صراع الغرب والعالم الأسلامي ما بين المؤامرة والأستدراج

العالم الأسلامي اليوم يشهد صحوة أسلامية ليس لها شبيه مقارنة بفترات زمنية غابرة من أبرز معالمها تغريب المجتمع عن الدين في بداية هذا القرن حيث كانت كثير من المجتمعات الأسلامية ترزح تحت الأستعمار وكل مجتمع منكفيء على نفسه ونحن كحضارة مادية ثمرة نتاج الحضارة الغربية قلباً وقالباً نسير على خطى دربها وللأسف أغلب المجتمعات الأسلامية المغلوبة على أمرها من الحضارة الغالبة (الغربية ) لا تعرف واقع المجتمعات الغربية حتى تستطيع أن تتلمس طريقها بعيداً عن التقليد والتغريب الذي تفرضه سياسة الغالب والمغلوب ولا تعرف أي شيء عن نشأت الحضارة الغربية وعلاقة تلك المجتمعات بالكنيسة والديانة المسيحية وكيف كانت الكنيسة تتحالف مع ممالك وملوك أووروبا في قمع الشعوب الأوروبية فالكنيسة وملوك أووروبا وطبقة النبلاء من الأقطاعيين الذين يملكون الأرض ومن عليها من مزارعين وبقية عامة الشعب وحتى الأدباء والعلماء والمثقفين و عانت الحضارة الأوروبية أشد المعاناة من سطوة الكنيسة وبطشها، ردحاً من الزمان، امتد لقرون من الجهل والتخلف بسبب سيطرة رجال الدين وأرباب الكنيسة على مناحي الحياة كافة. كانت الكنيسة ورجالات الدين المنتمون لأفكارها، تبطش بكل من يجرؤ على مجرد التفكير بعيدا عن الدين. كان مصير العلماء والأدباء والمفكرين والكتاب خلال تلك الحقبة السوداء من حياة الغرب، الشنق والسحل والسلخ والقتل ببشاعة إذا هم فكروا بعيدا عما يفكر به رجال الدين. كل تلك الجرائم بحق الإنسانية كانت تتم باسم الدين المسيحي، فكانت للكنيسة السلطة والقوة والنفوذ، لكي تحرق المفكرين أحياء، وكان وقود الحريق كتبهم ومؤلفاتهم وعصارة أفكارهم. فكان لرجال الدين "السلطة الممنوحة لهم من الكنيسة" لإصدار أحكام بحرق المفكرين والأدباء والعلماء هم وكتبهم إذا قالوا إن الأرض كروية مثلا وبعد عدة قرون من التخلف ومن سطوة الكنيسة وبطش رجال الدين وتحكمهم في مصائر المجتمعات الغربية، تحرر العقل الأوروبي، ومعه تحرر الفكر وتكسرت القيود، وتحطمت الجدران الحديدية التي أقامتها الكنيسة, وفتحت أبواب الحرية وآفاقها، ومعها انطلق الفكر بعيدا عن قيود الكهنة ورجال الدين وكان أول ما فعله الإنسان الأوروبي هو الفصل بين الدين والدولة، والفصل بين الدين والسياسة, والفصل بين الدين والقوانين الوضعية. تحرر العقل الغربي من سطوة الكنيسة وبطشها، وانطلقت أوروبا إلى آفاق من العلم والمعرفة، وحمل الإنسان الأوروبي معه مشعل الحضارة والعلوم والمعرفة إلى العوالم الجديدة... قارتي أميركا بشمالها وجنوبها، وأستراليا وأقاصي الأرض وأدناها ولم يعد هناك أي قيود على الحرية سوى قيد واحد وهو أن حريتي تنتهي عند التعدي على حرية الآخرين وبذلك أصبحت المجتمعات تتللذذ بقائمة من المحرمات لم تكن تمارسها في سالف الأزمان وأصبح القانون لا يجرم كثير من الرذائل الأخلاقية كالزنا واللواط والعلاقات الجنسية بين الطرفين بعد بلوغ سن الرشد وذلك كله أصبح مستساغ فعله بأسم الحرية وأخذ الغرب يتساهل جداً في حرية المعتقدات الدينية و اللادينية والأعتراف بها و صارت تتخبطه أيدلوجيات من كل حدب وصوب شيوعية و إلحادية وجودية وفوضوية وعنصرية نازية قومية وليبرالية وعلمانية و النتيجة والمحصلة النهائية تقدم علمي مذهل وفي المقابل خواء روحي وأنحطاط أجتماعي مادي مفزع كان قمة السقوط فيه حربين عالمتيين الحرب العالمية الأولى هي حرب نشبت بين القوى الأوروبية خلال أعوام 1914 و1918و الحرب العالميّة الثانية هي نزاع دولي مدمّر بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و1 سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في عام 1945 حصدت أرواح ملايين البشر رجال نساء وأطفال وحتى بهائهم وحيونات ووصلت الحرب إلى قمة الوحشية حين أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين ذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان في أواخر أيام الحرب، أوقعت الهجمة النووية على اليابان أكثر من 000’120 شخص معظمهم من المدنيين وذلك في نفس اللحظة، كما أدت إلى مقتل ما يزيد عن ضعفي هذا الرقم في السنوات اللاحقة نتيجة التسمم الإشعاعي أضافة الى الفقر والبطالة وموجات الكساد الأقتصادي وتفشي ظاهرة الأنتحار خاصة في دول الرفاهية الأقتصادية الأوروبية وأنقسام العالم إلى فئتين فقراء وأغنياء وما واكب ذلك من نشوء ظاهرة جديدة وهى الأتجار بالبشر عن طريق الهجرة غير الشرعية وممارسة الدعارة والبغاء والمخدرات وزيادة موجة العنف والقتل وعصابات الجريمة المنظمة من كافة الأعراق صينية وإيطالية و... الخ بعد تحرر المجتمعات الغربية من سطوة الكنيسة في القرون الوسطى ومع بداية عصر الثورة في نهاية القرن ال13 لم تعد مقدسات الأديان الديانة المسيحية بشكل خاص وبقية الأديان بشكل عام تشكل أي أهمية في المجتمعات الغربية وأصبح من غير المستهجن السخرية من الرموز الدينية في المسيحية وعلى رأسهم المسيح نفسه لأن الدين أصبح لديهم نوع من الخرافة و العلم والبحث التجريبي هو الرب الحاكم لتلك المجتمعات وإلى وقت قريب و الأسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكن في الذهنية الغربية للطبقة السياسية أو المثقفة سوى دين العرب أجلاف الصحراء أنتشر بالسيف في عصور مظلمة على حد زعمهم وذلك طبعاً تم ترويجه عن طريق بعض المستشرقين الغربيين الحاقدين على الأسلام ثم تأتي الصدمة الكبرى وتأتي الحقائق على أرض الواقع بشكل مخالف وهو أن الأسلام هو الدين الأوسع أنتشاراً في العالم نخبة من المثقفين و المفكرين والأدباء والعلماء يعتنقون الأسلام وكذلك يسلم الكثيرين كل عام في المانيا وكثير من الدول الأوروبية والأفريقية وفي أمريكا اللاتنية الأسلام يلقى قبول شديد من السكان بينما لا يعتنق المسيحية من العالم الأسلامي إلا أقليات للبحث عن الأباحية والمتع الحسية الدنيوية ورغبة منهم فتح باب المحرمات على مصرعية والتملص من تكاليف الدين الأسلامي كالصلاة والصوم والزكاة والحج ...الخ دون الشعور بتأنيب ضمير أو يتم أستغلال الجوع والفقر من أجل تنصيرهم من قبل الحملات التبشرية والشيء الذي يثلج الصدر أن من يعتنق الأسلام في الدول الغربية أصبحوا واقع معاش للأسوة الحسنة ولم تفتنهم زخارف المدنية في الأجتراء على المحرمات كشرب الخمر وأرتياد الملاهي الليلية وأماكن الفجور والأبتذال والعري في اللباس لنسائهم فلفتوا النظر إليهم وأصبحوا بإحسانهم أكبر دعوة ودعاية إلى دين الأسلام بمناعة الأسلام الذاتية الخالدة التي تجذب الناس في جميع أرجاء المعمورة وبعض المسلمين يساعد بقصد او بغير قصد في الصد عن الدعوة إلى الله وإن كان يعيش في تلك المجتمعات الغربية أولاً لأنه لم يفهم واقع المجتمعات الغربية والشعوب الأوروبية والتي تعيش في ضلال وبهيمية القرن العشرين أشبه ما تكون بجاهلية ما قبل الأسلام ومقارنة بسيطة بين واقع المجتمع الجاهلي في مكة ويثرب وبقية جزيرة العرب وواقع المجتمعات الغربية في العصر الحاضر تكشف لنا مقدار التشابه بل والتطابق في معايير الأنحلال الخلقي وفساد العقيدة بين كلا الحالتين فكفار قريش عبدوا الأصنام وملحدين هذا العصر عبدوا عقولهم ثم أختلط لديهم الحابل بالنابل فأصبحوا يعبدون هواهم واجرموا بحق أنفسهم ثم أجرموا بحق الأنسانية بأسم العلم والحضارة قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )وقال تعالى (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وعبادة الهوى هى من أقدم وأحدث العبادات التي لم تضل البشر بل وإبليس اللعين مصدر كل الشرورفي هذا الكون ثانياً لأنه لم يبادر إلى الدعوة وفقاً لقوله تعالى )ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين ( ماهى مساهمات المسلمين في الدعوة إلى الأسلام والتعريف بدين الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم مقارنة بنشاط المستشرقين المسيحيين في التنصير في العالم العربي والأسلامي لا شيء يذكر بل إن العديد من الأشخاص الذين يسلمون حديثاً يشعرون بتقصير المسلمين في تعريف غير المسلمين بالأسلام ويحملون وحدهم هم الدعوة دون مشاركة حقيقية لهم من المسلمين في البلاد الأسلامية في هذا الجانب لقد فطن بعض الساسة الغربيين بأنه لم يعد هناك كيان حضاري يقف شامخ أمام الحضارة الغربية سوى الأسلام وخاصة بعد انهيار الأتحاد السوفيتي والشيوعية في مقابل النظام الغربي الرأسمالي وما يحدث حالياً من هجمة شرسة على الأسلام ونبي الأسلام صلى الله عليه وسلم ومحاولة تشويه سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم في حملات أعلامية متتابعة أستفزازية متعمدة وظالمة ضد المسلمين من أدباء ورسامين كاركاتير وأخيراً مخرجي أفلام بأسم حرية التعبير والتي يحاول الغرب تبريرها أمام العالم الأسلامي رغم أستنكار وأدانة تلك التجاوزات في الحقيقة ما هى إلا ثمرة نظرية صدام الحضارات والتي صاغها هنتنجتون في كتابه بعنوان " صراع الحضارات" وملخص ايدلوجية هذا الصراع أن الأسلام هو العدو الرئيسي للحضارة الغربية بعد سقوط الأتحاد السوفيتي ونظرية صراع الحضارت والتي تبناها العالم الغربي ضد العالم الأسلامي وما أعقبها من أحداث أجتاحت العالم بأسره منذ أحداث الحادي عشر من سبتمر وأحتلال أفغانستان ومن ثم العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية رأس الحربة في الغرب حالياً ضد الدول العربية والأسلامية حيث أنه منذ سقوط الأتحاد السوفيتي بدأ ت السياسة الأمريكية تتجه نحو ما يعرف بجناح المحافظين الجدد وهم أصحاب التوجهات اليمينية المتطرفة والتي تغلغلت أفكارها المتطرفة في المجتمع الأمريكي بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي وداخل حكومة الصقور في عهد جورج بوش الأبن بعد أحداث 11 سبتمبر وهذا الجناح السياسي أيدلوجياً يعتبر أن الأسلام هو العدو رقم 1 ويجب تطويقه عن طريق الحروب الأقليمية وأستخدام القوة العسكرية الأمريكية تحت مظلة المعتقدات المسيحية الرسولية( الحروب الصليبية) المناصرة لإسرائيل ومناصبة العداء لكل من يعادي السامية وأن المحافظة على الكيان الصهيوني في فلسطين هو خطوات تمهيدية لقيام كنيس الرب بعودة المسيح إلى الأرض بعد رفعه إلى السماء وجرائم الحروب الأخيرة لأمريكا في أفغانستان والعراق الكارثية برغم أنها تتستر بعدالة القيم الأمريكية إلا أن واقعها حروب مقدسة !! لذا تميزت بقتل المدنيين بدم بارد بما يعرف (بالخسائر الجانبية ) والأيام أكدت أن كلمة صلبية التي تفوه بها جورج بوش الأبن بعد تفجيرات نيويورك بامريكا لم تكن زلة لسان بل كانت تعني ما تعنيها !!وكما يقال إن الشيطان يختبيء وراء التفاصيل لذا يجب أن لا نلقي للتفاصيل كل بال وتغيب عنا الخوط العريضة للمؤامرة بأن هناك سياسة غربية منظمة علنية وسرية مضادة للأسلام للحد من مساحة تمدده لكي يصور الأسلام دين إرهاب وعنف لهز ثقة المجتمعات الغربية بسمو وروحانيات هذا الدين في مقابل أنحطاط القيم المادية في الغرب والخواء الروحي وبناء حجاب حاجز يمنع من تقبله كمنقذ ومخلص حقيقي للبشرية وتشويه صورة الأسلام والمسلمين ولإستعادة الصورة النمطية الغربية السابقة وهى أن الأسلام دين العرب أجلاف الصحراء ودين السيف والقتل والأرهاب وللاسف بعض المسلمين يشارك في صياغة ونسج خيوط هذه المؤامرة بدون وعي وفقاً للمثل القائل (الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ) من أكبرل أخطاء بعض المسلمين الضرب بعرض الحائط بمصالح أخواننا المسلمين الذين يعيشون في الغرب عن طريق مظاهر العنف والتطرف أثناء المظاهرات التي تندد بالأساءة للأسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم أو الأنسياق وراء الفتنة الطائفية ضد الأقليات من الطائفية المسيحية والأنخراط في أعمال عنف وقتل ونهب غير مبررة ولا يوجد مسوغ شرعي لها أو الحماسة المفرطة التي تؤدي في النهاية لأعمال أرهابية تستهدف أرواح الغربيين الذين يقيمون بعهد ذمة وأمان من ولي الأمر في البلاد الأسلامية وهى أعمال أجرامية لا إنسانية هى مطية الجهل ولا تجدي نفعاً بل وتلحق الأذى بالأسلام والمسلمين وسمعتهم في الغرب وتقلص مساحة المتعاطفين من غير المسلمين في الغرب مع قضايانا المشروعة سواء من المسيحيين أنفسهم أو بعض الطوائف اليهودية في أمريكا وبقية الدول الغربية والتي ترى في قيام دولة إسرائيل عمل أجرامي ضد الفلسطنيين ومخالف لتعاليم الديانة اليهودية قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) يجب أن تقاس ردة الفعل للأعمال المسيئة للأسلام والمسلمين بتعقل بمدى ما يجلب الفعل من منفعة ويدرء من مفاسد وكل عمل أهوج غير محسوب العواقب ستكون محصلته أخفاء معالم جريمة الأساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأسلام وتلصق بالأسلام تهمة الأرهاب زوراً وبهتاناً وهذا ما يتمناه بالتحديد كل من يكره الأسلام لذا يجب أن لا نكون ضحايا نظرية المؤامرة والأستدراج وما أخبثها من مؤامرة قال تعالى (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)

الاخ يوسف

بارك الله فيك

موضوع في قمة الروعة

فعلا في القدم كانت الكنيسة مسيطرة على كل شيء

حتى الشعر الانجليزي كان لا يسمح بتدوينه ونقله وتداوله الا بعد موافقة الكنيسة على ذلك

وكثير من الادباء الانجليزيون امثال مارلو / جون لي لي / جورج بيله

على الرغم من شعرهم الجميل الا انهم كانوا يتغلبون حتى يصل الينا لان الكنيسة تتحكم بهم ..

اوافقك الراي ايضا
فنحن جميعا نعلم ان الدين المسيحي هو اكثر الاديان انتشارا

ولكن الكثييييير الكثيييير يدخلون الى الاسلام من المسيحيون
ولا نرى العكس
فلا نرى مسلم اصبح مسيحيا

جزاك الله كل خير
واعتذر على الاطالة

» هل تمر بك لحظات ضعف وتشعر انك وحيد والعالم كله حولك؟
» رأى المفكرين الغرب فى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم