صفات المنافقين في كل زمان ومكان

المنافقين حين يقال لهم لا تفسدوا ليتهم قالوا لم نفسد بل إنهم قالوا إنما نحن مصلحين فهم تعدوا مرحلة الأفساد إلى الكذب وإدعاء الأصلاح والصلاح لأنفسهم وهو تمزق مركب وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ -البقرة وهذا تناقض مركب فالفساد في الأرض هو أن تعمد إلى الصالح في ذاته فتفسده وأقل ما يبطلب منك أن لا تتدخل في الصالح بالأفساد وتدعه على حاله يعاملهم الله من جنس عملهم وما عاملوا به الله فيعاملهم بالظاهر معاملة المسلم ولكن في الباطن هو في الدرك الأسفل من النار ولا يساويه الله بالكافر بل يلقى عذاب أشد لأن المنافق أنتفع بظاهرية الإيمان فيلقى من الله جزاءه مضاعفاً بذلة الكفر اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ -البقرة المنافق لا قوة له ليواجه الأحداث فيبيت في نفسه أن يهادن الأحداث ظاهرياً وبذلك يكون فقد أول ما فقد رأية في نفسه فأحب رأي الناس فيه وساعة يحب الأنسان رأي الناس فيه قبل رأية في نفسه يكون ذلك أول بند من بنود حقارة الأنسان أمام نفسه فأنت تستطيع أن تستر عيبك عن الناس ولكن لا تستطيع أن تستر عيبك عن نفسك وبذلك يكون غيرك من الناس أكرم عليك من نفسك بدليل أنك أردت رأيهم أردت أن يقولوا صادق وأنت تعرف أنك كاذب من لا يبالي برئية أمام نفسه تكون نفسه حقيرة أمام نفسه قال الشاعر : إذا أنا لـــم آت الدنية خشــية**** من الناس كان الناس اكرم من نفسي من سماحة الأسلام عند موت أبن سلول ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فيقف عمر بجرأته وينفعل ويقول له :أتصلي يا رسول الله على رأس النفاق ولكن الرسول يصر على الصلاة وقال إن الله خيرني:اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ -التوبة ووالله لو أني علمت أنني لو أستغفرت لهم أكثر من سبعين مرة لغفر الله لهم لفعلت ويحترم الله سبحانه وتعالى غيرة عمر ويأتي ليحسم الأمر حتى يعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحمته على هؤلاء المنافقين :وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ -التوبة وإمتناع الروسل صلى الله عليه وسلم كان بتوجيه الأمر له من الله أما مادام الأمر بيد الرسول فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل بما تقتضيه رحمته قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ -الأنبياء ويجب أن يكون المؤمن يقيض للمنافقين ويلقي البال لهم لكلامهم ليعرف مدى نفاقهم وكذبهم وإذا سئل سائل إن الله أطلع رسوله على أحوال المنافقين ونحن من يطلعنا عنهم ؟ لقد أطلعنا الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطانا الأمارات حتى نقيس تصرف المتصرف على ضوئها وهى معيار ثابت قال الرسول صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاثإذا حدث كذب وإذا أوعد أخلف وإذا أؤتمن خان تلكالمقايس لكل أمة محمد هناك صدق وهناك كذب والنسب التي يتكلم الأنسان بها وقبل أن يتكلم الأنسان بها وقبل أن تكون نسبة كلامية صدرت من فمه وُجدت بنسبة ذهنية قبل أن يلفظها والنسبة الذهنية لها واقع قبل ان توجد في الذهن فأنا أقول محمد مجتهد وقبل أن أقول ذلك دار في ذهني أن هناك شيء أسمه محمد وهناك أجتهاد ونُسب الأجتهاد إلى محمد وقبل أن تأتي النسبة الكلامية الصادرة من النسبة الذهنية هل كان هناك واقع أسمه محمد وهل هو مجتهد أم لا ؟فإذا كان الجواب نعم يكون يكون هذا هو الصدق فالصدق هو أن تتطابق النسبة الذهنية مع النسبة الكلامية الصادرة بعدها مع الواقع الذي سبقها فإذا كانت النسبة الكلامية التي صدرت بعد النسبة الذهنية ليس لها واقع من قبل إذا هذا هو الكذب ومعنى الكذب أنه شيء لا واقع له في الوجود وإن كان له واقع في الفظ والكذب يلتقي مع النفاق فحين يقال من المنافقين لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا يكون لذلك واقع في القلب أو رصيد منه في القلب تصديقاً به وهذا هو الكذب بعينه وهذه الأمارة تنطبق مع واقع المنافقين فالشخص الكاذب منافق وإذا وعد أخلف كلمة وعد تستعمل في اللغة للخير وأوعد تستخدم للشر وعد بخير أي تكلم بخير كلمة بالخير ثم أخلفها بملكه ونفسه ولم يأتي سبب من الأسباب الضاغطة أجبرته على ذلك بعذروالأخلاف وضحه الله بقوله تعالى :قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ القَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ - طه بملكنا أي لم يكن بقصد منا وكان يحمي المنافق من ذلك الأخلاف لو قال إنشاء الله والوعد والأخلاف مثل النفاق وهما متناقضين تماماً مثل النفاق وإذا أؤتمن خان ومعنى أؤتمن جعل شخص ما محل الأمانة والأمانة شيء تودعه عند أنسان آخر ولا شهود أو عقد أو صك عليه لك إلا ذمته لا مستند يثبت ذلك البينة عليه ذمته إن شاء قال لا وإن شاء قال نعم ومن قبل أن تودع أمانه لديه أرتضى أن يردها ساعة تطلب الأمانة والمنافق حين تطلب الأمانه لا يردها فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أطلعني في حياتي على أحوال المنافقين فلا تقولوا أنكم في تيه عن المنافقين آياتهم كذا وكذا فإذا أستقرأت أن أنسان يكذب إذا حدث ويُخلف إذا وعد ويخون إذا أؤتمن فأعلم أنه من المنافقين والله أعلم

[URL=http://up.arab-x.com/] صفات المنافقين في كل زمان ومكان Kkx38841

[/url]

» بعض صفات الرسول