المهابة من القمة إلى الحضيض ومن الحضيض إلى القمة

من المنطق الطبييعي أن الحق عندما يأتي من السماء لا يأتي إلا وهناك شراسة من الباطل والباطل ينتفع به الوجهاء والأعيان من سادة القوم من دون المستضعفين المضطهدين وساعة يأتي دين وينهي كل شخص عن الأستعلاء ويساوي بين الناس فإن الأعلى لا يقبل على الدين عادتاً ولكن الأدنى هو الذي سوف يطلب الدين وهذا هو منطق الأمور الطبيعي في الحياة وإن كان الدين ليس قصراً فقط على هؤلاء المستضعفين وهناك من دخل الأسلام من وجهاء قريش بل قسم البيت الواحد إلى مؤمن وكافر فمن بيت واحد سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه واخوه أبو عزيز وما اتبع الأسلام سوى اصحاب الفطرة السليمة من المستضعفين أو الوجهاء من امثال بنت أبي سفيان أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها فمن القمة في العرب نسباً ووجاهة من ذهب إلى الأسلام واتبع هذا الدين هم وزنوا بين سيادة توحيها عليهم بيئتهم موروثة من المجتمع و وسيادة من نوع أخر وهى سيادة الأسلام وإن كانت الغالبية من الناس المضطهدين من دخلوا الأسلام في باديء الأمر فإن هذه مسألة طبيعية أي دعوة يقبل عليها هؤلاءمن المستضعفين كما أقبل عليها الأشراف والوجهاء لذا أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن لا يأمر المسلمين بالقتال أول الأمر ولو كان ذلك لدخلت المعركة كل بيت من بيوت قريش فمنهم كافر ومؤمن كما أنه أسلم لاحقاً خالد أبن الوليد وعمروأبن العاص رضي الله عنهما وامثال هؤلاء من النجباء لو قتلوا في معارك في أول الأمر لكن الأمر خسارة للدين وعدم قتلهم كان إحياء للمسلمين وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : لعل الله يخرج من اصلابهم ،والمنافقين بقولهم أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ بقولهم هذا يحكمون أنه كان لابد أن يأتي في ذلك الوقت الأسلام لأن المجتمع كان من طبقتين طبقة من السادة وطبقة من السفهاء وهذا هو الداعي لمجيء الأسلام فالأسلام ليس طبقي لأن الناس جميعهم سواء ومادام كل إنسان يؤدي حركة في الحياة فهو مساوٍ للإنسان والمعيار الذي يوزن به الله الأشياء هو معيار التقوى والألتزام بالمنهج قال تعالى : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ - الحجرات وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوادع فقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكموالمنافقين برفضهم الأيماناوجبوا ضرورة معاداة الأسلام لهم لأنهم تمسكوا بالطبقية بالمجتمع وكان يجب أن يُعدل ميزانهم وطالما أنه لا صفة للإنسان في ذاتيته فالناس جميعاً سواء ومعنى لا صفة للإنسان بذاته أنه متغير ومدام متغير لا يصح أن يقيس قمته بحضيض غيره وقمته قد تصبح يوماً حضيض ومن مصلحة الأنسان طالما أن قمته ليست ذاتيه فيه أن يكونوا الناس سواء حتى إذا تغير من القمة إلى الحضيضية فإن الذي يصعد إلى القمة لا يحط من شأنه إلى الحضيض وبذلك يحمي الأغيار المتغيرة في نفسه ويجب أن يفطن الأنسان بشكل عام أنه حين يصل إلى شيء من الكمال مقوماته غير ذاتيه وأنه يمكن أن يتغير فالملوك والقادة الذين سيطروا وكانت لهم جيوش وأساطيل كلما تأصلوا بطول آمدهم في مناصابهم لا يزدادون قوة بل يزدادون ضعفاً وحينها يلتفت إليهم الحق سبحانه وتعالى ويقول لهم انا الذي وضعت المهابة لكم في قلوب الناس فإذا نزعت المهابة منكم داس عليكم من حولكم واسقطوكم ولولا وُجد ذلك في كون الله كيف كان لنا أن نفسر قوله تعالى:قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير - آل عمران فحين ينزع الله المهابة ينزع معها من أقرب الناس الولاء والوفاء والطاعة وجميع الأنقلابات العسكرية جاءت من الأقربين مهما كان هو حادث ومتغير ووضعه غير ذاتي ولوكان وضع هؤلاء من أهل السلطة ذاتياً لم يكن يجرؤ أحد أن ينازعهم أو يزعزعهم منه لذا قال الشاعر : إذا تم شيء بدا نقصه ..... ترقب زوالاً إذا قيل تم. والله أعلم دعواتكم أخواني وأخواتي.

[URL=http://up.arab-x.com/] المهابة من القمة إلى الحضيض ومن الحضيض إلى القمة JAE38554

[/url]

» الوصول إلى القمة