تفسير سورة الضحى (رد السائل بقول جميل أو بذل اليسير )

وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى {2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى {3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى {5} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى {6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى {7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى {8} فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ {9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ {10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11}‏ - الضحى سورة الضحى مكية ونبينا صلى الله عليه وسلم في مكة وفي أول أيام بعثته مرض ولم يقم بالليل ليلتين أو ثلاثة فجاءته امرأة وهى أم جميل بنت حرب أخت أبو سفيان وزوجة أبو لهب حَمَّالَةَ الْحَطَبِ في قوله تعالى وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ {4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ {5}‏ – المسد وقالت أم جميل لرسول صلى الله عليه وسلم يا محمد إني لأرجوا أن يكون شيطانك قد تركك لم أراه قربك منذ ليليتين أو ثلاث و بمقالتها تلك قال المشركون ترك رب محمدٍ محمداً وقلاه فنزل سيدنا جبريل عليه السلام بسورة الضحى وفي هذه السورة أقسم رب العباد بأمرين الأمر ألأول هو معاش العباد والأمر الثاني هو نوم العباد وسكون الليل وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى {2} - الضحى وكأن الدنيا في تقلبها بين الليل والنهار تقلب كل شيء وتغير كل شيء وربنا الحق سبحانه وتعالى لا يتغير وحبه لا يتحول والضحى هو النهار ويطلق على أول النهار و ارتفاع الشمس والمقصود هنا هو النهار وتسأل العلماء لما أختص الله الضحى ليقسم به ؟ قيل بأن الضحى هى الساعة التي كلم الله فيها موسى تكليماً وقيل هى الساعة التي خر فيها السحرة لله سجدا حيث سيدنا موسى عليه السلام في قوله تعالى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى {59} – طه بينما أقسم الله بالليل ليلة المعراج حيث عُرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلا والعموم في القسم اشبه بالصواب وَالضُّحَى النهار عموماً وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى سكن فسجى تعني سكن وسجى تعني غطى وكلمة سجى تعني المعنيين في الليل تسكن الحركة والليل يغطي بظلامه كل شيء وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى {2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى {3} – الضحى ودع بالتشديد من التوديع للمفارق إذا أراد إنسان أن يفارق إنسان ودعه أي ذهب إليه وسلم عليه مودعاً ايه مفارق له وقرأت أيضاً مَا وَدَّعَكَ من غير تشديد أي ما تركك ودع الشيء تركه مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى أي ما قلاك وحذف المفعول لمراعاة نهاية الآية فواصل الآيات كقول الله وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ (أي الذاكرات لله) في قوله تعالى إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {35} – الأحزاب والقلى البغض الشديد قلاه يقليه قلى و قلاء ،أي ابغضه وربنا سبحانه وتعالى يقسم بالنهار ويقسم بالليل أنه ما ترك حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما ابغضه بعدما احبه وما تركه وما ودعه وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى والآخرة هى يوم القيامة والأولى هى الدنيا وقيل أخر أمرك خير لك من اول أمرك في أول الأمر أُوذي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعُذب وكُذب وفي أخر الأمر فتحت له الأمصار ودانت له الأرض بمشارقها ومغاربها ودخل النا س فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً في قوله تعالى إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ {2} - النصر والرأي الأرجح أن الآخرة هى الآخرة والأولى هى الدنيا وربنا يبشر نبيه صلى الله عليه وسلم ويقول له ما عندي وما أعدت لك خير لك من هذه الدنيا وما فيها وفي هذه الدنيا فُضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق و اكرمه الله بالرسالة وبالنبوة وبالوحي وبرفع ذكره وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {4} – الشرح أكرمه بكل ذلك ولكن أكرام بالآخرة أعلى وأجل و أكرم وقيل عن وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى أنها الحوض حوضه صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قدر حوضي كما بين اليمن والشام وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابداً وقيل أيضاً عن وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى الشفاعة المقام المحمود حيث يقول حينها كل واحد نفسي. نفسي وهو صلى الله عليه وسلم يقول أنا لها أنا لها ويتقدم للعرش ويخر ساجداً صلى الله عليه وسلم لله وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى {5} – الضحى هذا وعد من الله سبحانه وتعالى واجب التحقيق ولكن ما الذي سوف يعطيه الحق سبحانه وتعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم تلى قول الله عز وجل في سيدنا إبراهيم فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ في قوله تعالى رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {36}- إبراهيم وقول سيدنا عيسى عليه السلام إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118} – المائدة ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم أمتي .أمتي وبكى فقال الله عز وجل لسيدنا جبريل عليه السلام أذهب إلى محمد وسله وربك أعلم ما يبكيك ؟ فجاء سيدنا جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره فقال الله عز وجل لسيدنا جبريل أذهب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك وروى أنه حين نزلت الآية وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى قال الرسول صلى الله عليه وسلم إذاً لا أرضى و واحد من أمتي في النار ثم يعدد الله سبحانه وتعالى نعمه على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكأنه يقول لنا ولكل واحد منا الذي أنعم علينا في الماضي وفي الحاضر سوف ينعم علينا في المستقبل يعدد عليه النعم ليعلمه الشكر أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى {6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى {7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى {8} - الضحى والسؤال للتقرير أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتيماً فقد مات أبوه عبد الله وهو في بطن أمه فكفله عمه بعدما كفله جده وماتت أمه وهو أبن ست سنين وكفله حينها جده عبد المطلب ثم مات الجد والرسول صلى الله عليه وسلم أبن ثمان سنين فكفله عمه أبو طالب والله يذكر نبيه صلى الله عليه وسلم ويقول أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وجد هنا بمعنى علم أو صادف وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى الضلال يأتي بمعنى النسيان كقول الله سبحانه وتعالى أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى في قوله تعالى أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282} – البقرة والضلال هنا ليس بمعنى الكفر الذي هو ضد الإيمان فمن معاني الضلال الكفر ومن معاني الضلال الغياب يقال ضل الماء في اللبن أي غاب والضلال هنا في أرجح الأقوال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الأحكام ولم يكن يعلم الحلال والحرام إذ أنه منذ خلق لم يسجد لصنم ولا لوثن كان على الفطرة لكنه لم يكن يعلم كيف يعبد الله سبحانه وتعالى ولم يكن يعلم شيئاً عن الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج لم يكن يعلم شيئاً عن الحلال والحرام كقول الله في موضع أخر مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ في قوله تعالى وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52} – الشورى فهذا معنى الضلال وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى فهداك ببيان الأحكام و ببيان الحلال والحرام بالبعثة والوحي و القرآن وقال بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم ضل في شعاب مكة وهو صغير فوجده بعض الناس فردوه إلى عمه أبو طالب وقال بعض الناس أن حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما جاءت لمكة لترده إلى أمه ضل منها بعض الوقت وأخيراً وجده بعض الناس والرأي الأرجح هو القول الذي ذهب إليه بعض العلماء أن الضلال هنا بمعنى الغفلة عن الأحكام وعدم معرفة الحلال والحرام وعدم معرفة كيف يعبد ربنا تبارك وتعالى ومعرفة الله وأفعال الله وصفات الله عز وجل وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى عَائِلاً أي ذو عيال عَائِلاً أي فقيراً يقال عال الرجل أي أفتقر وقيل ان الله سبحانه وتعالى أغنى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بزواج من سيدتنا أم المؤمنين سيدتنا خديجة أبنت خويلد رضى الله عنها وبالربح بالتجارة وقيل أن الله سبحانه وتعالى أغنى رسوله صلى الله عليه وسلم ليس بالمال ولكن بالرضى والقناعة قنعه الله عز وجل بما رزقه فكان صلى الله عليه وسلم قنوعاً قانعاً برزق الله وقيل أن الله أغنى رسوله صلى الله عليه وسلم بالفتح بفتح الأمصار وهذا رأي بعيد ومستبعد لأن السورة مكية والفتوحات وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم لم تأتي إلا بعد زمن من ذلك وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى أي قنع رسوله صلى الله عليه وسلم بما رزقه أو أغناه بالتجارة وبمال سيدتنا خديجة رضى الله عنها ثلاثة نعم عددها الله سبحانه وتعالى عليه صلى الله عليه وسلم يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى {6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى {7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى {8} - الضحى فَآوَى من الإيواء فأوى ضمه إلى عمه وكان له نعم الأب حتى أن ابو طالب كان بعد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم يدافع عنه رغم أنه لم يسلم ولكنه كان سنداً له فالله عدد نعمه بالإيواء بعد اليتم وبالهداية بعد الضلال وبالغنى بعد الفقر ثم يأمره بعد ذلك وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ في قوله تعالى وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ {77} – القصص والقهر هو التسلط بظلم في قوله فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ {9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ {10} – الضحى و السَّائِلَ هو الذي تكفف الناس أي الذي يسأل الناس بكفه الفقير فَلَا تَنْهَرْ نرده برد جميل أو ببذل اليسير لقول الحق سبحانه وتعالى قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ {263} – البقرة وقيل ان السائل هنا السائل عن أمور دينه علمه يا محمد برفق وأرفق بالمتعلمين و بالسائلين عن الأحكام وأما عن وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11}‏ - الضحى قيل هى نعم الدنيا ونعم الآخرة يحدث بها والتحديث بها شكر للنعمة وقيل بل إن النعمة هنا القرآن والوحي فَحَدِّثْ بما أوحى الله إليك يا محمد والسائل أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم به و أوصى ربنا تبارك وتعالى بالسائل مثنياً على المتصدقين وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ {24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {25} - المعارج ونبينا صلى الله عليه وسلم أوصى بالسائل وقال أنه يأتيكم من ليس من الأنس أو الجن ليرى ما صنعكم فيما خولكم به الله عز وجل فيكون رد السائل إما بقول جميل أو ببذل اليسير أما اليتيم فأوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة فقال أنا وكافل اليتيم له أو لنفسه (أي يكفله بنفسه أو يكفله لغيره ) كهاتين في الجنة وقرن بين المسبحة والوسطى وقال صلى الله عليه وسلم من مسح رأس يتيم غفر له أو كان له بكل شهرة حسنة وقال من ضم يتيماً إلى نفقته وكفاه مؤنته كان له حجاب من النار يوم القيامة وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا بكى اليتيم اهتز لبكاءه عرش الرحمن فيقول الله لملائكته يا ملائكتي من ذا الذي ابكى هذا اليتيم الذي غيبت اباه في التراب فتقول الملائكة ربنا أنت اعلم فيقول الله يا ملائكتي اشهدوا ان من أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكى له قسوة قلبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اردت أن يلين قبلك فمسح رأس اليتيم و أطعم المسكين وفي النعم وشكر النعم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بالنعم شكر وتركه كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب ويقول رجل كنت مجالساً رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني رث الثياب فقال ألك مال قلت نعم من كل المال فقال الرسول صلى الله عليه وسلم له إذا أتاك الله مالاً فليرى أثره عليك وقال صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى اثر نعمته على عبده

أحسنت وأحسن الله إليك أخي الكريم
وجزاك الله عنا جميعا خير الجزاء بالدارين اللهم آمين

» تفسير سورة محمد
» تفسير سورة الأخلاص
» تفسير سورة التحريم