الأعتزال مقال للكاتب شمس الدين الكيلاني

مصطلح الاعتزال قد تم تداوله حين اطلق أول مره علي جماعه من الصحابة اتخذوا موقف الحياد في صراع على ومعاوية وتواقت ظهور مذهب الاعتزال مع الخلاف الناشب بين واصل بن عطاء وأستاذه الحسن البصري في مسألة مرتكب الكبيرة أكافر هو أم مؤمن فكان موقف واصل أنه في منزلة بين المنزلتين وهو أشبه بالرأي السياسي ؛المقصود منه تحديد موقف من الأمويين فأخذ موقفاً وسطاً ما بين الخوارج والمرجئة مهد لحركة المعتزلة القدريون الذين قالوا بقدرة الإنسان واستطاعته على الفعل المستقل كمعبد الجهني وعمرو المقصوص وغيلان الدمشقي الذي كتب للخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز –فهل وجدت يا عمر حكيما يعيب ما يصنع أو يصنع ما يعيب أو يعذب علة ما يقضي أو يقضي على ما يعذب عليه وفي هذه العبارات يقرر حرية وخطا الحسن البصري الخطوة الأولي نحو النظر العقلي ؛التجريد الذي أتبعهم المعتزلة في بحوثهم النظرية وبدءاً من لحظة واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد تحددت معالم الطريقة مذهب المعتزلين 1:-تحكيم العقل :كانت حركة الاعتزال تنظيراً عقلياً للدين ؛فأعملوا العقل في النص وأخضعوا تفسيرهم للمنطق العقلي وساقوا اي اختلاف ظاهر بين النص العقلي – باستثناء العبادات – لمصلحة الأخير لم تقتصر صياغاتهم العقلية علي وحدانية الله وإنما تناولت وسائل الإيمان والنبوة والأخلاق والسياسة والصلة بين الله /العالم الإنسان ووضعوا أسس علم الكلام القائم علي المحاكمة العقلية في الدين ووسيلة لتأكيد العقائد الإيمانية وكان يري أن حجة العقل تنسخ الأخبار (الأحاديث)شاركوا في شكل فعال في الحياة الثقافية التي بلغت ذروة غناها وتنوعها في صدر الدولة العباسية وتمكنوا من رد هجمات المانوية وتفكيك أطروحاتها بإرغامها على الاحتكام إلي العقل وتجلي منطقهم العقلي في كل الموضوعات التي تطرقوا اليها وقد أتفق مؤرخو الفرق السلامية على تحديد أصول المذهب المعتزل وإن اختلفوا في طريقة ترتيبهم لهذه الأصول التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أ-التوحيد : نفي الصفات اخضعوا التوحيد لمنطقهم العقلي الخاص فالتوحيد عند القاضي عبد الجبار هو العلم بما يتوحد الله عز وجل مع الصفات التي يختص بها نحو أنه قديم وما عاداه محدث واحد لا ثاني له وأنه واحد ليس كمثله شيء ونفوا الصفات الأزلية عن الله لتنزيهه عن التعدد يقول أبو هذيل العلاف إنه عالم بعلم إلا أن علمه هو نفسه وقادر بقدرة وقدرته هي نفسه والجبائي قال إن الله عالم لنفسة وقادر لنفسة وانتقلوا من هذا ليقرروا ان القرآن الكريم كلام الله ليس بقديم أي أنه ليس من الصفات المعادلة لذات الله وإنما هو حادث أي مخلوق ب- العدل :حرية الشخص البشري وقدرة العقل على معرفة القيم أعمل المعتزلة العقل في مفهوم العدل الإلهي ليقرروا حرية الشخص البشري وأن العقل يستطيع التميز بين الخير والشر فقالوا إن الله تعالي لا يقبل القبح ولا يختار الا الحكمة والصواب والرب منزه أن يضاف إليه الشر والظلم لأنه لو خلق الظلم كان ظالماً ولو خلق العدل كان عادلاً واتفقوا علي أن الله لا يفعل الا الصلاح أو الخير فلو كانت إرادة الله تتعلق بكل ما في العالم من خير وشر لكان الخير والشر مرادفين لله فيكون موصوفاً بالخيرية والشرية والعدل والظلم وذلك محال علي الله ولو كانت أفعال الأنسان مقررة من الله لبطل الثواب والعقاب واصبح لا معني لهما وبطل الأمر والنهي وبعثة الأنبياء والمساءلة والعقاب ليصلوا لي تقرير أن افعال العباد حادثة من قبلهم ومن مفهوم العقلاني للعدل يصلون على نتيجة مفادها أتهم اعتمدوا على العقل في مسألة تقدير الخير والشر في ما يتعلق بالشئون الإنسانية واستثني بعضهم العبادات فهذه الأخيرة يقررها النص فالأنسان قادر أن يميز – قبل ورود الشرائع –الخير عن الشر والحسن عن القبيح لأن الشر والخير والحسن والقبيح ذاتيان في الأفعال والأشياء فالعقل قبل ورود الشرع يستطيع اكتشاف طبيعة الأفعال والأشياء الخير منها والشرير وهذه حال الناس قبل ورود الأديان فقد كانت تتحاكم على العقل ج- الوعد والوعيد :لا شفاعة للإنسان سوي أفعالة ينطلق المعتزلة من حقيقة أن الله صادق بوعدها للصالحين بالثواب وللعصاة بالعقاب وأنه سيفعل ما وعد به وتوعد عليه لا محاله ليصلوا الى القول إن كل الوساطات والشفاعات لا معني لها فلكل أمرئ ما سعي ويصبح التقرب الى الأولياء أو الى غيرهم لا معني له د-الخلافة : اختيار رأت اكثرية المعتزلة أن الامامة والخلافة تقوم على اختيار الأمة ولا تنعقد إلا بالانتخاب وزاد بعض المعتزلة على هذا شرطا اخر انه لابد من لانعقاد الإمامة من اتفاق الأمة كلها نمت هذه الحركة الفكرية في قلب حضارة زاهية مدنية حضرية ترعي الثقافة ولا تخشي الاختلاف طالما لا يرتبط بالسلاح ولكنها بدأت تتراجع وتنحسر فيما بعده وساهم ذلك انسياق المعتزلة مع المأمون والمعتصم إلى حمل الناس بالقوة إلي مذهبهم مما سهل تصفيتهم سياسياً واجتماعياً وثقافياً عقب الانقلاب عليهم في عهد المتوكل الذي كان من نتائجه انقطاع الصلة بين الفلسفة والاعتزال بين المعقول الديني والمعقول العقلي

[URL=http://up.arab-x.com/] الأعتزال مقال للكاتب شمس الدين الكيلاني JAE38554

quot]]

» مقال للكاتبة القطرية د / نورة المسيفري .. أيها الرجل : هل من مستمع ؟!
» الدين المعاملة
» اللهم إنا نسألك زيادة في الدين