شبهات ملحد :إذا كان الله يضل فما هو ذنب الذي ضل وكيف يعذب الله من أنتفعت بعلمة البشرية و لو لم يكن مؤمن ؟

هناك من يأخذ معنى الكلام بسطحية فيقول إذا كان الله يضل فما هو ذنب الذي ضل فيكون الرد في قوله تعالى: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِينَ فقد أتى الفسق منهم أولاً ثم أضلهم الله ثانياً الله لا يأخذ الفاسق من فسقه رغماً عنه بل يمهد له طريقه بعد ذلك في الضلال والفاسقين الله لم يفتات عليهم في الضلال ولكنه أضل من فسق فالله لا يضل الشخص إلا بفسقه فيفسق أولاً ثم يضله الله ثانياً والله خلق الأنسان مسيراً في بعض الأشياء وخلقه مختاراً ومكلفاً فيما يختار في أشياء أخرى والتكليف هو أفعل ومقابلها لا تفعل والله في أمره بالقول أفعل أو لا تفعل بالتكليف خلق وجعل الأنسان مستعداً لأن يستجيب أو لا يستجيب فحين يكون لك خادم فتأمره بان يفعل أمراً ما لا يغيب عن بالك أنه قد لا يفعل أو باستطاعته ألا يفعل هذا الأمر و إن أمرته بشيء آلا يفعله فإنه قد يفعله والأنسان صالح لأن يفعل أو يترك أمر التكليف ومن يخضع لأمر الله وينسجم مع التكليف بأخذه من الله يعطيه المعونة والذي يأبى على الله يمهد له في الضلال والله ليس إله الجميع بالنسبة لخلقه فهو إله من يعبده ولا يشرك به شيئاً لأنه أغنى الشركاء عن الشرك وإن كان رب للجميع كافر ومؤمن وهل جعل الله كفر بعض الناس مسوغاً ليمنع عنهم سيال الربوبية ؟ كلا لم يفعل ذلك فالأرض مسخرة للكافر والمسلم وكذلك الشمس وكل ما في الكون وكل سبب يأتي به الكافر يأخذ ثمرته وكل أمر لا يحسنه المؤمن لا يأخذ منه شيء فعطاء الربوبية للجميع لأنه ليس هناك أحد من الخلق أستدعى نفسه إلى الوجود فمن أمن به إلهاً يأخذ عطاء ربوبيته وعطاء الوهيته أما الكافر فلا يأخذ سوى عطاء الربوبية في الدنيا أما في الآخرة فليس له اجر أو عطاء عند الله لأنه لم يعمل إلا وفقاً لقانون الأسباب والمسببات ولم يعمل لله شيء والأنسان يأخذ أجرة عادتاً ممن عمل له والكافر لم يعمل لله فلم يؤمن ولم ينصاع لله في التكليف وإنما أتبع هواه وسوف يحاسب ويجني عواقب إتباعه هواه في الآخرة لذا قال تعالى :وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ {39}- النور فالكافر فوجئ بوجود الله في الآخرة ولم يخطر بباله أو تفكيره هذا الأمر لذا قال تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ {18}- أبراهيم وقد يظن الأحمق بالله الظنون بسؤاله كيف لا يكافئ الله من قدم للإنسانية أعمال الخير من اكتشافات علمية واختراعات وعلاج أمراض ..الخ والتي ساهمت في تقدم البشرية ونرد عليه في ذلك بأن العامل يأخذ أجره ممن عمل لديه فهل كان في تفكير هؤلاء أو خطر ببالهم الله إنما كان في تفكيرهم مجد الدنيا والعظمة والجاه والمال والجوائز الدنيوية وتخليدهم من قبل البشر وقد حصلوا على مبتغاهم وكان لهم ما اردوا عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار رواه مسلم والنسائي

» شبهات ملحد : لماذا لم يخلقنا الله أولاً ثم خلق مقومات حياتنا
» شبهات ملحد : ماذا تجدي صلاة الأستسقاء وآلية المطر تبخر من البحارورياح تكثف الماء في نظام كوني رتيب ؟
» النبات الذي احبه الرسول صلي الله عليه وسلم