كل ما يدريك في القرآن لم يدريك وكل ما أدراك أدراك

أدرك في الماضي جاء بها الله نفى لأن يدرك الإنسان في الماضي ولكن هذا لا يعني أنه قد يجعله يدرك في الحال أو الاستقبال ولكن حين يقول الحق سبحانه وتعالى وما يدرك نفى أن يوجد من أدرك في الماضي أو أدرك أو أدرك في الحال أو المستقبل لذا قيل كل ما يدريك في القرآن لم يدريك وكل ما أدراك أدراك إذا قيل ما أدراك في الماضي ليس هناك مانع أن يدريك الآن ولكن حين يقول وما يدريك نفى أن يكون هناك من يدركه في الحال او الاستقبال ويظل الأمر غامض القرآن حين يتكلم فى أدراك أو يدريك...لابد أن نلاحظ شيئا ما أدراك معناها أنه لم يوجد أحد قد أدراك قبل الآن. ويدريك معناها أن أحدا لم يدرك فى الماضى و أن أحدا لم يدرك فى المستقبل.إذن ما يدريك لا يمكن أن يدرك أو يعرف بعد ذلك إنما ما أدراك فى زمن الماضى..معناها أن أحدا لم يخبرك شئ عنها حتى الان ولكن الله سيدريك الان لذلك لم تأتي إلا في الساعة ولم تأتي إلا في التزكية الغيبية وردت ما يدريك ثلاثة مرات قال الحق سبحانه و تعالى يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً {63} – الأحزاب وقال تعالى اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ {17} – الشورى هل أدراه أم لم يدريه ؟ لم يدريه لأنه قال وَمَا يُدْرِيكَ فإن نفى ما أدراك في الماضي لا منع أن يوجد في الحال من يدريك قال تعالى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى {3} – عبس والتزكية على الله لا توجد من أحد لأحد أبداً فأقول أنا لا أزكي على الله أحد ووردت ما أدراك ثلاثة عشر مرة في القرآن وردت في سورة الحاقة في قوله تعالى الْحَاقَّةُ {1} مَا الْحَاقَّةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ {3} – الحاقة وفي قوله تعالى سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27}– المدثر وقال تعالى فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ {8} وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ {9} وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ {10} وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ {11} لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ {12} لِيَوْمِ الْفَصْلِ {13} وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ {14}– المرسلات وقال تعالى إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ {13} وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {14} يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ {15} وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ {16} وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}‏ - الإنفطار مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ أي ما أدراك ما معنى يوم الدين وفي سورة المطففين كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ {7} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ {8} كِتَابٌ مَّرْقُومٌ {9} – المطففين وفي السورة نفسها قال تعالى كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ {18} وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ {19} كِتَابٌ مَّرْقُومٌ {20} يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ {21} – المطففين وقال تعالى فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ {11} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ {12} – البلد وقال تعالى وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ {2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ {3}- الطارق ثم في سورة القدر إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} – القدر وهذا تفخيم لليلة القدر فكان الخير فيها أكثر من أن يدركه البشر وإنما يدركه من اختارها لإنزال خير ما أنزل هنا تفضيل الليلة على ألف فما دامت ألف شهر و السنة اثنا عشر شهرا كأن الألف شهر فيها ثمانون عاما أى ثمانون ليلة قدر إذن هى خير من ألف شهر يخاطب الله رسوله عليه الصلاة والسلام انت لم تكن تدري عن ليلة القدر ما ادراك احد ثم ادراه الله عنها واخبره عن فضلها وفي سورتنا هذه الْقَارِعَةُ {1} مَا الْقَارِعَةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ {3} – القارعة ويكررها في قوله تعالى وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ {10} نَارٌ حَامِيَةٌ {11} – القارعة ثم يختم ما أدراك في القرآن في سورة الهمزة كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5} نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ {7} إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ {8} فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ {9}‏ - الهمزة ما أدراك إذاً يدل على أن هذه الأشياء لها مد لولها في اللغة ويجب أن نحذر أن نفهم مدلولها في القرآن كما نفهم مدلولها في اللغة فليس هناك لفظ يؤدي مدلولها لأنها أمور غيبية فلا مندوحة (لا غنى لك عن هذا الأمر ) بأن يخاطبنا الله بلغتنا و يجب أن نعزل المدلول اللغوي لأن هناك مدلول غيبي اصطلاحي وفي أدراك و يديرك نتعرض للزمن والمكان بالنسبة للإنسان فالحياة تفاعل بين الإنسان وبين الزمان وبين المكان الزمن يحجب الإنسان عن الماضي ويحجب الإنسان عن المستقبل والمكان هو الذي يحجب الإنسان عن الحاضر هناك تحدث أحداث في أماكن أخرى غير مكاننا ما الذي يحجبها عنا ولا يجعلنا نعرفها هو حاجز المكان وما الذي يجعلنا نجهل الحدث الذي حدث في المكان الذي نتواجد فيه منذ عشرة سنوات أو أكثر هو حاجز الزمان وما الذي يجعلنا نجهل ما يحدث في المكان نفسه غداً أو بعد فترة زمنية هو أيضاً حاجز الزمان حاجز الزمان يحجز عنا الماضي والمستقبل وحاجز المكان هو الذي يحجز عنا الزمان الحاضر وهذه الحواجز تكون بالنسبة لعلم الإنسان المحدود الذي تقوم الحواجز عليه بالنسبة لما يريد أن يعلمه ولكن بالنسبة للحق سبحانه وتعالى الزمان والمكان من خلقه وعلمه صفة أزلية قديمة له فعلمه موجود قبل أن يوجد الزمان والمكان فعلمه ذاتي فإذاً لا يمكن أن يتأثر بذاته في علمه السابق بالزمان والمكان بعلمه اللاحق في الزمان والمكان فحين يقول الله وَمَا أَدْرَاكَ فإن حاجز الزمان للأمور التي تحدث في المستقبل ولا يملك الإنسان ما يجعله يتخطى هذا الحاجز ولكن الله الذي لديه الماضي والحال والمستقبل مثل بعضهم يدرك أما لا يدرك فقول الله وَمَا أَدْرَاكَ أي لا يدريك عن ذلك أحد أبداً أو لا يدريك إلا من لا يحجبه الزمان عن المدرك وهو الحق سبحانه وتعالى ولا أحد غيره وهذا جوابه لا يوجد إلا عنده هو سبحانه وتعالى فهو غيب محجوب بحاجز الزمن المستقبل قال تعالى وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً {23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً {24} – الكهف فما دام قال غَداً فهو يتكلم عن مستقبل محجوزين عنه بحاجز المستقبل فلا نقدر أن نقول أنا أحكم بذلك غداً إلا إذا قلت مع ذلك إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ لأننا نحن ( الحادث) وهو نحن البشر الحدث بالنسبة لنا يحتاج إلى عناصر العنصر الأول الفاعل العنصر الثاني المفعول العنصر الثالث مكان وزمان الحدث وكذلك عنصر السبب وعنصر القوة الذي يمكن من عمل الحدث فلا حدث إلا بفاعل ومفعول يقع عليه الحدث وزمان يحصل فيه الحدث ومكان يقع فيه الحدث وسبب باقي للحدث وقوة قادرة أي طاقة تستطيع أن تقوم بالحدث هذه هى العناصر فإذا قلت أنا سوف أذهب إلى مكان ما غدا أو أنا سوف أذهب لأتكلم مع فلان أي عنصر من هذه العناصر يملكها الإنسان لا يملك نفسه فاعلاً أن يظل إلى الغد ولا يملك ان يجعل المفعول أو يحمله على أن يقابله في الغد ولا يملك أن يظل الزمان والمكان إلى الغد و إذا توافرت أسباب اللقاء من فاعل ومفعول وزمان ومكان هل يضمن أن السبب الذي يحمله على اللقاء موجوداً يمكن أن يتغير واذا ظل السبب هل يمكن أن تظل الطاقة التي تنفذ إذا الإنسان لا يملك عنصر من عناصر هذا الحدث فيردها إلى من يملكها فيقول أنا أفعل كذا غداً أَن يَشَاءَ اللَّهُ فإن لم يفعلها يكون صدق لأنه لا يملك عناصر الحدث التي تخلف واحد منها

» الإقبال على القرآن
» لذة القرآن .... كن معه
» تعلم القرآن