القرآن يبن من يقرأ ولا يقرأ وبين من عن الله يسمع

olive]24]

في مقال سابق بهذا المنتدى لأحد الأخوات وهى الأخت زهراء النيل تساءلت لماذا لا ننفعل بقراءة القرآن كما كان ينفعل الصحابة رضوان الله عليهم بعنوان لماذا غير القرآن حياة الصحابة ولماذا لم يغير القرآن حياتنا ورغم تعليقي على مقال الأخت زهراء النيل إلا أن هذه الأمر ظل يشغل بالي فعلاً لماذا لا نكون في خشوع دائماً حين نقرأ القرآن وفي كثير من الاحيان يغيب عن قلوبنا الفيض النوراني الذي يتدفق من كتاب الله عز وجل برغم أن القرآن هو صفة الله القدير وأزلي أزلية الله عز وجل ولكنه كان غيباً ثم أراد الله أن يخرج إلى عالم الشهادة فالحق سبحانه وتعالى أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ القرآن أدرجه من عالم الغيب المطلق إلى عالم الشهادة فأصبح مشهود للسفرة من الملائكة المقربين وإن كان غائباً عن سيدنا جبريل عليه السلام فما زال له عالم غيب وبعد أن تنزل الملائكة السفرة المقربون على سيدنا جبريل عليه السلام يصبح عنده عالم شهادة ويصبح عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالم غيب وحينما نزل جبريل بالقرآن على رسولنا صلى الله عليه وسلم قبل أن يبلغه لنا كان بالنسبة لنا عالم غيب وبالنسبة له عالم شهادة وحين بلغه أصبح القرآن في عالم الشهادة المطلقة فهو نزل على مراحل القرآن كان في عالم الغيب الذي لم يكن يعلمه إلا الله عز وجل ثم أنزله إلى اللوح المحفوظ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {104} – المائدة هذه الآية تدل على أن أنزل التحمت بأخر مراتب الشهادة وهذا أخر مظهر من مظاهر عالم الشهادة فحين يتقبل العبد ما نزل من الله عز وجل من الوحي بالقرآن يجب أن يتقبله أنه نزل عليه من الله مباشرتاً وأنه هو يسمع الله مباشرتاً ويلغي الوسائط كلها لا يذكر فيه جبريل أو السفرة من قبله بل يلتحم العبد وهو في أخر مراحل عالم الشهادة بالإنزال الأول ولذلك بعض المتلذذين بقراءة القرآن لا يقولوا نحن نقرأ القرآن بل يقولوا نحن نسمع القرآن معنى نسمع القرآن أي هو أن الله هو الذي يتكلم فكأن القارئ للقرآن وهو في أخر مراحل عالم الشهادة يلتحم بالإنزال الأول قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ هذه التحام بين أخر مراحل الشهادة بأول مراتب الأعلام فنتقبل الكلام على أنه من الله عز وجل في مرتبة الشهادة الأخيرة نجد أن الإنسان المسلم يقول أنا أسمع القرآن ولا يقول أنا أقرأ القرآن لذلك سيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه كان ينفعل في قراءته للقرآن ولم يكن هناك أحد من المعاصرين له أو من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمنه أعلم بأسرار القرآن منه روى عنه أنه قال عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ في قوله تعالى الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173}‏ - آل عمران فإني رأيت في عقبها يقول فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ {174} - آل عمران وعجبت لمن أغتم -أصابه الهم -ولم يفزع إلى إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ في قوله تعالى وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {87} - الأنبياء فإني سمعت الله بعقبها يقول فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ {88} - الأنبياء وعجبت لمن تعرض لمكر الماكرين وخداع المخادعين ولم يفزع لقول الله وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {44} –غافر فإني سمعت الله بعقبها يقول فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ {45}-غافر وعجبت لمن اصابه المرض ولم يفزع إلى قول الله أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ في قوله تعالى وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} -الأنبياء فإني سمعت الله بعقبها يقول فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ {84} – الأنبياء وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها ولم يفزع إلى قول الله مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ في قوله تعالى وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً {39} - الكهف فإني سمعت الله بعقبها يقول فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً {40} – الكهف فالذي يزعج النفس عند الإنسان أن يخاف شيء أو يقلقه شيء من هم وحزن أو يُمكر به من الغير والفرق بين الخوف والهم هو أن الخوف يكون من شيء معلوم أما الهم والحزن الذي يأتي على القلب قد يكون مصدره غيره معلوم وقد يكون للنفس حب وتعلق بالدنيا فهذه أحوال النفس البشرية خوف أو هم أو مكر به من غيره أو طلب للدنيا وسيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه جاء لكل حالة بالحكم وبالحيثية ومعنى قوله سمعت الله أي التحمت بالإنزال الأول فانا لا اقر القرآن بل أستمع له في قراءتي لأنه كلام الله الخالد الأزلي والقرآن عبر عنه أحد الأخوة المسلمين من الغرب لأحد الاشخاص المسلمين بالميلاد قبل هدايته وصدمه في تعبيره لعمق فهمه بماهية القرآن وهو بأن القرآن هو عبارة عن كتالوج لتسير هذا العالم كما أننا حين نشتري سيارة يوجد معها كتالوج لتعريف السائق بكيفية التعامل مع سياراته الجديدة و كيفية صيانتها والقرآن لم يأتي ليعلمنا أسرار الوجود أو كيف نوجدها ولكن القرآن يكنز أسرار الوجود حتى تجيء للعقول بوادر الاستعداد لأن تفهم السر لأنها حامت حوله بحركة الحياة حين إذاً يكون عطاء القرآن للسر عطاء مجذوب إليه لأن الذي يبحث فيه له نشاط فكري حوله وخالق الكون هو خالق القرآن ومنزله ولا يمكن أن يصطدم القرآن مع حقائق الكون وهناك فهم خاطئ يصور أمر ما علي أنه حقيقة كونية وهو ليس كذلك أو يصور أمر ما على أنه حقيقة قرآنية وهو ليس كذلك وهو خطأ في الفهم مع صواب الحقائق القرآنية خطأ في تحليل الحقيقة الكونية والتي لا يعتريها الشك بأنها متطابقة مع الحقائق القرآنية وربط القرآن بالحقائق العلمية الثابتة لا يعرضه للشك والتكذيب من غير المؤمنين والقرآن مهيمن فكلام الله يقين و خارج التكليف من حقائق علمية هو علم الجهل به لا يضر من لم يعرفه وآيات الكون يجب عدم الاستعجال بها في علم لا ينفع وجهل لا يضر بل يجب تركها حتى تنضج وترك الرسول صلي الله عليه وسلم تفسير هذه الأشياء حتى ساعة حصولها حتى يسخر الله من العقول من يجدها في حينه وفي هذا العصر كثير من الحقائق العلمية اكتشف العلم أن القرآن اختزنها بداخله قرون وقرون حتى سخر الله من العقول من وجدها سواء في الفلك أو علم الأجنة أو ..الخ تفسير القرآن فيجب عدم ربطه بنظريات علميه قد تخطيء بل بالعلم و الاعجاز العلمي في القرآن بحر عميق لمن اراد الابحار فيه لا يملك معه حتى خصوم الاسلام سوى التسليم به وردها على ان هذه هبات عقلية جاءت لمحمد صلى الله عليه وسلم من عالم خفي يعجز العلم التجريبي عن تفسيره و اعتراف خصوم الاسلام بذلك هو تسليم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وان ما وصل له عن طريق الوحي وان كانوا لا يرغبون بالاعتراف بذلك بصراحة لعدم رغبتهم الأيمان برسالته ربما حسداُ من عند انفسهم وليس لأي سبب اخر قال تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {109}- البقرةوإذا أردت أن تعصم فأصلح القابل لكي يظهر أثر الفعل فعلاً فالفعل لا يكتفي بفعله بل يجب أن يكون قابل للفعل وهو ما يعرف باسم الفاعل القابل وهناك فرق بين الفاعل والقابل فالفاعل واحد والقابل يغير الحكمفالقرآن فاعل ويجب تصفية أداة الاستقبال لكن الكافرين ليس هناك قابل لديهم للاستجابة حتى يصير فعل القرآن كما يريد الحق عز وجل وأول شيء يجب أن نفعله عند قراءة القرآن الطهارة والوضوء حيث أن هذا كتاب الله وكان في اللوح المحفوظ عند رب العالمين مع الملائكة السفرة الاطهار فيجب تناوله بطهارة تامة و إذا أردت أن تقرأ القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم لأن معوقات المنهج الإلهي عند المؤمن هي من أعمال الشيطان والذي له عداوة مسبقة مع الإنسان منذ آدم عليه السلام والله طرده من رحمته فهو رجيم مبعد من رحمته فهو ليس عاصي فقط بل مطرود من الرحمة والمنهج ألإغوائي عند إبليس لعنه الله أخذ على عاتقه غواية الناس قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {83}‏ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ {84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85} – ص وإبليس يجرى من بني آدم مجري الدم يريد أن يخلخل منهج الله وهو القرآن الذي يقرأه ويستمع إليه ويريد لعنه الله إبعاد المؤمن عنه ، فنستعيذ من الشيطان الرجيم لأبعاد الشيطان ووردت بالقرآن قصة الشيطان مع الله عز وجل وقصة الشيطان مع آدم لتصفي آلة استقبال القرآن منه لعنه الله والله هو المستعاذ به من الشيطان الذي هو خلق من خلق الله وأنت والناس جميعاً من خلق الله وممكن أن ينفرد خلق الله بخلق الله إذا أنفرد بهم عن الله فإذا بقي المسلمين موصولين بربهم محال أن يهزمهم الشيطان وإذا تطرفوا بعيداً عن ربهم تحصل الهزيمة والله يعلم مكائد الشيطان ومداخله إلى النفس البشرية وأن إبليس لعنه الله يوسوس له وسواساً يفسد كيميائية فطرته التي فطره الله عليها فتصبح فطرة فاسدة لذا لا تستقبل الفيوض منه عز وجل ونستعيذ من الشيطان الرجيم وطالما استعذت من خلق إلى خالق لا يجرؤ الخلق أو الشيطان على الوسوسة بسماع هذه الكلمة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) قد تنبهت إلى من يغيثك منه لأنه يعرف إذا ذكر الله خنسقال تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {98} إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {99} -النحل، وهنا تبدأ مع القرآن مع جهاز استقبالك صفاء آت الإرسال وعلى أثر ذلك لا تكون سامعا لبشر يتكلم و يقرأ القرآن ولكن تصبح سامعاً لله عز وجل يتكلم لذلك قال تعالي وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204} - الأعراف، لأن الله هو الذي يتكلم ،إذاً الاستعاذة بالله من الشيطان ِمن قبل َمن خلقه الله عز وجل يجعل المخلوق بمعية الخالقاللهم اجعل القرأن ربيع قلوبنا اللهم ارزقنا تلاوة القران اناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنه. اللهم علّمنا منه ما جهلنا. وذكّرنا منه ما نسينا . اللهم اجعله حجة لنا لا علينا

[/size]

» يا آل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله
» من كتاب القرآن محاولة لفهم عصري للعالم مصطفى محمود رحمة الله
» الجبل يهتز فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم .