الحياة -الموت - البعث

الموت هي القضية التي يمكن الدخول إليها إلى أي ملحد والله الذي تدخل في الكون إيجاد وإفناء وإعدام لا يمكن الاقتحام عليه في حركة الحياة التي بين الخلق والموت وحركة الحياة يجب أن تحترم من الذي بدأ ثم أنهى هذه الحياة ما يناقض الموت هى الحياة الدليل على صدق الإحياء من الله لأن الموت يشاهد ويأتي عنه الدليل والموت نقض للحياة والله أخبرنا بأطوار الحياة غيباً ونحن لا نعرفها فقال أنه خلقنا من تراب ومرة من ماء ومرة من طين ومرة من حمأ مسنون والحقيقة أن هذه حلقات ماء أختلط مع التراب ثم بعدما ترك فترة و عند تغير رائحته أصبح حمأ مسنون ثم صلصال بعد أن نشف ثم نفخ فيه الروح والموت نقض للحياة ونقض لكل شيء يأتي عكس بنائه فالطابق الأول في المعمار هو أول طابق يزال حين الهدم وكذلك في ذهاب المراحل فآخر نقطة أو محطة تصل إليها في سفرك من بلد إلى بلد هي أول مكان تغادر منها فنقض كل شيء يأتي عكس بنائه وبذلك يكون واقع المشاهدة في الموت صدق الله بأولوية الحياة و التي أخبرنا الله بها والموت هو العدم وهو إما عن وجود أو سابق وجود فقبل أن نخلق لم يسبقه وجود وبعد الخلق يحينا الله ثم نعيش ما قدر لنا من أعمار ثم يميتنا موتاً يذهب بنا إلى عدم أيضاً لكن العدم الأول لم يكن له وجود جزئي أما العدم الثاني فسيكون له أجزاء أي يكون له أنقاض حياة وهناك فرق بين بين بداية الحياة الأولى وبداية الحياة الثانية لأنه جاء من أنقاض شيء موجود سلبت منه الحياة وصار الشخص ميتاً ولكن أنقاضه لا تزال باقية والحياة تسير في دورة في ثوابت لا تتغير لتنشأ متغيرات لا تثبت والعناصر الموجودة منذ خلق الله الأرض لم يفقد منها شيء وهى باقية كما هي ولكن تتحلل وتنتقل المادة وتتحلل إلى عناصر لذا فإن تعبير أن المادة لا تفنى تعبير خاطئ لكن العناصر أو العنصر هو الذي لا يفنى فالمادة تفنى بأن تتحول إلى عناصر فما الوجود سوى لعبة حياة في كميات محدودة متغيرات وثوابت والله حين أخفى الموت زماناً وسبباً وعمراً ومكاناً لم يخفيه حين أخفاه ليحجبه بل أخفاه ليعلم إعلاماً واقعاً وهو ليس إخفاء ولكنه غاية الإظهار لأنه يريد أن تترقبه في كل لحظة وبأي سبب وفي أي عمر إذاً فهو إعلام واسع فأحيانًا يكون الإخفاء هو عين الإظهار المتجلي لأنه لو جعل للموت سبب أو مكان أو زمان كنا لا نستشعر الموت إلا إذا جاء بذلك السبب ولا نستشعره إلا إذا جاءت نهاية العمر أو نستشعره إذا جاء زمانه أو مكانه ولكن الله يريدنا أن نستشعره بسبب أو غير سبب ونستشعره في كل لحظة وكل مكان وكل عمر لأن الموت لا عمر أو مكان أو زمان له وبذلك يكون الموت أُعلن ولم يخفى أُعلن منتهى الإعلان والله حين يريد أن يبهم شيء لا يكون أبهمه ليُخفى عنا بل أبهمه ليكون إعلان شامل ولو أعلمه على وجه من الوجوه لعلم على ذلك الوجه فإجهاض الحوامل بذاته وُجد لحكمة فالجنين يسقط وعمره ساعة ويسقط وعمره يوم أو أسبوع أو شهر أو بعد سنة من الولادة ومن الأجنة من يسقط في أقل من مدة الحمل وقد يموت الشخص وهو طفل أو شاب إذاً المسألة لا ضابط لها فالله حين يريد أمراً يقول له كن فيكون لذا يجب أن يترقب الخلق الموت ويكونوا في انتظار دائماً والذي يعصي ربه ما الذي يضمن له أن تفيض روحه ويلقى ربه وهو عاصي له والحق ساعة أخفى ساعة الموت أراد أن يظهرها غاية الإظهار وغاية الوضوح لذا يجب أن تكون على معرفة بأن تسخير الأشياء تسخير موقوت ستبقى لغيرك بعد موتك وليس لك أنت وحدك إلى أن يأتي يوم لا تبقى لك أو لغيرك الذي يحسن استغلال الفترة التي يعيشها مكلفاً هو الذي يكسب من خلق الأرض وتسخير الأشياء وأستطاع أن يجعل الدنيا معبر له إلى الآخرة أما الذي جعل الدنيا نعيم له كل النعيم وتحلل فيها من كل التزام فيقول الله له تمتع بما سخرته ولكن سأجعله هباء منثور لأن عمله عمل منهجي على غير دين الله ثم يحينا للبعث وقبل البعث يعيش الأموات حياة البرزخ وفي الأحياء أنفسهم ما يشبه الموت فالأحياء لها حالتين حالة يقظة وحالة نوم يكون فيه الأنسان روح حية ويكون للإنسان قانونه في حالة النوم مثل حالة اليقضة فقد يحلم ويرى إنسان ويدركه وعينه مغمضة إذاً يوجد إدراك بغير العين وقد يتذوق شيء في الحلم ويشعر بطعمه إن كان حلو أو مر إذاً فهناك حواس تعمل عملها ونحن نائمين غير الحواس التي نعرفها ونحن مستيقظين ونحن نعلم أن الزمن ظرف الأحداث وكل حدث يأخذ من الزمن على قدر أمتداده وفي النائم المخ لا يستطيع أن يعمل أكثر من سبع ثواني وقد يرى الأنسان حلم يروي تفاصيله ساعة كاملة إذاً الزمن ملغي وقد ينام رجل وزوجه على سرير واحد وهذا يرى حلم ينتشي منه وهى قد ترى حلم يفزعها ولا يشعر أحدهما بالأخر وللنوم قانون أخر إذاً وجد للنائم قانون أو حياة تناسب النوم وكذلك يوجد الله حياة للشهيد تناسب الموت

بارك الله فيك

» كل نفس ذائقة الموت
» انقذته من الموت
» لا نجزم بأن اسم ملك الموت عزرائيل