نصيحة لكل من يريد تعلم أعمال السحر

الشياطين لديها القدرة على التشكل يتشكل بأي شيء لا نستطيع أن ندرك الشيطان على صورته الحقيقية ولكنه يتشكل بما يمكن للبصر أن يدركه وحين يتشكل تحكمه الصورة التي يتشكل عليها إن تشكل بإنسان أو تشكل بحمار أو تشكل بكلب حكمته صورته فإذا كان مع شخص ما مسدس وأطلق عليه النار يموت طالما أنه خرج من حقيقته ولذا يتشكل وتمر صورته بلمحة خاطفة لا تستمر طويلاً خوفاً من أن من يراه يعلم بهذا الأمر فيأتي بما يلحق الأذى به أو ربما يقتله لذا فإن الشيطان لما تمثل للرسول صلى الله عليه وسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد هممت أن أربطه بسارية المسجد حتى يتفرج عليه صبيان المدينة فقد يتمثل الشيطان بشيء قد نمسكه على صورته والشياطين لا يصبرون طويلاً على التمثل لأنهم يخافون ومن رحمة الله أن جعل الله الصورة تحكمهم ولا يأتون إلا خطفة وإلا كانوا أفزعوا الناس مخافة أن نعلم أن الصورة تحكمه ونفعل فيه ما نحب بهم والحق سبحانه وتعالى يحكم العالم بمبدا تكافيء الفرص الأمر الذي يحفظ أمن المجتمع وتكافيء الفرص هو الذي يجعل كل شخص يلزم حده فلا يتعدى إنسان على أخر خوفاً من أن ينال منه أو ينال منه غيره أذى أكبر من الأذى الذي الحقه به وتكافيء الفرص هو الذي حفظ توازن العالم في الصراع القائم بين القوى العالمية عبر التاريخ أو في الوقت الحاضر فوجود قوتين متكافئتين الفرص سابقاً فيما يعرف بالحرب الباردة حفظ الأمن للعالم لخوف الطرفين من بعضهما البعض فالتوازن الحاصل في العالم الأنساني نتيجة تكافيء الفرص والذي يخل بالأمن هو عدم تكافيء الفرص والله يريد تكافيء الفرص للأنسان ليحفظ أمن مجتمعه وسلامته ولكن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يختبر الأنسان ويبتليه ويخبرنا أن الشيطان وزمرته من الشياطين رغم عنصرهم أنهم من الجن وقوانينهم أخف من قوانين البشر إلا أن الأنس أو البشر يقدرون أن يسيطروا بقوتهم قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39}قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ {40}- النمل والله بقدرته لا يجعل عنصر في الكون أدنى يقهر الجني ويستخدمه فيما يريد من أمور بأشياء يعلمها الله للملائكة والملائكة تعلمها للناس وقبل أن يعلموها يقولوا إنما نحن فتنة فلا تكفر لأنه إذا علمه كيف يستخدم الجني أعطاه فرصة أكبر من نضراءه من البشر وإذا حدث ذلك يطغى الشخص الذي يملك القوة وإذا طغى في منطق المنهج يكون ذلك ظلم ويأتي لنفسه بالعذاب الشديد فيعلمنا الله أنه لا يستطيع عنصر من الخلق أن يتحكم بالقوة ويستطيع أن يعطي الأنسان بعض الأسرار فيسخر من فوقه من الجن ومن الخير لنا أن لا نعلم تلك الأسرار وإلا كنا كمن يعطي طفل صغير مسدس فيمكن أن يلحق بنفسه الأذى أو يقتل غيره به فعدم أعطاءه ذلك المسدس ضمان لتكافيء الفرص ويعطينا الحق سبحانه وتعالى قضيتين رئيسيتين أن الجني وإن كان أقوى من الأنسي لا لعنصر تكوينه إنما لمراد الحق في الخلق والله يعطي الأنسي من الأشياء وهم العنصر الأدنى ما يسخر به الجن ولكن ذلك يخل نظام العالم وفقاً لتكافيء الفرص وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ كانا يعلمان الناس السحر وقبل أن يعلموهم ينصحوهم وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ماهى الفتنة الفتنة أختبار وليست الفتنة في حد ذاتها مذمومة ولكن الراسب في الفتنة هو المذموم الفتنة أختبار وإمتحان فهل الأختيار بذاته مذموم أو سيء من البشر يخلون بقانون تكافيء الفرص ويعطون لأنفسهم قانون من قوانين الجن يستخدموه وهناك من الناس من يقول طالما أنه فتنة لن أتعلمه وهناك من يقول أنا أتعلمه ولكن أستخدمه في الخير ومراد ألنسان في الخير أولاً في نفسه ومن تعلم من الناس وأشتغل بهذه الأشياء وتسخير الجن والسحر لو نظرنا لأحوالهم لم يزدهم ذلك شيء فرزقهم لا يعلمونه وأشكالهم غير مقبولة بين الناس وحياتهم غير مستقرة وكذلك أحوال أبنائهم كل أمورهم مختلة ولذك قال الحق سبحانه وتعالى وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً {6} - الجن يَعُوذُونَ أي يستجيرون بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً وكان من المفروض أن يكونوا لهم مصدر راحة وإطمئنان فرزق من يسخرون الجن يأتي من الله ولو كان لهم في الشياطين أو الجن خير لأتوا بالرزق لهم والله بإرادته وقوته هو الذي يعطي العنصر الأدنى قوة تسخر العنصر الأعلى وليس عنصر التكوين هو الحاكم وينصح الله أي جنس أن يضل في قانون جنسه ليضل تكافيء الفرص ويكون ذلك عاصماً له من الطغيان ولا يقول أنه سوف يأخذ هذا السلاح القوي ويستخدمه في الخير فليس لهذا السلاح أثر خير في نفسه ولا يُعرف أحد من هؤلاء وإلا مات على حاجة وعلى فقر وأغلبهم يمتهنون النصب والأحتيال على الآخرين وهل عندما كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ وأستجاروا بهم هل فعلوا لهم شيء بل فَزَادُوهُمْ رَهَقاً زادوهم تعباً و زادوه فقراً وحاجة وحين أخذوا ذلك السلاح ليزدادوا قوة ضلت فرصهم كما هى ولذلك قالت الملائكة ناصحين إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ وقد يضمن الشخص نفسه وقت التحمل ولكن لا يضمن نفسه وقت الأداء هناك فرق بين أن نتحمل وأن نؤدي من الجائز أن يأتي أنسان ويودع مال عند الأخر أمانة وفي حالة الأحتمال لا نمانع بذلك ولكن عند رغبته إستعادة ذلك المبلغ قد تأتي ظروف تجعل الشخص يضعف و يتصرف بذلك المبلغ فينكر ويجحد صاحب الأمانة أمانته لذا نجد شخص لا يرغب في تحمل هذا الأمر إبتداءً لأنه لا يضمن نفسه وقت الأداء وكذلك من يتعلم السحر يقول أنا سوف أتعلمه ولن أكفر ولكن ساعة يكون في يده لا يضمن نفسه وقت الأداء ولذلك كان تعلم السحر كفر لأنه يخل بتكافيء الفرص وقد يأخذه أحد ما على قول الشاعر :
"عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ... ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه" ولا نجد شخص أشتغل بهذا الأمر إلا حاله بؤس بل وأبأس الناس ولا يزيد فرصته بأن يقوى على غيره بل يضل اضعف من غيره وقدر الله عز وجل لا يحتال عليه أبداً

» أعمال توازي الحج
» البلسم الشافي من السحر والحسد
» كن مع الله كما يريد يكن معك فوق ما تريد