عقيدة الإيمان والتواصي بالحق وبالصبر سنن الله في الخلق

عاصر الأنسان عصور عديدة كل عصر له بداية ونهاية حضارات ودول وأمم حكمت وقامت ثم بعد ذلك أنتهت قيامها يدل على مقومات الوجود وفنائها بعد ذلك يدل أنها حملت مقومات الفناء قلو ظلت مقومات العصر في أي عصر من العصورة ظلت فيه رتيبة لما أنتهى عصر من العصور فوجود عصر من العصور رهين بمقومات وجودة التي كانت نشطة ثم غفل الناس عنها وتناست تلك المقومات فحملت مقومات فنائها فقبل أن يعلن الحق سبحانه وتعالى المبدأ يستلهمنا الواقع التاريخي والواقعي الوجودي حتى نحكم ذلك المبدأ في كل عصر من العصوروهو أنه لا يستقر عصر من العصور بمقوماته إلا إذا حافظ على ما يلي أن تكون هناك عقيدة يجمعها كلمة الإيمان وأن لا يكتفى بالعقيدة بل لابد أن تبرز هذه العقيدة بالتعبير عنها بعمل وإذا ترجمت العقيدة إلى عمل سوف تقابلها عقبات كثيرة وليتغلب القائمون على العقيدة على تلك العقبات يجب أن يكون الحق سبحانه وتعالى نصب أعينهم ويكونوا في تواصل دائم معه بالتواصي على التزم الحق مع بعضهم البعض ولن يمنع ذلك من أن يكونا في صراع مع غيرهم ممن هم خارج أطار الأخوة الإيمانية هذا الصراع بين قوى الخير و قوى الشر يستلزم أن يكون هناك تواصي بالصبر فمقومات منهج العمل الناجح هى عقيدة ينجم عنها إيمان ثم عمل على وصف تلك العقيدة ثم تواصي بالخير لتظل هذه العقيدة ثابته وفي الطريق هناك عقبات تعترضها فلابد التواصي بالصبر وكل عمل يراد به ان يكون ناجحاً وأن يكون كاملاً لابد أن تستكمل فيه هذه العناصر عناصر الإيمان بالمبدأ وعناصر التواصي بالحق وعناصر التواصي بالصبر وكل حركة لا تحكمها هذه العناصر الثلاثة نهايتها الزوال و الخسران ولا تعمر في الوجود أبداً ولو أن أنسان أرغم جماعة على عمل لا يتسم مع عقيدتهم لا يمكن أن يستمر هذا الأرغام ولابد أن يخرج هؤلاء عن طوق المُكره يوماً ما حين نقدم أي عصر من العصور أي طائفة من الزمن أي مبدأ من المباديء كتب له النجاح بإستيفاء هذه العناصر فإن لم يستوفي هذه العناصر فإن صاحب هذا المبدأ مكتوب عليه في خسر وفي ضلال والمبدأ الذي يستوفي هذه العناصر تحكم عليه بأنه مبدأ ناجح ومبدأ ولذلك نجد الحق سبحانه وتعالى حينما يعرض علينا الوان من العصور القديمة التي سبقت جمعها طابع واحد من الزمن فيعرض علينا قوم نوح ويعرض علينا قوم لوط ويعرض علينا قوم فرعون ويعرض علينا قوم عاد وقوم ثمود وفي قوم سبأ التي خاضت عصر نهضة طويلة وسعادة قال تعالى لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ {15} فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ {16} ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ {17} – سبأ حضارة قامت و شدت أنتباه الدنيا فما الذي جعلها تنتهي وتنحدر وما الذي جعلها تنهار لأنه لم يكن فيها مباديء الصمود مباديء الخلود وهى العقيدة والعمل على وفق العقيدة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ويعرض علينا الحق سبحانه وتعالى حضارات أخرى مثل الحضارة الفرعونية التي ما زال لديها آثار تشد الحضارات المتقدمة في العصر الحديث لتأتي وتشاهدها قال تعالى وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ {4} هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ {5} أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} – الفجر فحين يقول الله إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} – الفجر ذلك يدل على أنها وصلت درجة متقدمة من الرقي ملفت للدنيا في الحضارة ويلفتنا الحق سبحانه وتعالى أنه بدراسة الحضارات الغابرة نجد أنه لا يبقى منها ولا يزدهر سوى مبدأ هذا المبدأ يعيش على عقيدة ويترجم إلى عمل ويتواصى فيه بالحق ويتواصى فيه بالصبر وحين نستعرض تاريخنا الأسلامي نجد أنه يوجد عقيدة وإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل ونؤمن بالقضاء والقدر ونؤمن باليوم الأخر ومع ذلك نجد أن الأمم والعصور الأسلامية عبر التاريخ تعرضت في مسيرتها إلى شيء من الهوان ومن الذلة ومن الضعف ومن الأستعباد والأستعمار من الحضارات الأخرى لأنه وإن كان عندنا عنصر العقيدة إلا أن العنصر الأخر غير موجود وهو عنصر العمل ولو فرضنا أن عنصر العمل موجود يظل منهج الحق حتى تأتي الشهوات ويزين الشيطان للإنسان أن يخرج عن منهج الحق وحين تأتي الأزمات قد لا نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر وتخور عزائمنا ونرضى بالأمر الواقع الذي فرضه علينا العدو أو الذي فرضه علينا ا الاستعمار ولو ظل هذا المبدأ يقيض في حياة الأمم الاسلامية لما أمكن أن يكونوا في خسر فإذا كان المسلمين في خسر يجب أن نعلم أن عقيدة ضعفت أو أن العقيدة لم تترجم إلى عمل أو أن العمل حينما تعرض لهوى النفس أنصرف عن الحق أو أنه لم ينصرف عن الحق ولكن حين جاءت له مصائب من خارجه لم يتواصى بالصبر فخارت عزائمهم أمام أعدائهم وحين تخور العزائم أمام العدوا ولا يوجد التواصي بالصبر والاحتمال ولا يتحمل الأنسان المشقات ينهار المبدأ وعدوه يتمكن منه عقيدة من المبدأ الذي يختمر في النفس وبعد ذلك ينعقد عليه القلب ويربط عليه الفؤاد بحيث لا يخرج منه أبداً لأن غير المعقود عرضة للتطاير والأنحلال إنما أمر عُقد يعني أصبح مربوطاً إذاً فالعقيدة ليست الفكر في الرأي لأن الفكر في الرأي لا يزال محل مناقشة وليست العقيدة في ما تستقبل الحواس لأنه ليس ما تستقبل الحواس يسمى عقيدة فلا يقال أنا أعتقد أني معكم الآن وأتكلم وأنتم تسمعوني ولا أقول أنا أعتقد أني أشاهد كذا لأن هذا أمر حسي والعقيدة تكون في أمر غيبي أما الأمر الحسي لا يأتي فيه عقيدة أبداً والأمر الحسي تشترك فيه الناس كلها أما الأمر العقائدي يأتي في الأمور الغيبية لذلك من مقومات الإيمان أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وأن تؤمن باليوم الأخر وبالقدر خيره وشره وكل ذلك غيب ورغم أننا نشاهد الرسول والذي أخبرنا بنزول الكتاب عليه إلا أننا لم نشاهج الوحي وهو ينزل الكتاب عليه والإيمان حصيلته أن نؤمن بالعقل غيباً بأن هناك رسول نزل عليه وكلفه الله أن يبلغه بالرسالة والمنهج فالعقيدة الأمر الأساسي أن يكون فيها الإيمان غيبي الأخره لم تكن أمر مُحس أننا نؤمن بها لأن الله أخبرنا بها ومن هنا يختلف المؤمن عن الكافر الكافر يعيش في الأمور المُحسة والشيء المُحس لا إيمان فيه لأن الشخص يستوي مع الغير في الشيء المُحس ولو كانت العقيدة شيء مُحس لستوى فيها المؤمن والكافر وميزة المؤمن أنه يؤمن بالأمور الغيبية وحكم فيها ميزانه هذا الميزان أنه ليس كل مالا يدرك هو شيء غير موجود قال تعالى وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {21} – الذاريات فالجسم شيء لا يخرج في مكوناته عن مكونات الأرض ولكن فيها شيء إذا حل فيه أعطاه الحياة والحركة والفكر وإذا نزع منه صار جيفة وتحلل إلى عناصر وصار مادة وذلك ما نطلق عليها الروح لا تدرك بأي حاسة من الحواس الخمس الشم أو اللمس أو السمع أو المشاهدة فشيء فيه حياتنا ولا ندركه وبذلك جعلنا الله ندرك أمر غيبي في أمر حسي وبه حياتنا فإذا حدثنا بأن لنا رب خلق هذا الكون ونحن لا نراه وذلك شيء حكم به أن يكون غيباً عنا فلا يجب أن نستعجب فإن كنا لا ندرك خلقاً من خلقه في أنفسنا ونحن نؤمن بأثره فينا فكيف ندرك من خلق هذا الشيء وكيف ندرك من خلق هذا غير المُدرك وإدراك الإله ينفي عنه أنه إله لأننا نحيط به بالعقل والحس ومن عظمته سبحانه وتعالى أنه لا يدرك وهناك فرق بين وجود الشيء وإدراك الشيء فلا يصح أن يربط المسلم بين وجود الشيء وإحساسه أو إدراكه عدم الإدراك والحس لا يعني أنه غير موجود و الديل على ذلك يكون في ذات الأنسان نفسه وهو الروح والأنسان كل يوم يكتشف أسرار كانت غائيبة عنه هل قبل أكتشافها أكانت موجودة أم غير موجودة ؟ الأمر فقد أن الأنسان أكتشف هذا الأمر فوسائل الأدراك لم تكن قادره على إدراك الأمر فالمكروب مثلاً لم يكن مكتشف وبعد ذلك أمكن بوسائل الإد راك أن أدركه في العصر الحديث عدم رؤيته قديماً هل كان يعني أنه غير موجود لا بل كان موجود ولكن لم يكن يدخل في وسائل إدراكنا فنبصره مثلاً حين نفتح نافذة حجرة مظلمة وندخل منها حزمة ضوئية من الشمس نرى في الحزمة الضوئية ذرات أين كانت تلك الذرات في الحجرة ؟ أنها كانت موجودة ولم نكن نبصرها لأن الضوء قبل فتح النافذة ودخول حزمة ضوئية قوية لم يكن يكفي لإبراز دقائق هذه الذرات إذاً عدم إدراك الشيء لا علاقته له بوجود الشيء وما دام الأنسان في المادة التي من جنسه مثل المكروب والذرة لم يكن يدركها ثم أدركها آلا ذلك يجعله يستأنس أن هناك كثير من الأشياء الغيبية موجودة ولكنه لا يدركها كما هو الحال في مخلوق مثل الجن هو الطف منا ومخلوق خفي ومخلوق أخر الطف من الجن وهو الملائكة ولا ندركه أيضاً الآن ولكن فيما بعد سوف ندركها كما أخبرنا الله عزوجل فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأن نؤمن باليوم الأخر وبالقدر خيره وشره هذه هى العقيدة وأم العقيدة الإيمان بالله فإذا دخلنا على الإيمان بالله بعقلنا وبأنه موجود و أن له حكمه وله قدرة وله قيومية فيكون الإيمان بالأشياء الأخرى مصدره ما أمنت به أولاً وهو الله الذي أمنت به بالدليل العقلي وعقلي دلني على ذلك الإله الغيب و أنا أؤمن بالملائكة غيباً وأمنت بالجن غيباً وأمنت بالرسل غيباً وأمنت ...الخ لأن الله قال ذلك فالعقائدة منها شيء هو القمة وشيء تخبر به القمة فالمسألة برمتها ترد إلى العقل والعقل الذي أمن بوجود الله يجب أن يحترم قراراه الأول بالإيمان بالله ويرد تبعاً لذك كل أمر صدر عنه إلى الله فطالما أمنت بالله غيباً كعقيدة فمن الطبيعي أن نؤمن بما نأخذه منه من أمور ظاهرية مثل التكاليف ومنهج الحياة ولم يتخذ الله أحد منا ولد أو صاحبة فكلنا عبيد لله عز وجل فلا يستعلي خلق من خلق الله على خلق مثله حتى عبد الغير يكون حر بالنسبة لغيره ولا ينافسه في رزق كتبه الله له قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ , لا يَخْذُلُهُ وَلا يَظْلِمُهُ , لا تَحَاسَدُوا ، وَلا تَدَابَرُوا ، وَلا تَقَاطَعُوا , وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ ، لا يَخْطُبِ امْرُؤٌ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ، وَلا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ، وَإِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ، التَّقْوَى هَهُنَا ، وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضا، وشبك بين أصابعه فمن وجد أخية في نعمة وهو ليس في سعة من رزق لا يحقد عليه لأنه يعلم بأن الخير هو ما قسمه الله له كما أن المنعم حين يؤدي ما فرضه الله عليه من حق غيره من زكاة في هذه النعمة سيصيب من قدر الله عليه رزقه منها خير وبذلك تكون النعمة في يد غيره كأنها في يده وحين أعرف أن لي رب وهو الوحيد الذي أتلقى منه المنهج فإنه بذلك يقضي على الأهواء فلا تحمل أمة قوية الأمم الضعيفة أن تتبع النظم والقوانين التي تسنها وتتحكم الأهواء والمصالح في الكون وهذا يعطي الأنسان قوة بأن لا يضعف أمام صعوبات الحياة لأنه لا يواجهها بقوته بل يواجهها بقوة الإله الذي أمن به إذا واجهته أحداث جسام خرجت عن نطاق قوته نجد أنه لا يخور لأنه لا يواجه الحياة بأسبابه ولا يواجه الحياة بقوته بل يواجهها بالقوة المطلقة والقدرة التي لا تعجز عن شيء وبخالق الأسباب ولذك قال الله وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً في قوله تعالى فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً {3}- الطلاق فالأيمان يثري النفس البشرية يجعلها غنية وإذا أمنا بالله يخبرنا أن هذا الكون بما فيه من أجناس مخلوق لخدمتنا جماد ونبات وحيوان ومسخر لنا ما دخل في طوق قدرتنا وما لم يدخل إذاً أنا لا نشك في أن هذا الكون سوف يعصى علينا فهذا الأنسان أخذ الخلافة في الأرض من الله ولا يمكن أن يتخلف هذا الكون عن خدمتنا المسخر من أجلها من الله أو يضرب عن ذلك في أي وقت من الأوقات فأعطة الإيمان بالله للإنسان قوة زائدة فنحن جميعنا بالنسبة لله سواء ولا يجب أن يرضى الأنسان أن يكون في مرتبة الهوان يعني أن يكون في منزلة أقل من المنزلة التي وضعه فيها الله عز وجل مثل المذاهب التي تخبرلانا أن الإنسان أصله قرد فيكرمني الله ثم أحط من نفسي إلى هذه المرتبة الدونية التي تناقض تكريم الله للإنسان دون بقية المخلوقات والإنسان ليس خاضع للحساب والجزاء للناس في تصرفاته لأنه يستطيع أن يستر عنهم أشياء ويقابلهم بخلاف ما يحمله لهم في قلبه بينما التصور الإيماني للحق سبحانه وتعالى أنه يعلم خائنة الأعين قال تعالى يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ {19}– غافر ولكن المؤمن سوي ظاهره كباطنه والله لا تخفى عليه خافية فالمسلم يعامل الناس معاملة واحدة وليس له واجهة وخبيئة بل أن واجهته هى مثل خبيئته كما أنه حين يعلم بأن الله هو الذي خلقنا وسوف يردنا إليه في الأخرة حينها يعلم أن هذه الدنيا ليست كل شيء فالذي يطغى ويظلم في الدنيا ويتمتع بأكثر قسط من النعيم ويأبى أن تقيده مناهج من السماء أو من الأرض ويريد أن ينطلق هكذا هو اللإنسان الذي يفهم أن حياته فقط هى هذه الدنيا ولكن أرتباط الإنسان بالعقيدة الإيمانية يفهم من خلالها بأن الحياة معبر فقط وليست محل الجزاء ومهما يصيبه فيها لا يجعله محل غم وحزن لأنها ليست النهاية وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ في قوله تعالى وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {64} – العنكبوت فهى معبر وبرزخ فقط فمهما يناله منها لا يمكن أن يصيب منه شيء لأن الغاية ليست هى الحياة إنما ما وراءها ونحن نأخذ هذه العقيدة من هذا الإله العظيم بهذه القوة وهذا العلم الخفي الذي لا يمكن أن يخفى عليه شيء من أمور الناس وأعمالنا برغم ذلك لا تزيد شيء في ملكه فلا يثبت عرشه من إيمان أحد منا ولا يزلزل عرشه كفر من كفر به فأعمالنا المكلفين بها ونأخذ عليها ثواب هى بمحض الفضل من الله سبحانه وتعالى لا تعود عليه بفائدة وإنما تعود علينا نحن بالثوابوالتصور العقدي يمنع تصورات كثيرة خاطئة يمنع أن يتصور اللإنسان أنه فرد وحيد بل له إله وفي حياتنا اليومية من كان له أب لا يشغل بهم الحياة من غلاء الأسعار فإن كان من له أب لا يشغل بذلك فكيف من كان له رب وهذا هو الرصيد الذي يجعل الإنسان يعمل في هذه الدنيا ولا يهمه شيء فيها كما قال الشاعر :

كن رجلا كالضرسيرسو مكانه***** ليمضغ لا يعنيه حلو ولا مر

فما على الإنسان سوى أن يتحرك لأن له رب وهذا الرب لن يخذله أبداً وإن جرى الأمر على غير ما تشتهيه نفسه فهذه الدنيا ليس فيها الميزان وهنا من تمحيص الرب لعبده في الدنيا ما يخلص العبد من السيئات فيحاسبه عليه حساب عاجل عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة فمن أمن الله في الدنيا أخافه في الآخره ومن خاف الله في الدنيا أمنه في الأخرة فنستقبل ممحصات الدنيا من كوارث ونكبات في مال في نفس في مرض في ولد والله لا يمحص إلا من يحبه ولذاك قال الله في الحديث القدسي وعزتي وجلالي لا أخرج عبدي من الدنيا وقد أردت به الخير حتى أوفيه ما عمله من السيئات, من مرض في جسمه وخسارة في ماله وفقد في ولده, فإذا بقيت عليه سيئة ثقلت عليه سكرات الموت حتى يأتيني كيوم ولدته أمه, وعزتي وجلالي لا أخرج عبدي من الدنيا وقد أردت به الشر حتى أوفيه ما عمله من الحسنات, صحة في جسمه وبركة في ماله وولده, فإذا بقيت له حسنة خففت عنه سكرات الموت حتى يأتيني وليس له حسنة فالأشياء التي تنكد وتتعب في الدنيا بمثابة غسيل وتطهير للنفوس من الذنوب فيستقبلها العبد المؤمن أستقبال الراضي بأمر الله فيه الراضي بحكمه وبثقة أن الله لم يجري عليه أمراً إلا أن يكون في مصلحته ومن تكون له هذه العقيدة كيف تكون الحياة بالنسبة له سيواجه الحياة بكل قوة لأن الذين لا عقيدة لهم حيت تفاجئهم الأحداث طاقة كبيرة منهم تضيع وتنهار فيواجهون الحياة بطاقة غير كاملة وبفكر غير كامل فكيف إن لم يستطع أن يواجه ذلك الإنسان الأحداث بطاقة كاملة وفكر كامل فكيف يفعل ذلك وقد عزل نفسه وأضعفها قال تعالى وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139}- آل عمران إن كان المرء مؤمن وصلته الإيمانية قوية بربه فإن أصيب بخطب ما أو أنهزم فهو في مقام العلوا وهو عالي ولا يخور إلا إن انحلت عنه عروة الإيمان ولا يخور إلا إن كان غير مؤمن ولذلك في قصة سيدنا موسى عليه السلام ماذا قالوا له بني إسرائيل فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ {61} – الشعراء لقد كان وراء موسى وبني إسرائيل قوم فرعون وأمامهم البحر بقانون البشر وقانون المقدمات وقانو الأسباب هم فعلاً لَمُدْرَكُونَ ماذا قال سيدنا موسى عليه السلام – الشعراء قال التفت إلى الرصيد ولم يقل كلا بلا حيثية قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ {62} – الشعراء لقد فاء سيدنا موسى عليه السلام إلى ركن رشيد بقانون الناس هم مدرون لكن بقانون الله ليس كذلك لذلك ماذا فعل الله عز وجل له فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ {63} وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ {64} وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ {65} ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ {66}- الشعراء ولا تكون الطاقة الإيمانية بنفس المؤمن إلا إذا أستقرت وثبتت وربط القلب عليها وأصبحت عقيدة فلا تطفوا على الذهن مرة أخرى لتناقش من جديد فإن طفت على الفكر لتناقش من جديد لا يقال عنها أنها عقيدة وإنما تكون فكرة لا تزال مدار البحث فإذا مكا أنتهى العق من البحث وأستقرت بالقلب تكون بذلك عقيدة فالمعرفة بحد ذاتها لا تقوي العقيدة فقد نعرف شيئاً ولكن لا يستقر في النفس أستقرار العقيدة ولذلك قال الله وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ {87} – الزخرف وقال تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ {61} – العنكبوت وقال تعالى أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ {35} – الطور هناك فرق بين معرفة وعلم وبين يقين هناك فرق بين معرفة بين معرفة لم تصل إلى درجة أن تكون عقيدة تحكم حركة حياته دائماً وترد على باله دائماً و تحكم حركة حياته دائماً فيقارن بين أي عمل وبين عقيدته قبل أن يقدم عليه هل يوافق عقيدته أو لا يوافق فعلم شيء لا يعني التحمس و الأعتقاد به وأن المرء أصبح يسخر كل تصرفاته بناء على هذه العقيدة فقد يكون عند كثير من الناس معرفة الشيء أو العلم بالشيء ولكن اليقين والعقيدة بالشيء قد لا يكون عندهم وإلا فإنهم كانوا يديرون دفة حركة حياتهم على هذا المبدأ أو تلك العقيدة فالأساس الأول الجامع لكل خير هو أن يوجد الإيمان اولاً ولذلك لا يكره الله على إيمان لأن الله يريد أن تصدر الأعمال من عقيدة في الإنسان وإلا كان الله أرغمنا على ما يريد كما يكره المُكرِه المُكرَه على حركة رغماً عنه لذلك قال تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ {3} إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ {4} – الشعراء ولكن هل يريد الله أعناق و أجسام وإرغام حركتاً هذا أسلوب يمتلك به العبيد يرغمون على أمر وقلبوهم تأبى ذلك لا يريد الله عز وجل أعناق راغمة ولاقوالب إنما يريد الله قلباً خاضعاً لأن القلب يحكم على صاحبه أن يعمل بين الناس أو بينه وبين نفسه في خلوة وقصار ما يستطيع أن يعمله المُكرِه أن يرغم القالب على حركة معينه بالأجبار ولكن حين يخلوا الإنسان بنوحين يكون المبدأ عن طواعية وعن أختيار وعن رضى يكون حر يفعل أو لا يفعل يتحكم المبدأ فينا في كل حركاتنا والمُكرَه على مبدأ معين قصارى الأمر فيه أن يحمي الشخص نفسه أن يكون على مرئى من عين القانون ولكن المبدأ حين نقتنع به سنكون مقبلين عليه وإن كنا في غفلة من القانون بلا حساب أو جزاء والمُكرِه شخص ما على مبدأ من المباديء أو سلوك معين أول ما يحمل من المعاني أنه هو نفسه غير مقتنع بذات المبدأ لأنة المبدأ لو كان صواب لم يكن ليأتي بباله أن الناس سوف تعارضه ولو وضع المُكرِه صوته دون أرغام الناس عليه فلن يتمسك به أحد ولذك قال الله لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {256}‏– البقرة حيثية ذلك أنالدين واضح لا يحتاج إكراه و لكن المباديء التي تحتاج إكراه هى التي لايمكن الأقبال عليها إلا بالارغام بالقوة والسلاح والسوط لأن أمثال هؤلاء المُكرِهين لغيرهم هم أنفسهم غير مقتنعين بهذه المباديء أنها صالحة للإتباع وعلى مقدار إكراههم للناس يكون إيمانهم بعدم الأقتناع بهذه الأيدلوجيات والقوانين لذلك أول مبدأ في العقيدة هى أن تستقبل برضى وتستقبل بأختيار لأنها سوف تحكم كامل الحياة ظاهر الحياة وباطنها ما للواحد منا من حقوق وما عليه من تكاليف والإيمان بحد ذاته ليس غاية بل وسيلة فمادام نؤمن بإله أنه قوي ونلجأ إليه في الرخاء والشدائد ويصنع لنا كل خير والناس بالنسبة له جميعهم سواء وأنه كرم الإنسان وفعل كذا وكذا وهو الصالح فقط للتشريع للبشرية حينها يجب أن أستقبل عنه منهجه وأجعل حركة حياتي تدور في فلكه وينجم عنها العمل الصالح فننتقل من العنصر الأول إلى العنصر الثاني وهو العمل الصالح وفي العمل الصالح طلب منا الله أشياء وفي ظاهر الأمر لا نرى فيها فوائد عاجلة وهى ما تسمى العبادات ثم وضع لنا في نظام حركة الحياة معاملات تنظم حرة الفرد وتنظم حركة الأسرة وحركة الأفراد ببعضهم وحركة المجتمع وحركة الإنسانية ولو لم يوجد فكرة للإنسانية بوجود إله سوف تكون هناك نظم تسير حرة الحياة طالما أن هناك إنسانية سوف يكون هناك مجتمعات تضع تلك النظم والأمر التعبدي هو الذي شرعه الله لنقرب منه وليظل الفكر فيه والبال غيرلا منقطع عنه وهذه التي يقال عنها في الققه الإسلامي أنها تعبد أما الأمور التي تنظم المصالح تسمى معاملات والمعاملات الأصل فيها أنها من نشاط الذهن البشري ومهمة الشرع من السماء في المعاملات الصالح يبقيه والطالح ينفيه والشبهات يقوم بتعديلها وتقويمها ولذك فإن الأسلام حين جاء أقر كثير من الأشياء التي كانت في الجاهلية ولم ينجم عنها فساد وكثير من الأشياء نهى عنها وهناك أشياء قام بتعديلها أما العبادات فهى ليست من نشاط البشر ولا عمل للذهن الإنسصاني فيها ولكن الحق سبحانه وتعالى يقول تقرب لي بكذا وكذا فلا أعبد الله إلا بما فرض علي من العبادات وهو الطريق الذي رسمه الشارع للتقرب منه ثم أتطوع من جنس ما فرض علي من عبادة الصلوات خمس أتطوع بصلاة أكثر وفرض الله في زكاة المال اثنين ونصف % فلا مانع أن أتصدق بثلاثة أو خمسة أو بعشرة % من مالي وفرض الحج مرة في العمر فلا مانع أن أحج عدة مرات أو كل عدة أعوام أو حتى كل عام كما أريد وفرض صوم رمضان ولا مانع صيام الأثني والخميس أو أي أيام أخرى تطوع مثل يوم عرفة وعاشوراء والمعاملات هى الطريق التي أقره الله في نظام الحياة فالأعمال تكون صالحة إما لأن الله هو المُشرع لها أو الذي أقر بها فمن حيث العبادة هو المشرع لها ومن حيث الأنشطة الأخرى من الأنشطة الذهنية هنا ك ما أقربه وهناك ما نفاعه ومنها ما قيام بتعديله فنأخذ كل ذلك منه وذلك هو منهج الحياة ثم لنا أيضاً أن نجول في الأمور التعاملية لأنشطة الذهن فنأتي بقانون الله في الأسرة وبقانون الله في الحكم وقانون الله في النظام الأقتصادي والنظام السياسي ونقارنه بأي قانون في الدنيا سننتهي بالتأكيد أن تشريع الله أسمى ما يمكن أن ينتهي اليه البشر من الوصول إليه في القوانين وهناك ظاهرتين في حركة الحياة المعاصرة الشيوعية والرأسمالية لم تظل الشيوعية كما قامت من حيث مباديئها بل تحللت في كثير من مبادئها من حيث الملكية ومن حيث حقوق الفرد وهناك فرق بين النظرية والتطبيق التطبيق يجبر أصحاب النظريات أن يتنازلوا عن جوانب من نظرياتهم والرأسمالية أيضاً تنازلت عن كثير من أستبدادها وأتجهت لبعض مصالح العمال وأصبحت تعطيهم شيئاً من حقوقهم والتنازل من الطرفين يعني أنهما يتجهان في التطبيق إلى ما لا يتفق مع مبادئهم في الفكر الإنساني لأن ظروف الحياة أرغمتهم على ذلك في كثير من الحضارات يبحثون السماح بتعدد الزوجات لأنهم شاهدوا بأم أعينهم الفساد المترتب على هذا المنع وللنبحث في أي قانون من قوانين تنظيم الحياة في الفرد أو الأسرة أو المجتمع ..الخ ونقارنه بقوانين الأسلام نجد أن أسبابه في الأسلام مثالية و هو سابق ومستوعب للحالة إنما في العبادات فلا يكون هناك أنطلاقات للذهن البشري لأن الله قال تقرب لي بهذا الشكل لا أزيد ولا أنقص وفي العبادات يجب أن يكون بحثي متأخر عن العمل فلا يجب أن أستوعب علة الأمر في العبادة ثم أفعل ذلك لأن ثقة المؤمن في الله عز وجل تجعله يقبل على الأمر فأكل لحم الخنزير حرمة الله فهل كان على المسلمين الأستجابة للأمر أم تأخير تفيذه حتى يثبت لهم بالبحث العلمي أن لحم الخنزير يحتوي على فيروسات ضارة معنى ذلك تأخير تنفيذ الحكم اربعة عشر قرن حتى يتبين لنا علة التحريم إذاً الأعمال الصريحة تنقسم قسمين قسم تعبدي وقسم يبدوا له علل وهى الأشياء التي تربط نظام الجتمع وهناك أشياء تربط نظام المجتمع علتها لم تكن ظاهرة أولاً وعلتها ظهرت فيما بعد وهذا يعطينا الثقة في أوامر الله عز وجل والأشياء التي تغيب علتها عنا له في الحقيقة علة ولكن الظروف لم تواتي حتى تظهر لنا هذه العلة في هذا العصر وكل شيء يأتي من الله يفعله المؤمن لأنه أمر من الله وترك لأن الله نهى ذلك هو الإيمان و الذي يقبل على الأمر على علته مثل لو أن شخص ذهب لطبيب وطلب منه أن يمتنع عن لون من الطعام لمدة شهر حتى يشفى من مرضه فإنه لم يقبل على الأمر لأمر الآمر بل أقبل للعلة وفي الأسلام يمتنع المسلم لأن الله أمر وأقبل لأن الله قال لأنه واثق بأنه إله حكيم والعقيدة الأيمانية تجعل المؤمن لا يلتفت لجهة النفع والفائدة إن لم تكن جلية له والتي ربما يدركها لاحقاً لأن الله أمر والله نهى وكذلك العبادات نقبل عليها لأن الله أمر ونمتنع عن الأفعال لأن الله نهى لا نهدر طاقاتنا ونبددها في بحث علل الأشياء وإلا نكون رجعنا عن العلة الأصيلة وهى الإيمان بالله نستصحب العلة في الأشياء بالأيمان بالله بعقولنا وأنه حكيم وأنه قادر وأنه لا تخفى عليه خافية نستقبل كل حكم من الله بذلك ونقوم بالأعمال الصالحة ونحن واثقين مائة في المائة من النتيجة لا نقوم بها ونسأل هل لها فائدة وجدوى أم لا لأن الفائدة نبحث فيها عندما يكون الأمر يتعلق بمذهب بشري صادر من الناس ولكن ما دام صادر عن الله فأنا أقبل عليه وأنا متيقن أن فيه فائدة وإن لم تكن واضحة تلك الفائدة لنا الآن لأن الدنيا ليست هى كل شيء إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}‏ – العصر فإذا جاء الإيمان وجاء العمل الصالح بقى التواصي بالحق وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ لأن النفوس تغفل فالمنهج يحدد حركة الحياة والشهوات قد تجعل الإنسان يغفل عن بعضه وقد يحتاج الأنسان من ينبهه إلى ذلك ولندقق في كلمة وَتَوَاصَوْا فقد جعل كل واحد منا مُوصِي و مُوصَى فإن حدثت غفلة من واحد يكون عند الأخر يقضة تنبهه للحق والعكس صحيح وبعد ذلك نصبر ونصابر ونرابط ونقف أمام العقابات إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}‏ – العصر وإذا ما جمعنا العناصر لذلك المنهج الإلهي إيماناً به وبما يستلزمه الإيمان به وعمل صالح سواء كان عمل تعبدي أو عمل ينظم حركة الحياة ثم لم نغفل عن مبدا من مباديءالحق وذلك بالتواصي عليه ثم لم نهن أو نخور أمام حدث من أحداث الدنيا ونتواصى بالصبر نكون بذلك ممن أستثناهم الله عز وجل من الخسران فإذا تهاونا في مبدأ فإن التهاون ذلك سيؤدي إلى الخسران وأن نكون من أهله والعياذ بالله وهذا الخسران المبين تناوله الله في قوله تعالى وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي

خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}‏ - العصر

[/i]

» خواطر عن صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم
» نسائم الإيمان
» الخلق الحسن