فساد البيوت

موضوع: فساد البيوت الأحد يونيو 17, 2012 11:43 pm

قال تعالى فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {37} - آل عمران سيدنا زكريا عليه السلام كفل مريم عليها السلام فقد دخل عليها المحراب فوجد لديها رزق أو طعام لم يجلبه لها فقال لها زكريا عليه السلام من أين لكي هذا ؟ فقالت له هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب وفساد البيوت ثم فساد المجتمع يأتي من إهمال من أين هذا ؟ وعدم سيطرتها فالأب لا يسأل ابنه أو ابنته من أين هذا وكذلك الزوجة لا تسأل زوجها وهنا تكون الكارثة : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتْ النَّارُ أَوْلَى بِهِ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي والسحت هو الحرام الذي لا يحل كسبه ، لأنه يسحت البركة أي يذهبها وحلول البركة إما بسرعة الخلف أو برضى النفس أو برزق السلب وآفة الناس أنهم ينظرون إلى رزق الأيجاب والمدخول عليهم من المال ولا ينظرون إلى رزق السلب وهو محط البركة فرجل دخله حلال قد يمرض ولده بحرارة أو نحوه فيقذف الله في قلبه الرضى ويصبر فينتهي مرض أبنه بعد برهة من زمن ورجل أخر راتبه من حرام يمرض أبنه فيقذف الله في قلبه الرعب والوهم وخيالات المرض ويذهب إلى الطبيب وينفق مال طائل فكما يرزق الله بالأيجاب يرزق بالسلب يسلب أوجه المصارف فقد يكون الدخل مئة وتاتي مصارف تكلف مئتين وقد يكون دخل شخص مئة ويكفيه الله شرور تلك المصارف أو أكثر منها وضعف الأيمان وسعار اللهث وراء مغريات كماليات الحياة المادية هى السبب الرئيسي من إهمال من أين هذا ؟ والذي ينجم عنه فساد البيوت ثم فساد المجتمع فقد يتسرب الشك الذي يرقى إلى اليقين إلى نفوس الزوجة والأبناء بأن مصدر الأموال التي ينعمون بها في رفاهية من الحياة هى أموال حرام ويغضون الطرف عن ذلك طالما أنهم يعيشون في بحبوحة من العيش فيقعون في دائرة المحظور التي حذر منها المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال ، أمن الحلال أم من الحرام والمال الحرام له عواقب وخيمة ، ومن أشدها أنه سبب لدخول النار وغضب الجبار المال الحرام ضر وشؤم على صاحبه كمل جاء في الحديث الشريف :" لا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتصدق فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره الا كان زاده الى النار " فمن كان يريد السعاده والنجاة فليطلب مكسبه وينق ماله يتخلص من حقوق الغير ، فمن اتقى الله وقاه الله ورزقه من حيث لا يحتسب ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .

» سر فساد الخوارج