النفس والروح والمادة

كلمة النفس إذا وردت في القرآن تكون حين تتصل الروح بالمادة وتعطيها الحياة توجد النفس ولكن المادة قبل أن تتصل بها الروح فإنها خيرة ومنقادة ومقهورة ومسبحة لله ولا يوجد شيء أسمه الحياة الروحية والحياة المادية منفصلتين عن بعضهما البعض فالحياة لا توجد إلا إذا دخلت الروح في المادة والروح على استقلالها خيرة وعندما تلتقي الروح بالمادة في حركة الحياة تتحرك الشهوات لذا فإن الموت يخرج الروح من الجسد فتذهب الروح إلى عالمها ويذهب الجسد إلى عالمه الفطري التسخيري الطبيعي وعندما كانت الروح والجسد متواجدين معاً كانا محكومين بالإرادة الروح اعطت السجد الحياة وبعد ذلك سخرت الجوارح لتنفعل لنا بالسمع واللمس والنظر والشم فالجوارح منقادة للشخص انقياد تسخيري بالإرادة فهي تنفذ ما نريد وإن كان بخلاف المنهج الرباني ولكنها تكون حينها في ضيق منا لأن الجوارح في كل شخص بحد ذاتها مسبحة لله وطاهرة ولكن جعل الله لنا إرادة عليها وهى تطيعنا ونضرب لذلك مثلاً بفرقة الجيش التي لها قائد يطاع فيما يأمر ولكن أوامره خاطئة ثم بعد ذلك يتم الوصول إلى القائد الأعلى وإبلاغه بما حصل من هذا القائد من أوامر خاطئة كذلك أرادتنا تسيطر على جوارحنا وعلى طاقاتنا ونقوم بها بأعمال الطاعة أو نرتكب بها المعاصي فهي مقهورة منا و تفعل المعصية وهى كارهة ومنفعلة للإرادة بتسخير الله لذا حين تنفك عن التسخير والقهر في الآخرة يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - النور ذلك اليوم يكون وقت التسخير انتهى بأمر الرب الأعلى فتشهد الألسنة والأيدي و الجلود بينما كانوا مقهورين لإرادة الأنسان سواء كان كافرا أم مؤمن فالنفس في المحصلة النهائية هي أتصال الروح بالجسد وتأتي منها الشهوات وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا - الشمس إلا أنه شاع عند الناسأن هناك حياة مادية وحياة روحية والحياة الروحية الحقيقية هي المنسوبة إلى الروح الأمين المذكورة في القرآن نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ - الشعراءوفي القرآن في قول الحق وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا في قوله تعالى وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ - الشورى والروح ليست هي الحركة التي تتصل بالمادة في الحس والموجودة أيضاً بالكافر والروح الإيمانية هي التي عناها الله بقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ - الأنفال والتي نحى بها الحياة على مراد الله أما ما يروج له بعض الأفاقين من الذين يطلقون على أنفسهم الروحانين وهم مجرد مشعوذين لا يبتغون من وراء ذلك سوى أكل أموال الناس بالباطل مستغلين الجهل وضعف الوازع الديني لمن يلجئون لأمثال هؤلاء فيخلطون عليهم الأمور خلطاً قد يدفعم إلى الوقوع بالمحرمات أو الشرك بالله بتقديم القرابين لتلك الأرواح المزعومة التي يتصلون بها والتي ماهى في حقيقتها إلا بعض الأبالسة والشياطين من الجن يتصل بها السحرة والمشعوذين لكي يتوهم الناس أنها روح فلان أو فلانة من الأقرباء أو الأصدقاء التي كتب الله عليهم الموت ولا مجال للتواصل معهم حكماً من الله عز وجل لا مجال لرده

» تأهيل النفس لرمضان
» أين لذة الأمس ؟؟ وأين شهوة النفس ؟؟
» سكينة النفس المؤمنة