدون إخصاب أما بالنسبة لسيدنا عيسى أن يوجد من أم فقط لذا نجد من صدق آيات سيدنا عيسى في تبليغه عن ربه أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً في قوله تعالى وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {49}- آل عمران كلها مسائل غيبية كان لابد أن يجيء سيدنا عيسى إلى الوجود وجوداً خارقاً للأسباب ونظام النواميس وقوانين التكوين والأخصاب والتكاثر ليخلع عن بني إسرائيل سيطرة المادة على نفوسهم بميلاده وباقي معجزاته جعله الله مثلاً لطلاقة قدرته ومثلاً لبني إسرائيل ليخلعوا المادية البغيضة من رؤوسهم والله جعلها في أصل تكوين الوجودفي الميلاد وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ذكر الله سيدنا موسى عليه السلام ثم جاء بذكر بقية الرسل إجمالاً ثم جاء بذكر سيدنا عيسى ومع أن جميع الرسل مؤيدين بروح القدس إلا أنه جاء بالروح القدس هنا لأن مسألة الروح سوف تشيع مع سيدنا عيسى عليه السلام في كل أمر ميلاداً ومعجزتاً وحتى موتاً وقال الله وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ لأن سيدنا جبريل عليه السلام لم يفارقه أبداً سيدنا عيسى جاءت ولادته بطريقه غير مألوفة وطبيعية للناس فيكون معرض دائماً للهمز واللمز والهجوم عليه فكان الوحي دائماً بصحبته مما يجعل من مهابة القيوم عليه ما يصد ويردع الناس عنه ومسألة أن رُفع إلى السماء أو مات كالبشر مسألة خلافية بين العلماء الأمر الذي لا يتأتى فيه اختلال لحكم مطلوب من الله نؤيده كمؤمنين وإن كانت بعض العقول لا تستوعبه فمن أتسع عقله فقد علم ومن لم يتسع لا يؤثر ذلك في شيء فلو علمنا أنه رُفع أو مات ما الذي يتغير في منهجنا ولا شيء أبداً هناك من يتسع عقله أن طلاقة قدرة الله والتي لا يعجزها شيء رفعته مباشرتاً إلى السماء وهو لم يتبرأ من الوفاة وسوف يموت لاحقاً مثل غيره من البشر ولم تكن ولادة سيدنا عيسى عليه السلام طبيعية لأنه وُجد بدون أب من أم فقط وما العجب لو حُدثنا أن الله رفعه ولم يمت ثم سوف ينزل ويموت بعد ذلك فإن صدقنا ميلاده في الأولى فلماذا لا نصدق في الثانية أمر وارد إن كنا مؤمنين ألم يصعد الرسول صلى الله عليه وسلم بشحمه ولحمه فكان موجود في الأرض وحي أيضاً في السماء والخلاف في الفترة القصيرة التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في الأسراء والمعراج والفترة الطويلة التي يقضيها سيدنا عيسى عليه السلام في السماء وهذا الأمر لا ينقض مادة الموضوع عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا له من الدنيا وما فيها لذا أرسل الله سيدنا عيسى ليعلم اليهود أن يؤمنوا بطلاقة قدرة الله وتأخذهم الغيبيات إلى شيء من الروحانيات ليتخلصوا من المادية والتي هوت أرواحهم فيها ولذلك الله عز وجل حين خلق سيدنا عيسى عليه السلام على غير الطريقة التي خلق بها الخلق أبرز الله فيها قدرة من قدراته ثم ترقى بنا الحق سبحانه وتعالى إلى فوق خلق سيدنا عيسى عليه السلام وهو رفعه أو فاته وكان الله يعلم بأن الشيطان اللعين سوف يجد في هذا الأمر(طلاقة قدرته) مجالاً يصول ويجول في عقول الناس لكي يصدهم عن الأيمان الصحيح وبني إسرائيل وغيرهم لم يختلفوا في أمر سيدنا عيسى عليه السلام وهو حاضراً بينهم بل بعد غيبته حصل الخلاف وسوف يرجع سيدنا عيسى في أيبة ليبين لهم ما حصل بشأنه من خلاف لأنه خلاف في القمة فهم جعلوه إله وأبن إله وعودة سيدنا عيسى إلى العالم لن تأتي بشرع جديد لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وسو ف يأتي سيدنا عيسى عليه السلام ليجعل أهل الكتاب يؤمنون برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً {159}- النساء ومواقف سيدنا عيسى عليه السلام متعددة يوم ميلاده يوم عصيب وحصل فيه ضجة ويوم قيل أنه مات حصلت ضجة وكان يوم عصيب ويوم أن يلقى الله يكون يوم عصيب على غيره من الذين اختلفوا فيه فجماعة قالت عنه أنه مات وأخرين قالوا أنه صُلب أو قُتل وسيدنا عيسى عليه السلام لم يمت صلباً لأنه لو صُلب لما قال الله وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً {15}- مريم والله سوف يتكلم مع سيدنا عيسى عليه السلام بعتاب هو في حقيقته تقريع لمن قال فيه ما لم يرتضيه سيدنا عيسى قال تعالى وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118} - المائدة وهى قضية لا يحقق فيها الله عز وجل مع سيدنا عيسى لأنه يعلمها لذا سيدنا عيسى عليه السلام قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ إذا فهو تقريع للذين قالوا في سيدنا عيسى عليه السلام ما لا يقره ولا يحبه والذين أخذوا القول في صلب المسيح عليه السلام معذورون في قولهم في الصلب لأن الحق سبحانه وتعالى قال وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ في قوله تعالى وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً {157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً {158}- النساء فالذي قال أنه صُلب محكوم بما قيل أنه شُبِّهَ لَهُمْ ولكن لا عذر لهم بعد أن يأتي كتاب منزل من الله وهو القرآن ويقول وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وكان يجب عليهم أن يتلقفوه كما أن الصلب يطعن في زعمهم أن سيدنا عيسى إله أو أبن إله فالصلب هو قدرة الصالب على المصلوب فكيف ينقلب القادر مقدوراً فهل خلق من خلق الله يقدرون على إله أو ابن إله فيمسكون به ويدقون في يده المسامير ثم يصلبوه وقبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم هم معذورون أنهم كانوا يقولون بأن سيدنا عيسى صُلب لأن القرآن قال وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ ولكن بعد نزول القران وتبيان الحقيقة لهم كان عليهم أخذ عطاء الرحمة لتخليصهم من حيرة أفكارهم حين قال الله شُبِّهَ لَهُمْ وعدم صلب أو قتل المسيح بزعمهم هي رحمة نالتهم من الرسالة المحمدية تناسب سمو مكانه سيدنا عيسى عليه السلام عند النصارى وهو أمر منطقي وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ أعطى سيدنا عيسى معجزات عديدة منها خلق الطير من الطين وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم وردت في قوله تعالى وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {49}- آل عمران وهناك أشياء يقوم بها يعطيها الله له خارقة لنواميس الكون وأشياء أخرى يقوم بها بِإِذْنِ اللّهِ كإحياء الموتى والتي هي من اختصاص الله عز وجل فيقول بِإِذْنِ اللّهِ تنبيه لذلك والزائد في رسالة سيدنا عيسى عليه السلام أن الله قال وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ مع أن كل رسول يؤيد بالروح القدس والسبب هي الأمور التي اكتنفت ميلاد المسيح عليه السلام ورفعه إلى السماء وموقوف الخصوم من بني إسرائيل منه وبشريته عليه السلام دون الروح القدس ممكن أن تخورلذا فهو مؤيد بروح القدس في كل أمر وَأَيَّدْنَاهُ من الأيد أي القوة والروح القدس هو جبريل عليه السلاموقد يكون لبني إسرائيل شبهة في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن منهم ولكن سيدنا عيسى عليه السلام كان من بني إسرائيل وهو الرسول الذي جاء ليبهر الكون المادي ويلفت الناس إلى مكون المادة الحق سبحانه وتعالى ولكنهم لم يؤمنوا به أيضاً

بارك الله فيك على هذا الموضوع

» يسوع المسيح عليه السلام
» عقيدة الإيمان والتواصي بالحق وبالصبر سنن الله في الخلق
» أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه