رحلة مع الخليل بن أحمد في حرف واحد

معظمنا يعرف الخليل بن أحمد الفراهيدي كعالم للغة خاصة في مجالي العروض و الصرف ، و لذلك نرى كثيراَ من المؤلفين يقتصرون في الحديث عنه على هذين العلمين ، و هذا ظلم للرجل فقد كان عالماَ بكل علوم العربية ، و ما كتاب تلميذه سيبويه في النحو إلا أول المراجع حتى أنهم أطلقوا عليه اسم الكتاب دون وضع عنوان له تقديراَ لقيمته العلمية ..

وحينما نجد سيبويه في كتابه يقول ( قال ) نعلم أنه يعني الخليل بن أحمد ، وحتى لا نطيل نقف مع الخليل في حرف واحد هو حرف اللام .. و إذا كنا ندور في فلك سبع أو ثمان منها 00 فقد أورد الخليل إحدى و أربعين لاماَ كلها في القرآن الكريم و هي على النحو التالي :

( لام القسم – لام جواب القسم – لام الأمر – لام جواب الأمر – لام الوعد – لام الوعيد – لام التوكيد – لام العماد – لام الجحود – لام كي – لا إن الخفيفة – لام كما – لام المنقول – لام الجزاء – لام الإيجاب – لام الشفاعة – لام الاستغاثة – لام الجر – لام الإلحاق – لام الصفة – لام الأصل – لام المعرفة – لام التكثير– لام الفصاحة – لام الخبر – لام الابتداء – لام التفضيل – لام ليس – لام النفي – لام غير التبرئة – لام الصلة – لام النهي – لام الدعاء – لام الاستحقاق – لام الغاية – لام الترجي – لام التمني – لام التحذير – لام المدح – لام الذم )

هذه إحدى و أربعون لاما لم يستطع أحد أن يحصيها بأمثلتها و شواهدها إلا الخليل بن أحمد وواضح لدى أي عين ترى أن هذه اللامات جمعت بين علمي النحو و البلاغة ولكل منها دلالته اللغوية و أثره النحوي و إذا مثلنا لبعضها فلنقل مثلا :

1 – لام جواب الأمر ولم يرد منها في القرآن الكريم إلا حرف واحد هو " و لنحمل خطاياكم "

2 - ولام الوعد وقد وردت في القران مرتين " فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي"

3- ولام الوعيد وردت في القرآن الكريم أربع مرات منها " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

4- ولام العماد فإنها تأتى مفتوحة ولا تأتى إلا بعد الكيد يعنى وإن يكاد أو كاد و كدنا و مثال ذلك " و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم "

5- ولام إن الخفيفة " وأمرنا لنسلم لرب العلمين " " يريدون ليطفئوا نور الله "

6- ولام الترجي مثل " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا "

7- ولام التحذير فهي لم تأت إلا مرة واحدة وهو قوله تعالى " ليحطمنكم سليمان و جنوده "

8- ولام الذم مثل قوله تعالى " لبئس المولى و لبئس المصير و لبئس العشير "

9- وأخيرا لام المنقول مثل قوله تعالى " يدعو لمن ضره أقرب من نفعه "

فإذا كان الخليل هكذا في حرف واحد فلا عجب أن يكون أعظم علماء العربية على الإطلاق 0

مشكور على مجهودك الرائع
اللهم ارحم الخليل والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

» رحلة إلى الموت
» أحمد خامنئي غورباتشوف