نادي فرويد لتوزيع اللذات والمسكنات والمنومات

[color=darkred]ليس من طبع الكريم أن يسلب ما يعطيه ..فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت ..فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة ..و إنما هو انتقال بها إلى الحياة الأخرى بعد الموت ثم حياة اخرى بعد البعث فلا عبث في الوجود إنما حكمة في كل شيء وكل عقاقير الأعصاب تداوي شيئاً وتفسد معه ألف شيء أخر وهو تداوي بالوهم وراحة مؤقتة للإنسان بإطفاء مصابيح عقله مخدراً منوماً ملقياً به إلى قاع البحر موثوقاً بحجر مغمى عليه أشبه ما يكون بجثة ومن نام وأستودع همه وغمه عند الله بات على ثقة ونام ملء جفنيه فلن تعود الدنيا مسرحاً دموياً للشرور وإنما درساً رفيعاً من دروس الحكمة تلك هى الصيدلية الإلهية لكل من داهمه القلق ..فيها علاجه الوحيد والإكسير والترياق وماء الحياة الذي لا يظمأ بعده شاربه ..وفيها الداء لكل دواء و ذلك يكمن في التركيبة النفسية للمؤمن والمؤمنون أهل حلم وصبر وتواضع وتسامح وحياء قال تعالى وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63} – الفرقان والسكينة هى الصفة الجامعة لطابع المؤمن الذي أستطاع أن يسود مملكته الداخلية ويسوسها ويحكمها عن طريقة علاقة المؤمن بما حوله من الأشياء وهى علاقة متميزة جداً مختلفة عن الآخرين علاقته بالموت وبالأمس والغد وعلاقته بعمله وعلاقته بالناس ونظرته للأخلاق فالأخلاق بالمعنى المادي البحت المتعارف عليه أن تشبع رغباتك بطريقة لا تتعارض مع حق الآخرين في اشباع رغباتهم هم ايضاً فهى مفهوم اجتماعي مادي بالدرجة الأولى هدفه حسن توزيع اللذات أما الأخلاق بالمعنى الديني هى أن تقمع رغباتك وتخضع شهوات نفسك وتتحكم بها وتخالف الهوى كمخلوق مميز وريث الخلافة عن الله في هذا العالم والكون المسخر من أجلنا فلا تحجبنا اللذة الدنيوية عن رؤية الكمالات الإلهية بل نرى كل شيء حسب حقيقته وحجمه الطبيعي وأن الحياة مجرد امتحان إلى درجات ومنازل بعدها في اليوم الآخر بعد الموت فاللذات الدنيوية زائلة والدين لا يدعو إلى حسن توزيع اللذات كما يدعو إليه علم النفس فنظرة الدين وعلم النفس تفترق تماماً ونتاج كل منهما إنسان مختلف تماماً الإنسان المادي المعاصر يجري وراء اللذة العابرة والفورية والمقابل المادي العاجل لأنه لا يعتقد بأن هناك شيء وراء هذه الحياة لذلك يجري بلهفة وراء اللحظات ويلهث وراء الآن فقط مع تفلت اللحظة منه وهروب الآن وفواته بحسرة في قلبه تلاحقه مع كل خطوة يخطوها ومعه غصة في حلقه والجوع لا يفارقه ابداً فكلما أشبع شهواته ازدادت جوعاً وهو محكوم بالموت ولا يعرف اين ومتى يتم ذلك ويشعر بالخوف في كل لحظة من المصير المحتوم وهو متوزع الهمة بين الرغبات في قلق وخوف لا يعرف السكينة وبالرغم من لك يداهمه الموت رغم انفه لذا المؤمن لا يفرح لكسب ولا ييأس على خسران وإذا داهمه ما يكره قال في نفسه وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ في قوله تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {216} - البقرة وهو لا يحسد احداً على خير وهو مشفق على الناس مما هم فيه من غفلة ويقول في قلبه لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ {196} مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ {197} – آل عمران أما المؤمن كلما ترك شيء من شهواته أرتقى منازل ودرجات رفيعة في الباقية عوضاً عن الفانية وذلك هو العوض المثمر الحقيقي و يجد حلاوة في قلبه ونور في بصيرته ويكف عن التلهف وراء المناصب والرياسة والمغانم الدنيوية التافهة ويسكن إلى جنب الله و هل بعد الله مغنم والتوحيد يجمع عناصر النفس ويوحد اتجاه المشاعر نحو مصدر واحد للتلقي ويؤثر في بناء الشخصية بشكل ايجابي بعكس تعدد الآلهة الذي يؤدي إلى تعدد مصادر الخوف ومصادر النفع و الضرر مما يؤيد إلى انقسام النفس و توزيع المشاعر وتشتت الانتباه وتفكك رباط الشخصية وعلماء النفس لا ينظرون إلى النفس إلا من خلال الآفات و الأمراض والعلل ولا يفتشون إلا في الانحرافات والتشوهات والعقد ولا يقدمون شيئاً إيجابياً عن النفس السوية الصحيحة والمنبع الوحيد للسلوك عندهم هو اشباع الشهوات والمرجع الوحيد لفرويد الذي يفسر به جميع التصرفات هو عقدة أوديب وعقدة الكترا وهى شهوة الطفل في أن يجامع أمه وشهوة البنت في أن تجامع أباها وهى تهمة عامة الصقها بكل الناس قد يكون سمعها من بعض مرضاه الهستيريين والطفل يحبس البراز في شرجه شهوة ولذة وهو يستبدل اللذة عندما يكبر بهواية جمع الأشياء كالطوابع مثلاً والإحساس بالذنب يعد عند فرويد مرضاً والتوبة نكوصاً والندم تعقيدا .. والصبر على المكاره بروداً وقمع الشهوات كبتاً له عواقب وخيمة !!! وعلم النفس عند فرويد و اشياعه لا يرى في الحلم سوى الجانب المادي الحيواني فكل ما هو مستدير في الحلم عبارة عن الجهاز التناسلي للمرأة مثل الكهف والدائرة والخواتم والزجاجة وفي المقابل كل مستطيل هو رمز لقضيب الرجل مثل العصا والثعبان والقلم ...الخ وكل حركة في الحلم هى رمز للعملية الجنسية كالجري والتسلق وركوب الدراجة والسباحة ثم يدمج كل حب حتى حب الوالدين في هذه الحلقة الجنسية المفرغة فحب الأم بالنسبة للولد عقدة أديب وحب البنت بالنسبة للأب عقدة الكترا وحب النفس نرجسية هناك لعنة تمازج كل فعل فلا براءة في أي شيء و لا طهارة في أي خاطر ولا نقاء في أي فكرة و هو يخلق من تعلق الطفل بأمه عقدة أوديب التي تهدف إلى كراهية الأب وقتله والتخلص منه في اللآشعور يعوضها الطفل لا شعوريا بالتحبب إلى الأب ومحاولة تقليده والكبار يعوضون ذلك باختلاق أب سماوي يعبدونه تكفيراً عن رغبتهم الباطنة في قتل الأب الأرضي وهى مبالغات أقل ما يقال فيها أن صاحبها مريض بهوس جنسي ولا يرى فرويد من الأحلام إلا هذا الجانب الجنسي الحسي الشهواني فالأحلام كلها إشباع لرغبات مكبوته وبهذا الأشباع المتجدد تريح النفس من أشواقها الملحة فتسترسل في نومها وبالرغم من أن هناك نوعين من الأحلام النوع الأول حلم أو رؤية والنوع الثاني اضغاث احلام وهو حديث النفس الأمارة بالسوء بشهواتها ورغباتها أو حديث الشياطين إلى تلك النفس أثناء النوم وهذا ما أنشغل فرويد بتفسيره فقط والرؤى التي تأتي من الله والملائكة وتكون بمثابة حديث من الله بطريقة أو بأخرى لا مكان لها عند فرويد مع أنها واقع وقد يكون عاش كل منا خبرة حلم ورؤية صادقة تحققت بحذافيرها ونظريات فرويد تعجز عن تفسير ذلك كما أن رؤية المستقبل قبل حدوثه مسألة تهدم الفكر المادي من أساسه سواء عند فرويد أو الماركسية لأنها أثبات صريح يؤكد سبق الفكر على المادة وسبق الغيب على الواقع قال تعالى وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {43} قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ {44} – يوسف ومع أن هناك أضغاث ورؤى إلا أن فرويد لا يرى من الأحلام سوى الهلوسة والشهوانية وأن السعادة تكمن في أشباع هذه الشهوات الدين لا يرى أن النفس محض رغبة وفجور بل هى قابلة للفجور وقابلة للتقوى وهى تتسامى وترتقي نحو الله وقد تهبط إلى السفلى بالشهوات قال تعالى وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10} – الشمس وهى فوق ذلك مخيرة وكل أنسان يتصرف باختياره قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً {84} – الأسراء والأنسان المادي يرى الحزن في الحرمان من الدنيا وحب لذات الدنيا وفي الأسلام الحزن هو أنغماس في ظلمة وملذات الدنيا والبعد عن الله و السكينة في جوار الله والنسيان في علم النفس عبارة عن مرض نتيجة الأهتمام أو عدم الأهتمام أو بسبب تقادم العهد أو كون الموضوع المطلوب تذكره موضوع مؤلم أو بسبب كبت الخبرة المنسية في اللآشعور ويحاول الطبييب النفسي الوصول إلى ذلك الموضوع بالتحليل النفسي أو التنويم المغناطيسي أو بملاحظة المريض أثناء تداعي خواطره وأفكاره ولكن من منظار ديني أخر أوسع و أشمل فالمؤمن في علاقته مع الله وذكره له دوماً تكون قدراته متكاملة وحاضرة وهو لا يغيب عن باله شيء لأنه في دائرة النور مع الله أما البعيد عن الله في دائرة الظلمة وهو من أهل الغفلة المتخبطين في دائرة الحيرة والنسيان والضياع قال تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {19} – الحشر والفرق بين نظرة علم النفس والدين أن الدين أوسع وأشمل أما علم النفس ضيق الأفق بمنظور مادي حسي يسجن النفس داخل اطار الخبرة المادية واللذة المادية والدنيا المادية والوساوس والخواطر ما هى إلا نفث من اللاشعور وحديث النفس للنفس ولا يتصور علم النفس للنفس محيط أخر خفي قد تعيش فيه تكون فيه محل لرعاية الملائكة أو وساوس الشياطين أو وحي رب العالمين أو مكالمة الله والعذاب النفسي في علم النفس حرمان مادي من الملذات المادية ويظل علم النفس سجين لهذه المادية المحدودة ولا يمكن أن يتصور أن العذاب الدنيوي قد يكون ابتلاء من الخالق وهذه الرؤية المادية الحسية محكوم عليها بالفشل وتنتهي بكل شيء إلى الخطأ في جميع احكامه وهو بمثابة الأعمى الذي يمسك الفيل من ذيله ويتصور أن هذا الذيل هو الفيل وينظر علم النفس إلى العمل في نطاق الحافز ولا يحلل مدى صدق وأخلاص هذا الحافز ماذا يريد الشخص من وراءه ثروة من المال أو الشهرة أو الجاه عند الناس أو هو يعمل مخلصاً لوجه الله ولا يتخطى علم النفس إلى هدف الفعل لا يمكن عند علم النفس تبديل النفس أو تغيير جوهرها لأن النفس تأخذ شكلها النهائي في السنوات الخمس الأولى من الطفولة ولا يبقى للطبيب دور سوى أخراج المكبوت فيها إلى الوعي أو فتح نوافذ للتنفيس والتعبير وتخفيف الغليان الداخلي ويقتصر العلاج على العلاج بالتنويم المغنطيسي من قبل الطبيب النفسي أو العلاج بالأيحاء أو بالأشباع المباشر أو التنفيس و علاج أشبه ما يكون بعلاج مرض السرطان أعاذنا الله منه بمراهم أو مسكنات أنها ذلك النوع من العلاج الذي لا يغير من النفس شيء بل يطلب من صاحب هذه النفس التأوه من الألم أو الصراخ ولا شيء أكثر من ذلك والدين هو مصدر الأخلاق وعن طريقه يمكن تبديل النفس وتغيير جوهرها من حضيض الشهوات إلى الكمال الخلقي ويكون ذلك على مراحل أولاها : تخلية النفس عن عاداتها المذمومة بالأعتراف بالذنوب والعيوب وأخراج هذه العيوب إلى النور قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {16} – القصص وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {87} – الأنبياء والمرحلة الثانية هى التوبة وقطع الصلة بالماضي والندم لى ما فات ومراقبة النفس ومراقبة النفس ومحاسبتها و المرحلة الثالثة هى مجاهدة الميول المرضية ومجاهدتها بأضدادها برياضة النفس على الأنفاق و أكراه النفس الشهوانية على التعفف ودفع النفس على البذل من الشح التضحية والتخلص من الأنانية والحث على التواضع من الزهو والتخلي عن الغرور واستنهاض النفس الكسولة للعمل وبمعالجة الضد بالضد تصل النفس إلى الوسط العدل وهو صراط الحكمة وحظ الكاملين من البشر و ذروة العلاج النفسي في الإسلام هو الذكر ذكر الله بالقلب وحمد الله باللسان وشكر الله بالجوارح واستشعار الله في كل وقت و حين لأن الذكر فيه طمأنينة وأمان لأنه صلة بين العبد والرب ويرد بذلك الصنعة لصانعها وهو الاقدر على علاجها لأنه هو الحق سبحانه وتعالى الصانع الأعلم بعيوبها وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {60} – غافر وقال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ {152} – البقرة وفرويد يرى الطيبة تخاذلا وسلبية وينصح مرضاه بما يقال (كل وإلا فأنت المأكول ) وبينما يرى فرويد الأعمال التي تنفيس الغليان النفسي الأسلام يرى أن الطيبة قوة أجابية وكذلك العمل الصالح ويحث الله على الصفح والعفو وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ {85} – الحجر وقال تعالى وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ في قوله تعالى وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {237}‏ – البقرة في الأسلام لا حاكم إلا الله وبفضله يمكن أن نخرج من أي حكم حتى على حكم الطفولة الموجه للإنسان عند فرويد على حد زعمه خارج سياق الفطرة العدوانية والطاقة الشهوانية وغريزة الموت كدوافع رئيسية فالأنسان حر مختار بين النوازع السالبة والإجابية يمكنه أن يختار ما يشاء خارج تصور علم النفس المادي والذي يتصور الإنسان تصوراً مادياً آلياً حسياً فسيولوجياً وهذا عين ما فعله كارل ماركس حينما تصور أن التاريخ عربة تحركها المصالح المادية والقوى المادية وحدها ...وأن حركة التاريخ هى ثمرة الصراع بين طمع الأغنياء و حقد الفقراء نتيجة الصراع الطبقي مما جعل حدا كلا الطرفين إلى اعتساف البراهين والأدلة وتزيف الحقائق و الطب النفسي في أغلبه أرتد إلى العلاج المادي بالمسكنات والمنومات والمخدرات وهو اعتراف بالفشل والعجز وهروب من المشكلة وكيف لا يفشل علم النفس القائم على نظريات فرويد وهو الذي خلص إلى نتيجة استحالة تغيير النفس وتبديلها والنفس تتشكل منذ سنوات الطفولة الأولى ثم تصبح قدراً حاكماً لصاحبها فعلم النفس الحديث كما الماركسية ليس علماً فهما مجرد أفكار ظنية و أحقاد باطنية من مواريث الحضارة المادية من الأوهام والضنون لأن منطلقات علم النفس معظمها خاطئة ومن تلك الظنون والأوهام علم النفس التجريبي الذي يجري تجاربه على الإنسان كما يجريها على الفئران و الأرانب ويتصور أن النفس الإنسانية مجرد ردود أفعال فسيولوجية ولا أكثر والفارق بين ما نعرف عن النفس في الظاهر وبين حقيقتها كالفرق بين الروح والجسد فلا يمكن بتشريح الجسد أن نعرف كنه الروح ونظل بعيدين عن إدراك سر الروح وإن فهمنا الجسد وخطأ الماديين أنهم يتعاملون مع النفس الإنسانية على أنها مادة ويعاملونها كالجسد وانها مجموعة مركبات كميائية وجينات وراثية هذه هى الخطيئة الكبرى للحضارة المادية وتصورو أنه يمكن اقتحام النفس بالتجربة وبالتشريح فالإنسان لم يعد فيه روح ولا ذات ولا نفس !!!