غرباء

اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257) – البقرة هذه الآية تبين أن الله اخذ الناس من الجاهلية إلى الأسلام ومن السوء إلى الخير ومنذ بداية الأسلام مع المؤمنين الأوائل أنتشل بعضهم من درجات الأنحطاط والشقاء والأجرام إلى أعلى مراتب الأحسان وما على المؤمنين سوى أتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن ومحاكاته في تصرفاته أتباعاً لسنته المطهرة وفي كل مرة تنزل آية كانوا يتشوقون لمعرفة ما يقوله له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا يجهتدون من تلقاء أنفسهم في معرفة معاني هذه الآيات لأنهم كانوا يعلمون يقيناً بأنه يتصل بالملاء الأعلى وعلمه سماوي يتصل بالله عز وجل بواسطة الوحي وأنه صلى الله عليه وسلم يجانبه الخطأ والهوى روي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه- قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار، فقال لي: يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟"، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله : أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، قلت: أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا والأيمان ومراتب الأيمان درجات والأيمان له حلاوة ومذاق طيب لا يطعمه إلا صنف من الناس أخبرنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ )) ولذلك قال الله سبحان وتعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (22)- المجادلة هذا عبد الرحمن بن أبي بكر ضى الله عنهما وقد كان مشرك في معركة بدر بعدما أسلم ، يقول لأبيه أبي بكر رضي الله عنه: لو رأيتني وأنا أُعرِض عنك في بدر حتى لا أقتلَك، فقال أبو بكر: أما إني لو رأيتك وقتئذٍ لقتلتك. مفاصلة شعورية بين الأيمان والكفر لا مجال للمجاملة والمحاباة ولو كانت الرابطة رابطة أبوة أو أخوة أو عمومة أو أي شيء أخر في الأسلام دوماً توجد تحديات وقد توجد صدامات وتميزات تميز الأبن من الأب والأم من البنت وقد يقطع الأيمان العائلة كما حدث مع الصحابة رضوان الله عليهم هم مسلمين وبعض آباءهم واخوانهم و... كفار اليوم لدينا الكثير من الأقرباء ممن قد يكونوا يفعلون المحرمات أو يبيعون المحرمات وقد يكونا يعيشون في منازلنا ولا يؤدون ما أوجب الله عليهم من فروض كالصلاة والكثيرون منا لا يشكل ذلك أدنى أهتمام له ورغم مشاركة هؤلاء المفرطين بالدين لحياتنا لا نتوجه لهم باي نصيحة قد تغير مسار حياتهم من الأفراط والتفريط إلى التقوى ومرجع ذلك هو غياب حب الله ورسوله في قلوبنا أو عدم وجوده بالقدر الكافي كما ينبغي عليه كما ذكر في الحديث اعلاه يوجد خصائص للأيمان يتذوق المرء بسببها حلاوته كيف يعيش شخص مسلم بيننا وندعي حبه وهو لا يصلى ولا نتوجه له بالنصيحة إن كان ابن أو أخ أو حتى أب إن الزوجة التي يعمل زوجها في بيع المحرمات كالخمور أو المخدرات ولا تتفوه بكلمة واحدة بل وتقبل ما يغدق عليها من أموال حرام قد فقدت هى بدورها الأيمان أيضاً وتقوى الله و مخافة الله اليوم و الغد فيما نقدمه لأنفسنا في هذه الحياة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {18} وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {19} لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ {20} لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {21} – الحشر ليس المعنى أن ننسى قول أسم الله بل نسينا أحكام الله في حياتنا وبسبب أننا نسينا أحكام الله عز وجل أنسانا الله أنفسنا وديننا ومن حاله كذلك هو أقرب ما يكون إلى النفايات في المجتمع هنا فعلاُ في المجتمعات الأسلامية ما يمكن أن نطلق عليه تعبير ( قمامة بشرية ) وهؤلاء لا تزال شعلة الأيمان في نفوسهم لذا هم مسلمون ولكن يعيشون في ضلال بعيد عن أحكام الله في جاهلية هذا العصر مسلمون بالهوية فقط تراودهم خواطر التقوى من حين إلى حين و الشهوات ومغريات الدنيا تحيط بهم وتسيطر عليهم و تمنعهم من تلمس طريقهم الصحيح كما أمرهم الله ولكن طريق الله يظل دائماً لمن يريد الأتباع الرسول صلى الله عـليه وسلم، قـال اتـق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخـلـق حـسـن.وباب التوبة مفتوح دائماً للتوبة من الكبائر كبائر الذنوب والصغائرصغائر الذنوب لها طرق متعددة لمحوها كالأستغفار والصدقات والصوم ...الخ و التربية في المجتمع الأسلامي هى مفتاح الصلاح الرعيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أبوبكر وعمر أبن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن أبي طالب وحمزة ابن عبد المطلب مصعب أبن عمير وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري بلال أبن رباح أم المؤمنين خديجة بنت خويلد و عائشة رضى الله عنها وموكب طويل من الصحابة والصحابيات هؤلاء وغيرهمهم القدوة الحسنة الذين يجب أن نعلم سيرتهم الخالدة لأبناءنا وبناتنا ليكون الأبطال في نظرهم وعقولهم وفي تخيلهم وليسوا لاعبي كرة القدم و الفنانين والفنانات لمحترفي الغناء والعري والأبتذال والأسفاف والشباب يسممون حياتهم بالسماع لهم ومشاهدتهم كل يوم لو أن كل مسلم أخذ مجموعة من الصحابة والصحابيات رضى الله عنهم وتعلم وعلم أبناءه سيرتهم العطرة وتعلمنا من قصص حياتهم وبطولاتهم في الأسلام قدر يسير لكان ذلك أمر جيد عوضاً عن الجلوس أمام التلفاز ساعات طويلة نسمم عقولنا وعقول أبناءنا بمواد أعلامية أقل ما يقال عنها أنها غثاء لا تفيد ناهيك عن الأباحية والتحلل والألحاد في بعض البرامج و المسلسلات والأفلام لماذا لا نسرد قصة أسامة بن زيد رضى الله عنه قائد أول جيش أسلامي لغزو الروم في الشام وفيه أكابر الصحابة ولماذا لا نحدثهم عن جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه أمير ركب المهاجرين الأوائل إلى الحبشة والذي أقنع النجاشي ملك الحبشة بقداسة الأسلام بل وجعله يسلم حيث أن رسول الله صلى على النجاشي صلاة الجنازة عندما علم بموته لماذا لا نعلم انفسنا وأبناءنا قصة أبي ذر الغفاري رضى الله عنه والذي كان من أكبر مجرمي الجزيرة العربية هو وقبيلته قبل الأسلام وعندما اسلم كان هو رابع وقيل خامس من دخل في الإسلام وهو أول من حيا رسول الله بتحية الإسلام وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة ولقي في ذلك بلاء عظيما من قريش قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ". . يجب أن يكون لنا أستثمار في عقول أبناءنا لتكون لديهم مرجعية دينية تحفزهم للتمسك بالأخلاق الفاضلة كما نستثمر أموالنا من أجل تأمين مستقبلهم في الدراسي أو المهني في هذه الحياة وإلا سوف يكون هناك فراغ ويأتي أشخاص أخرين ليملؤوا هذا الفراغ سواء بشهوة المال أو شهوة المحرمات والأفكار والأيدلوجيات التي تسمم عقولهم وتدمر أخلاقهم فيصبحون بذلك لقمة سائغة للشيطان ليسلب منهم أرواحهم الطاهرة ويلقي بها في الجحيم نحن نولد مسلمين من عائلة مسلمة وقد يصادف أن نعيش في مجتمع غير أسلامي في امريكا أو أي دوله أوروربية أو غيرها من الدول غير الأسلامية ونكتفي بكوننا مسلمين أو يختلط معنا غير المسلمين معنا في محيط العمل أو البيئة التي نعيش فيها ولا نشارك غير المسلمين (الكفار) الكنز الذي نستمتع به ولا نقدر قيمته وهذا الكنز الثمين الذي يجب أن نعرض عليهم مشاركتنا فيه هو لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا نرغب في مشاركتهم لنا هذا الكنز فقط لأن الكثير منا ولدوا مسلمين ولم نعد نقدر حلاوة الأيمان في إقامة علاقاتنا الأجتماعية مع الأخرين فنبني العلاقات في الله ليس بسبب انه من نفس بلدي أو من عائلتي أو أعرفه جيداً ومنسجم معه لما يتمتع به من ثقافة أو دعابة أو أهتمامات مشتركة أو من أجل مصالح دنيوية أي شيء اخر بل أتعرف على الشخص من أجل الله وفي الله واحبه في الله وأكره شخص في الله ولم نعد نميز طريق الأيمان من طريق الكفر في تصرفاتنا اليومية والذي يدفع بنا إلى النار دفعاً وأغلبنا يعلم ذلك وإن كان إيمانه ضعيف لا يحفزه بالقدر الكافي أما الذي يقدم على الفواحش والمحرمات ولا يلمس في نفسه شيء من تأنيب الضمير الداخلي ويمضي مستمتعاً بها أو ربما حتى يعتقد أنه لا يفعل محرم فهذا شخص لا إيمان لهو المسلم مأمور بأن يتعامل بمكارم الأخلاق مع الآخرين حتى الكافر لا يجب على المسلم أن يتعامل معه بالكذب أو بالنفاق أو يسرق منه فالرسول صلى الله عليه وسلم رغم عداوة كفار قريش له في مكه وقد ضيق عليه ورمي منهم باقذع السباب يا مجنون,و يا كاهن ويا ساحر ويا كذاب ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يحفظ اماناتهم اذا اودعوها عنده...عجبا هؤلاء اعداءه وهم يسبونه ويحاربون دينه ومع ذلك لم يجدوا احدا في مكه اكثر امانة منه حتى كانوا يسمونه صلوات ربي وسلامه عليه قبل ان يبعث بالصادق والامين لكثرة ما يحفظ اماناتهم وبعد الهجرة وقبل أن يترك مكة أمر على أبن ابي طالب أن يرد تلك الأمانات إلى أصحابها وهم أعداءه ولو أن هناك فرصة مناسبة لأن يسرق الشخص من اعداءه شيء لم يكن هناك أنسب من هذه الفرصة ولكن هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين قبل وبعد البعثه ولم يسرق الرسول صلى الله عليه وسلم من كافر وروي أنه بينما كان النبي صل الله عليه وآله وسلم جالسا يوما بين اصحابه في مجلس مبارك فاذا برجل يقبل على النبي صل الله عليه وسلم فيساله سؤالا لم يكن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم يفرح بسماعه لكنه كان رفيقا حليما..اقبل اليه رجل قال يا رسول الله ..."متى الساعه؟؟؟"...فاعرض عنه صل الله عليه وآله و سلم ,ثم قال الرجل اخرى يا رسول الله ..."متى الساعه؟؟؟"...فاعرض عنه ولم يردعليه كانه لم يسمع فاختلف الصحابه من بينهم فقال بعضهم قد سمع ما قال فكَرِه ما قال يعني سمع السؤال لكن كره هذا السؤال لكنه من خلقه انه اعرض عنه فلا يريد ان يجيب عليه لكنه لم يعنفه.".قال قائل لعله سمع ما قال فكرِه ما قال "...وقال اخر"بل لعله لم يسمع ما قال"..حتى اذا مضى برهة من الزمن التفت النبي صل الله عليه وآله وسلم قال.."اين أُراه السائل عن الساعه؟؟؟"...قال ..."ها انا يارسول الله"..فقال عليه الصلاة السلام ..."اذا ضيعت الامانه فانتظر الساعه"... و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " . ربما يتطلب الأيمان وتذوق حلاوته وتلمس طريق الهداية في هذا الزمن أن نكون غرباء في هذا المجتمع الذي نعيش فيه أنه التغيير المنشود من طريق الضلال إلى طريق الأيمانلمن لم يعرف طريق الهداية بعد لأن التغيير يتطلب تأسييس علاقى جديدة مع نفسك ومع الناس الذين يحيطون بك والأعلان عن نفسك بأنك مسلم أو الأعلان عن أنك مسلمة ويدور المسلم حول الآخرين على هذا الأساس دون تقديم اي تنازلات تمس جوهر كيانك كمسلم أو كمسلمة إن كان أسمك زينيب لم يعد هناك مجال لأن تدعي أن أسمك زيزي أو إن كان أسمك عبد الرب وتعمل عند شخص غير مسلم لن تحاول أن تتقرب لصحاب العمل بأن تدعي بأن أسمك روبي مثلاً أو كنت شخص مسلم مقيم في أمريكا او أي دوله أوربية ولديه متجر وأسمك زيد أو حارث فتتنازل عن هويتك وتدعي أن أسمك زيزو أو هاري لإقامة علاقة تجارية مع محيطك حسب أعتقادك لأنه عندما يحين موعد هدايتك بأمر الحق سبحانه تعالى سوف تعلم يقيناً بأن سلعة الله غالية وأن سلعة الله هى الجنة فتصغر في عينك الدنيا ونعيمها الزائل و مغرياتها ولن تبالي بأن يلاحظ الأخرين مظاهر التغيير في تصرفاتك والتهم التي سوف يلاحظونها عليك والمشاكل التي سوف يثيرونها حولك فالمسلم المتطورالآن في نظر الكثيرين من غير الملتزمين هو الذي لا يلتزم بمظاهر الصلاة في أوقاتها و في نظر البعض قداسة العمل لديهم أهم من المحافظة على الصلاة في أوقاتها بل أن البعض يعتبر الصلاة في أوقاتها في العمل أو الذهاب لصلاة الجمعة في المسجد من مظاهر التطرف الأسلامي وينسحب على ذلك على إطالة اللحية وأرتداء الثوب وتصبح أنت الذي عرفت طريق الله في نظر الكثيرين نموذج من نماذج القاعدة أو أسامة بن لادن أو طالبان سواء كنت تعيش في دولة أسلامية أو غير إسلامية للأسف لم يعد يختلف الحال كثيراً !!! لقد أصبح أرتياد المسجد للتحصل على الأجر كاملاً منذ الفجر وحتى العشاء مدعاة للأستغراب من البعض ويعدون من يفعلون ذلك متزمتين لأنه يمكنهم الصلاة في منازلهم عوضاً عن الذهاب إلى المسجد وأصبحوا في نظرهم (غرباء ) ولا يدرك المسلمين إن فرطوا في أحترامهم لدينهم أنهم مهما قدموا من تنازلات لكسب ود الأخر الذي يختلف عقائدياً عنهم لن يكونوا في رضى عنهمقال تعالى وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120)- البقرة هذه مسألة محسومة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها وحتى حين يبدل الشخص دينه سوف يظلون يعيرونه بدينه القديم أنه كان مسلم سابقاً كما يحدث مع الرئيس الأمريكي أوباما رغم أنه يعتنق المسيحية إلا أنه لا يزال بعض خصومه يعيرونه أنه من أصول أسلامية وسيظل الأحترام المنشود غائب عنك لأنك فقدت مصدر الأحترام الذي يجب أن تتوجه إليه أحترامك لله سبحانه وتعالى بتمسكك بكونك مسلم بالألتزام بكل ما أمر والبعد عن كل ما نهى ولا يهم إن كان بعض غير المسلمين يحاولون بشتى الوسائل تحطيم الأيمان وأطفاء نور الله من خلال وسائل الأعلام أو الحروب ضد الأسلام وأختلاق الأكاذيب والأفكار المضللة لمحو الأسلام لأن الله قال يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)- التوبة إن كان غير المسلمين من أعداء الأسلام يملكون القوة المادية والجيوش والقنابل بأنواعها الذرية والنووية والهدروجنية ...الخ ويستطيعون تفجير حجم الأرض عدة مرات نحن المسلمين نملك قوة الأرادة وأعطانا الله قنبلة لا تدمر المباني ولا تقتل البشر ولكنها قنبلة تخترق القلوب والعقول أنها قنبلة الدعوة و الأقناع والمجادلة بالتي هى أحسن ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)- النحل يجب على الشخص الذي يريد الألتزام بتعاليم الأسلام أن يكون مستعد للحاق بقافلة الغرباء لأن الناس خاصة في هذا الزمن سوف يعتبرونك غريب الأطوار وسيجعلونك أحياناً تشك في نفسك وقد تخسر جميع أصدقائك السابقين أو يخسر الشخص زوجته أو تخسر الزوجة زوجها بحجة أنه أصبح متطرف أو أصبحت متطرفة فقد تكون واحدة لا ترتدي الحجاب و تتبرج و تتعطر وتخالط الرجال في عملها وكل مكان وهى مصدر أعجاب من زوجها لأنها أمرأة عصرية وعندما تلمس الخواء الروحي وتستيقظ من غفلتها وتبدأ بالرجوع إلى الله وترتدي الملابس المحتشمة أو تضع النقاب وتمل من العمل خارج البيت وتريد أن تصبح ربة منزل هنا تصدم بأنها مع زوج لا يريدها هكذا و أن تمسكت بهدايتها ينتهي بها الأمر إلى الطلاق عن أبي هـريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء طوبى للغرباء الذين نبذهم المجتمع ووجودوا الأنس بالقرب من الله طوبى للغرباء الزاهدين فيما ايدي الناس والحياة لا يفرحون فيها بموجود ولا يحزنون على مفقود منها طوبى للغرباء الذين ينتمنون للغرباء أمثالهم لا هوية لهم تميزهم سوى المحبة في الله يتشوقون إلى وعد الله لهم في الأخرة بمحبته الخالصة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) رواه مسلم ، نسئل الله أن يجعلنا من الغرباء ويرزقنا حب الغرباء ونسئل الله الهداية لكل ضال في جاهلية هذا العصر وأن يهبه الله كرامة أن يكون من الغرباء وأن تمتليء المساجد في كل مكان بقوافل الغرباء حتى يتحقق لهم وعد الله وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) – الأنبياء( المقال مقتبس من محاضرة الشيخ خالد ياسين الولايات المتحدة الأمريكية )