باب التوبة

موضوع: باب التوبة الثلاثاء أبريل 22, 2014 5:13 pm

من أقرب أسماء الله تعالى اسم التواب

فالتوبة نعمة كبيرة أنعم الله بها علينا ، فالإنسان يخطئ ، وتزلّ قدمه ، فتغلبه نفسه ، ما الحل ؟
لولا التوبة ما هو حال الإنسان ؟

يزداد فجورا ، حينما يوقن الإنسان أنه لا توبة ينطلق من ذنب صغير إلى أكبر ذنب من أقل مطب إلى أكبر منه لأنه ليس هناك توبة

لذلك يجب أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى توّاب رحيم يغفر الذنوب جميعاً ، وهو القائل سبحانه :

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

وايضاً

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ)) .
(مسلم)

إذا قال العبد : يا رب - وهو راكع – قال الله له : لبيك يا عبدي ، إذا قال : يا رب – وهو ساجد – قال الله له : لبيك يا عبدي ، فإذ قال العبد : يا رب – وهو عاصٍ ، قال الله له : لبيك ، ثم لبيك ، ثم لبيك ،

الله جل جلاله ينتظرك

لا تكلفك التوبة إلا أن تقول : يا رب لقد تبت إليك سامحني يا رب

لو أنك تحمل ذنوبا كالجبال ، هذه الذنوب يمكن أن تلقيها بكلمة واحدة : يا رب قد تبت إليك
يقول لك : يا عبدي ، وأنا قد قبلت

وما أمرك لتتوب إلا ليتوب عليك ، ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا

ومن كرم الله عزوجل أنه فضلا على أنه يقبلك يلقي في روعك أنه قبلك ، يلقي في روعك أنه تاب عليك ، يلقي في روعك أن الماضي قد ألغي ، فأنت بكلمة واحدة ، بكلمة : يا رب قد تبت إليك ألغي الماضي كله ، بشرط أن تكون التوبة توبة نصوحا

لذلك العلماء قالوا : التوبة لها ثلاثة شروط :

علم وحال وعمل

العلم كيف تتوب من الذنب ولا تعلم أنه ذنب ؟ لذلك لابد من ملازمة دروس العلم ، لكي تعلم أين أنت من الدين في المؤخرة ، خارج المنهج الإلهي ، في الوسط ، في المقدمة وإن لم تحضر درس علم قد يكون كسبك حراما وأنت لا تدري فكيف تتوب من الذنب إن لم تعلم أنه ذنب ؟ متى تعلم أنه ذنب ؟ بطلب لعلم .

التوبة من خصائصها الندم ، إنسان اقترف ذنبا ، إنسان وقع في سخط الله ، يجب أن يندم ، يجب أن يتألم ، وإلا ما صحت توبته ، من علامة الندم الصحيح ثلاث حالات : حالة اسمها الإقلاع القوري ، وحالة اسمه العزيمة المطلقة ، والحالة الثالثة إذا كانت التوبة متعلقة بذنب مقترف مع إنسان ، الإصلاح في الماضي ، والإقلاع في الحاضر ، والعزم في المستقبل على ألا يعود إلى هذا الذنب ، فإذا صح العلم ، وصح الندم ، و أقلع وعزم وأصلح صحّت التوبة

وإذا تاب الإنسان كما جاء في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ)) .

(ابن ماجه)

------------------
منقوول من موقع الدكتور محمد راتب النابلسي

» أرض التوبة
» الفرق بين التوبة والاستغفار
» علامات الساعة الكبرى و عدم قبول التوبة للشيخ محمد حسان