القشة التي قصمت ظهر البعير

كل شيء في الكون يسير وفق نظام دقيق والأنسان في غير مجاله الأختياري يخضع للقدر وفقاً لقوله تعالى:وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى - الأعلى والأنسان لا يفسد إلا في مجال ما يقع بأختياره وكل أمر لا مجال لنا الأختيار فيه لا نستطيع أفساده فمن رحمته أن جعل الخلق في أشياء مقهوراً عليها بدون أختيار والحق يخبرنا أنه إذا أردنا أن يعتدل ميزاننا الأختياري وتعتدل جميع تصرفاتنا فلنأخذ ميزان ذواتنا من ميزان الوجود حولنا وذلك بأن نحكم أنفسنا بمنهج الله لتستقيم أمور ذواتنا قال تعالى :وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ وَأَقِيمُوا الوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا المِيزَانَ - الرحمن وذلك إن أردنا أن تستقيم أمورنا أستقامة الكون حولنا فالحق سبحانه وتعالى يعلمنا أن الذي قدر فهدى هو الذي قدر لنا المنهج فقد قدر لك المنهج كما قدر وهدي الكون قسراً في الجماد والنباتات وفي الحيوان والأنسان في غير مجال أختياره فخذ عهد الله المعطى لك لكي تستقيم الأمور حولك أستقامة الكون حولك لأن الله هداك في الأختيار جعل لك هداية أختيارية بخلاف الكون حولك الذي جعل له هداية قسرية فجعل للأنسان شيء من الأختيار ليقبل عليه بحب لا بالقهر فالله ثبتت له صفات القهر في كل ما خلق من ملك أو ملكوت كما ثبتت له صفات المحبوبية ولو أراد أن يقهرنا على عبادته قسراً لفعل ذلك فالله يحب من الناس من يقبل عليه بأختياره مع أختياره بأن لا يفعل وهذا هو معنى الأختيار فالملائكة لا قدرة لهم على معصية وحين خلقنا الله أطلعهم بان من خلقه من يعبده ويقبل عليه وفي قدرتهم أن لا يفعلوا وأن لا يؤمنوا به ولكن الله حكم هذا الأختيار بمنهج لكي تستقيم امور الحياة لنا والأفساد في الأرض يقع في ميدان الأختيار فتكون المقاييس غير سليمة والفساد هو عدم الألتزام بمنهج التكليف وذلك بأن يقوم الشخص بنقل مجال أفعل محل مجال لا تفعل ونقل مجال لا تفعل محل أفعل فالأنسان في التكليف بين الفعل وعدمه والخلاف في نسبة الفعل يتراوح بين نسبة الأيجاب والسلب فالأمر بالصلاة إيجاب فإن لم تصلي نقلت الأيجاب إلى السلب والله أمرنا بعدم شرب الخمر فإذا شربت نقلت مجال لا تفعل إلى مجال أفعل فكل فساد في الكون من نقل مجال أفعل إلى مجال لا تفعل ومجال لا تفعل إلى مجال أفعل أما الأمر الذي لم يرد فيه مجال أفعل أو لا تفعل فهو أمر مباح إن لم تفعله صلح الكون وإن فعلته كذلك ولا يتأتى منه فساد إذاً الفساد يقع في الكون من الأمور الأختيارية التي لها بدائل وحين خلق الله فينا أختياراً أعطنا منهجاً ودلنا عليه بأفعل ولا تفعل وطالما أن الأنسان قادر على السلب والأيجاب يجب أن لا يعاند مراد الله ولو كان الأنسان لا يصلح منه الأيجاب لما صنع منه السلب ولو كان لا يصلح منه السلب لما صنع منه الأيجاب وهو صالح للسلب والأيجاب والكافر مستحق للعقوبة لأن واقعه مع الله مضاد لمراد الله في السلب والأيجاب وقمة الفساد أن نخرج بأفعل ولا تفعل عن ما شرع الله وأول الفساد أن يعيق العبد أمر الله أن يطبق في الأرض بأي عائق من العوائق وهو أول مظهر من مظاهر الفساد لأنك جعلت مجال أفعل ولا أفعل غير محكوم بقاعدة كلية تنتظم فيها جميع الأشراط فكل شخص يفعل ما يحلوا له ولا يفعل ما يحلول له وبذلك يوجد خلاف أنت تفعل وانا لا أفعل فيحصل التصادم بالحياة ويأتي الفساد من قطع ما أمر الله به أن يوصل أو أن ينقض العهد بعد الميثاق وهذا قمة الفساد والمفسد يقوم بإخراج الشيء عن حد أعتداله مما يشكل قبح في الوجود كإفساد عامل عمله لعدم الأخلاص أو عدم الأمانة في أي مظهر من مظاهر العمل وبذلك يفقد الكون نغمة يحبها الله والأنسان بفطرته وهى الله لفظ الجلالة فحين يرى الأنسان شيء جميل يبادر إلى أن يقول الله فكل شيء جميل ينسب إلى الله حتى غير المسلم يفعل ذلك وحين يرى الأنسان شيء لا يعجبه لا يلفظ لفظ الجلالة على أقل تقدير وبذلك يحرم الوجود من نغمة يحبها فكل فساد هو قبح في الوجود وحين يقع الفساد يكون ذلك أسوة سيئة في الكون ويصبح كل أنسان لا هم له إلا أن ينفع نفسه عاجلاً وكل أنسان غير أمين يغش الناس يلهم الله من غشه ويدخل في قلبه أن يغشه في عمله أيضاً كما أن من أصاب مال من حرام بغير وجه حق ينفقه في أسوء مصارف الوجود من مرض أو مصائب أخرى تنزل عليه من الله والفساد إذا هو أن تخرج الشيء عن حد الأعتدال وأول أعتدال في الكون هو العقيدة التي تملئك ثقة بأن الله يرقبك وأنه ينظر إليك لذا فإنه حين تعمل لا تعمل لرب العمل بل تعمل لصالح نفسك والفساد هو أن ترقب الشكلية في الحياة أي أن الزمن يحكمك في تصرفاتك وليس رب الزمن في ما تفعله من تصرفات مع الآخرين فالله يقول عن نفسه عز وجل:اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ - البقرة عين الناس تنام ولكن عين الله لا تنام وأول الفساد في الأرض أن يوجد منهج غير منهج الله ويعيش كل شخص على هواه فتتصادم حركة الحياة وحين تجد كل الناس تشتكي فأعلم أن الشاكي مشتكي أيضاً ولن يستقيم أمر الوجود ويتخلص من فساده إلا إذا حُكم بمنهج لا هوى له إلا خير من خلق و الذي وضع الميزان لذا يقال القشة التي قصمت ظهر البعير فلم تقصم ظهر البعير القشة وحدها بل أنضمام ثقل القشة إلى الحمل والذي فاق طاقة البعير في التحمل والفساد في الحياة لا يأتي من الشخص وحده بل ينضم فساده إلى فساد الآخرين وأول الفساد في الكون أن يعهد الأمر إلى غير أهله عن أبي هريرة قال:"بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال.وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذ قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة. قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة". لأنه بذلك يكون قد أختل ميزان الحياة فساعة يعم الفساد في الأرض لا يسع المرء إلا حضن من خلقه قال تعالى : أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ - آل عمران

[URL=http://up.arab-x.com/] القشة التي قصمت ظهر البعير QXb30599

quot]]

» المرأة التي أبكت ملك الموت
» الجملة التي لا تتحرك فيها الشفاة هي
» هل تعلم ما هى الأشياء التي تبقى حية بعد موتك ؟