يتسائل الكثير من الناس عن سبب ضعف إيمان القلب ، وغياب لذة الشوق والخشوع إلي الله ندخل إلي الصلاة ، ونخرج منها ، لا نفقه أي شئ قرأنا ، ولا معني الدعاء الذي نقوله نشعر بجمود في القلب وتحجر ، ونألف المعصية وتحدثنا بها النفس ، حتي ولو لم نفعلها ،

لكن نشعر بشوق في النفس لفعلها القلب معطل عن وظيفته الرئيسية ، وغارق في تمني الشهوات ونيل حظ من الحظوظ واللسان

غرق في الكلام واللهو بدون فائدة فكثر المزاح والخطاب والجدل والعين زُين لها الشيطان مغريات الدنيا وما فيها من متاع يغرر

بنا أحياناً ويصيبنا العُحب ، بطاعه نفعلها ونظن في نفوسنا الخير ونزكي النفس يحبب إلينا كثرة المديح ، وسماع التزكية فينا

نسمع القرءان من القارئ فلان وعندما تأتي أية مثلاً نجده يبكي حتي يمنعه بكائه عن أستمرار القراءة ، فنسأل النفس لماذا يبكي

كل هذا البكاء وماذا في هذه الأية من تدبر لهذه الدرجة ، حتي يتوقف القارئ ويظل يبكي فترة طويلة لا نعرف أين العطب ؟

أين المفسدة كي ندركها ويتم الإصلاح ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) .......؟ (سورة محمد - آية 24)


إن القلوب تقسو، فتكون كالحجارة أو أشد قسوة، فتبعد عن الله وعن رحمته وعن طاعته، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، الذي لا ينتفع بتذكير، ولا يلين لموعظة، ولا يفقه مقالة، فيصبح صاحبه يحمل في صدره حجراً صلداً لا فائدة منه، ولا يصدر منه إلا الشر. ومن القلوب ما يلين ويخشع ويخضع لخالقه ويفقه ويقرب من الله ومن رحمته وطاعته، فيحمل صاحبه قلباً طيباً رحيماً يصدر منه الخير دائماً


ولعنا نبدء بسبب للين القلب وهو ذكر الله

لا شك أن ذكر الله من أجل الطاعات وأفضل القربات وأيسر العبادات

ودليل علي حب الله فأن من أحب شئ أكثر من ذكره

فأن ليس هناك شئ من الأعمال أخف مؤنة منه ولا أعظم لذة ولا أفرح للقلب من ذكر الله تبارك وتعالي

وقد أمر الله عز وجل بذكره في أيات كثيرة

فقال تعالي (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفره وأجراً عظيما)
قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )
قال صلي الله عليه وسلم[size=21]:

"ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله تعالى قال معاذ بن جبل ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله "
الراوي: أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3377
خلاصة حكم المحدث: صحيح



أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله
الراوي: عبدالله بن بسر المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3375
خلاصة حكم المحدث: صحيح




وقال صلي الله عليه وسلم


"الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6407
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



قال الحسن البصري رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاث أشياء ، في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرءان

وقال مالك ابن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله

وقال معاذ : ليس يتحسر أهل الجنه إلا علي ساعة لم يذكر الله سبحانه فيها

أن الذكر يلين القلب ، ويجلب إليه التدبر والخشوع ، ويجعله أنيس الطاعة ، بعيد عن المعصية

أن ذكر الله دواء القلب من علة الشهوة

كثرة ذكر الأستغفار يحرق مواضع الشهوة ، ويجدد نور القلب من ظلمة المعصية ويجلب الندم والخوف

ولقد قال أبن القيم رحمه الله

تفقدوا قلوبكم في ثلاث مواطن وذكر منها ( عند ذكر الله )

قال تعالي (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.....) (الأنفال - آية 2)
فأن لم يشعر العبد بحضور القلب عند الذكر

فيسأل الله أن يهبه قلباً فأن لا قلب له

منقول
[/size]