فن التأمل( 1)

موضوع: فن التأمل( 1) السبت فبراير 08, 2014 7:20 pm

التأمل هو مفتاح التدبر والخروج بالعظة والعبرة من وراء الأحداث التي تستغرق هذا العمر القصير مهما طالت الحياة فالحياة قصيرة مهما طالت ومن العبث أن تمر مرور السحاب المقفر من المطر بدون تدبر وتفكر في ما وراء هذه الحياة والغاية منها في حياة بهيمية تبحث عن ماديات زائلة تستغرق الجهد والوقت كتاب فن التأمل للمؤلف هارون يحى وجدته مفيد في هذا المجال ورغبة مني في مشاركة افكار هذا الكتاب معكم أضع بين يدكم ملخص منه ربما أنا وأنتم نجد فيه سفينة نجاة لبداية تدبر وتفكر حقيقية لكتاب الله عز وجل فلا نقرئه قراءة الذي يقلب الصفحات بحثاً عن ألأجر بل قراءة من يسبر الأغوار العميقة للفيض النوراني لمعاني القرآن الكريم التي لا تنتهي مهما ابحر فيها العقل والفكر ليرتقي الإيمان في النهاية ويتغير السلوك فإذا أرتقى الإيمان تغير السلوك أسئل الله لي ولكم الهداية :-

كلما استغرق الإنسان في تأمل الحقائق ،كلما تعززت قدرته على التفكر والإنسان الذي لا يتفكر يبقى بعيداً كلياً عن إدراك الحقائق ويعيش وعلى الإنسان أن يتفكر أولاً بالغاية من خلقه والإنسان الذي لا يتفكر لا يدرك الحقائق إلا بعد الموت بعد أن يقف بين يد ربه ليلقى حسابه وحينها يكون قد فات الأوان لذا أعطانا الله في هذه الدنيا فرصة التفكر واستخلاص العبر ورؤية الحقائق لنفوز فوزاً عظيماً في الآخرة فالمهم تطوير ملكة التفكير وتعميقها أكثر فأكثرفالتفكر ليس سمة خاصة بالفلاسفة فقط حيث لا يقتضي التفكير العميق اعتزال الناس في غرفة خالية وقطع الشخص علاقته بالآخرين والإنسان الذي لا يبذل جهده في التأمل والتفكر يعيش في حالة دائمة من الغفلة وهو التجاهل للحقائق مع عدم النسيان و الانغماس في الشهوات والاستخفاف بالآثام والإهمال ونتائج ذلك خطيرة ومؤداه في النهاية نار جهنم وهناك جمود عقلي يصيب بعض الناس فيتصرف كأنه لا يرى الحقائق ويبصرها وهى أمام عينيه وتضعف قدرته على التمييز والحكم على الأمور حتى على الحقائق البسبطة كما يغفل عما يدور حوله من أمور غير اعتيادية وتخفى عنه دقائق الأحداث وهذا الجمود العقلي هو الذي يجعل البشر يعيشون حياة الغفلة بعيدين كلياً عن التفكر والتدبر والاعتبار وهو مثل السحر الذي يحل بشكل جماعي على الأمم فالناس يعلمون أن الحياة فانية وأن العمر يمضي حثيثاً ومع ذلك يتصرفون كأنهم لن يبارحوا هذا العالم و أنهم مخلدون وأن الموت غير موجود مع أن هذا الأمر من الحقائق الساطعة والواضحة وضوح الشمس وهذا نوع من السحر تعاقبت على حمله الأجيال وله تأثير بالغ عليهم لدرجة عندما يتحدث شخص عن الموت يقفل الناس الموضوع مباشرة لأنهم يخافون أن يبطل هذا الحديث السحر ويضعهم في مواجهة الحقائق فهؤلاء البشر تركوا التفكير فيما يجب أن يقدموا بعد الموت للحياة الحقيقية الحياة الأبدية جنة أم نار والأمر برمته يعتمد على ما أسلف هذه الإنسان في هذه الحياة القصيرة والبصر الذي تكتنفه الغشاوة في هذه الحياة الدنيا بسبب عدم التفكر وذلك يثير التساؤل لماذا نتصرف كأننا لن نبارح هذا العالم مع إننا جميعاً سوف نموت في يوم من الأيام !!! التفكر والتدبر لا يستدعيان مكاناً وزماناً أو شروط محددة وهناك أشياء عديدة تخطر على بال الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته فبالكاد تمر دقيقة يكون فيها عقل الإنسان خالياً باستثناء ساعات النوم ولو سئل معظم الناس بماذا تفكرون في هذه اللحظة ؟ سوف يظهر بوضوح أنهم يفكرون بأمور ليست ذات بال ولا تعود عليهم بالنفع ولا تؤدي إلى أي مكان مع أن كل إنسان قابل للتفكر بحكمة في أمور مهمة وذات قيمة ليخلص إلى نتائج من وراء ذلك ومن صفات المؤمنين في القرآن أنهم يتدبرون ويتفكرون ليخلصوا إلى النتائج التي تعود عليهم بالنفع فالمؤمنون قد مكنهم التفكر من رؤية جانب الإعجاز في الخلق وتمجيد حكمة الله وعلمه وقدرته ومن أجل أن يعود التفكير بالنفع على الإنسان ويهديه إلى جادة الصواب يجب دائما أن يفكر بطريقة إيجابية وأن يتفكر الإنسان بصدق دائماً و الإنسان قادر على التفكر في كل لحظة ليس في كل ساعة ولا كل دقيقة ولا كل ثانية بل قي كل لحظة ومدى قدرته على التفكر واسعة جداً حتى أنه يستحيل وضح ضوابط أو حدود لها ولا يحتاج المرء لشروط خاصة للبدء في التفكير من لحظة استيقاظنا من النوم تجد العديد من الأفكار طريقها إلينا معظم الأفكار غير ذات جدوه وبعض الأفكار التي نقدر أنها نافعة غالباً نكون مخطئين بشأنها فلا يكون لها أي قيمة بالآخرة فيضيع الناس أوقاتهم في معالجة أمور تافهة منجرفين في اللغو في أفكار غير ذات جدوى فإن لم نسيطر على أفكارنا بوعي فستضل تنساب الأفكار في عقولنا بشكل مستمر ومتواصل فيقفز الإنسان دون وعي من فكرة إلى أخرى وتستمر هذه الأفكار غير النافعة وغير المضبوطة دون اعتراض وتستغرق الوقت كله والسيطرة على التفكير ممكنة فكل واحد قادر على التفكير بطريقة تفيده وتفيد إيمانه وعقله وتحسن كياسته وإحاطته بالأمور وحين يكون الشخص في منزله أو عمله او في أي مكان أخر في حياته اليومية حين يتفكر بأمور غير مجدية يجب أن يسيطر على أفكاره و يخرج من الغفلة إلى التفكر في أمور تعود عليه بالنفع الحقيقي و حين يفشل الشخص في السيطرة على أفكاره وتوجيهها إلى بلوغ حسن الختام يقوده ذلك إلى الحزن و الكرب والخوف والقلق من وقوع إحداث لم تحصل و كأنها حصلت بالفعل ويستمر سوء الفهم ويشعر بالتخوف من شرور مرتقبة بدافع من ضلال أفكاره والشخص الملحد او البعيد عن الدين لا يمكنه مقاومة مثل هذه الأفكار والمخاوف التي لا ضرورة لها والذي يجعل الناس غير قادرين على التحرر من هذا القلق أنهم يعيرون سمعهم لوساوس الشيطان لأنهم يشغلون نفسهم بمخاوف لا داعي منها وينسون الله عز وجل فالإنسان المخدوع في هذه الحياة لا يستعمل قوة إرادته ويتصرف بلا وعي وينجرف بمجرى الأحداث ويصبح تحت سيطرة الشيطان بشكل كامل نتيجة التشاؤم وسوء الفهم المخاوف المتحكمة في الذهن مثل ماذا أفعل إذا حصل كذا وكذا وذلك من وساوس الشيطان مع أن الله علم الناس الطريقة التي تقيهم وساوس الشيطان باللجوء إلى الله من نزغ الشيطان قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {201} وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ {202} - الأعراف من لا يتفكر يمضي من حيث يجره الشيطان ولن يتطهر ذهنه من الأفكار غير المجدية ولن يدرك الحقائق ومن يتفكر يدرك الصواب ويتطهر ذهنه من الأفكار غير المجدية بالتفكير في الأمور المهمة بتحرير ذهنه من الأفكار التافهة وبذلك يعرض عن اللغو ،يجب أن يعلم الإنسان العوامل التي تؤثر عليه سلباً فتعيق تفكيره وتمنعه من إدراك الحقائق ليعرف الوجه الحقيقي للحياة وبذلك لا يخسر خسراناً مبين مثل أولئك الذين تعودوا أن يفكروا بسطحية قال تعالى وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7}– الروم ومن بعض العوامل التي تمنع الناس من التفكير والبحث عن الحقيقة اعتيادهم قبول ما تعلموه من الذين حولهم باعتبار أن ما تفعله الأكثرية بينهم هو الصحيح فكثير من الناس مثلاً يعيشون حياتهم وهم يعتقدون أنهم لن يموتوا ولا يسمحون لأحد أن يتكلم بهذا الموضوع في وجودهم حتى لا يذكرهم بالموت ومن ثم يبدأ غيرهم بالاعتياد على سلوكهم ويتصرفون بنفس الطريقة وكذلك يشعر كثير من الناس بالسكينة الداخلية بدافع من التكاسل الذهني رغم الفواجع من الأخبار عن الكوارث والظلم والاضطهاد و غياب العدالة والفقر لملاين المعوزين من البشر وجرائم الانتحار والسرقة ولا يتساءل احد عن أسباب هذا الكم الهائل من الأخبار وماذا يجب أن يفعل إزاء هذه لمعضلات وأسباب الوقاية منها بل يلقي اللائمة على غيره متبعاً مبدأ التكاسل الذهني وهذا التكاسل هو الذي يمنع أكثر الناس من التفكير والقيام بالأشياء بالطريقة التي اعتادوا عليها دون تغيير فالناس الذين تجمعهم طبقة اجتماعية واحدة تكون لهم طريقة معينة في التحدث ويقلدون ما سمعوه ولا يكلفون أنفسهم عناء التفكير للبحث عن طريقة أفضل أحسن وأصوب عدم وجود الحلول المبتكرة لديهم وتطبيق أساليب جديدة عملية أكثر فعالية تعكس كسلهم وبلادتهم الذهنية عدم التفكير يجعل صاحب المشكلة غير قادر على إيجاد حل في أمور يعاني منها الناس عادتاً في حياتهم اليومية وإخفاق الناس في التفكر في الموت بطريقة سليمة وتجاهل حقيقة أن الموت لا يمكن تفاديه وأننا سوف نبعث بعد الموت والتفكر في الغاية من الوجود هذا يؤدي إلى الخسران الأبدي المبين هناك قناعة سائدة أنه يجب تجنب التفكير العميق وأنه مضر ربما يؤدي بالشخص إلى أنه سيفقد صوابه وهذه خرافة ابتدعها من نأوا بجانبهم عن الدين ليس على الناس تجنب التفكير ولكن عليهم تجنب السلبية والانجراف نحو الوساوس المبالغ فيها وسوء الفهم وغير المؤمنين من أهل المعاصي أو الملحدين يتفكرون بطريقة سلبية بعيد عن الخير والصلاح ويخرجون من تأملاتهم بخلاصات لا تعود عليهم بأي نفع يكتنفها الغموض والتشاؤم فمن يمضي في هذه الحياة القصير بالمعاصي يحضر نفسه لحياة بائسة في الآخرة والملحدين متشائمين لأنهم يعتقدون بأنهم سوف يتلاشون كلياً بعد الموت أما المؤمن بالله واليوم الآخر يفكر بإيجابية ويعلل النفس بالرجاء بفضل إيمانه فما من أمر يقوده للتشاؤم ونتائج تفكر المؤمنين في هذه الحياة الفانية مختلفة تماماً فمعرفة أن الحياة مؤقتة يدفعهم للمجاهدة بشدة للظفر بالحياة الآخرة وحياته الآخرة الحقيقية الأبدية ولا ينجرف في الشهوات وطلب متع حياة الدنيا الفانية بل يعرض عنها وهو راضي دائماً عما قسمه الله له في هذه الحياة من نعم وجمال ويخلص المؤمن كذلك أن الله جعل هذه الحياة غير كاملة ليبتلي الناس وإن كانت الحياة غير الكاملة بهذا القدر من الجمال فلابد أن يكون جمال الجنة فاتن لدرجة تفوق أي خيال ويأمل أن يعاين في الآخرة منبع كل جمال يشاهده في هذه الدنيا وهذه القناعات لا تتأتى إلا عبر التفكير العميق والبعض يخدعون أنفسهم خداعاً عظيماً حين لا يتفكرون بالآخرة ويعتقدون أنهم بذلك تخلصوا من تلك المسؤولية بعدم التفكير في ذلك ومن لا يدرك حقيقة الحياة قبل الموت سوف يدركها يقيناً بعد الموت قال تعالى وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ {19} وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ {20} - ق