بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بدايةً تأملوا معي إقرؤا بالكثير من التأنّي والتركيز أعيروني حواسّكم دعوا كل مايشغلكم الآن إني أدعوكم لـ - جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ -
فكرة الموضوع بدأت معي منذ أن إستمعت إلى مادة سمعيه من تقديم الشيخ رائد العبيد , سأرفقها لكم وسأحكي عنها كثيراً ..
● ماهو العفو !
العفو: ترك المؤاخذة بالذنب .
الصفح: إزالة أثره من النفس
● لمَ العفو !
- العفو عزّه ورفعه :
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ .
في هذا دفع للتوهم أن في العفو مذلة؛ ومن أجل ذلك يمتنع بعض الناس من العفو يظن أن هذا ضعف ومذلة فيأبى إلا أن ينتقم بعدل أو بظلم، ففي العفو أجر، وفيه محمدة، وفيه ما يرجى من عفو الله فمن عفا عفا الله عنه ,
- العفو صفة المؤمن الليّن ذو القلب السليم الأبيض الراجي لرحمة ربه وغفرانة ورفع منزلته تخلّى عن نزعة الإنتصار والأخذ بالإنتقام والتشفّي وآثر رضوان ربه ولقاء ربه وقد طهُر قلبه طمعاً في غفرانه ..
● ولله المثل الأعلى | تأمّلوا :
(ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
( ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
(فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً).
( إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً)
( ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
● سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم :
سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
" لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح"
قال الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم
أمرني ربي بتسع خشية الله في السر والعلانية ، كلمة العدل في الغضب والرضا ، القصد في الفقر والغنى ، وأن أصل من قطعني ، وأن أعفو عمن ظلمني ، وأن أعطي من حرمني ، وأن يكون صمتي فكراً ، ونطقي ذكراً ، ونظري عبرة )
يقول عز وجل: { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } أي أن لديهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم ليسوا بالعاجزين ولا الأذلين بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم ومع هذا | عفُوا ..
+ من صور عفوه و صفحه صلى الله عليه وسلم :
* عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولئك النفر الثمانين الذين قصدوه عام الحديبية فلما قدر عليهم منّ عليهم مع قدرته على الانتقام
* عفوه صلى الله عليه وسلم عن غوث بن الحارث الذي أراد الفتك به حين اخترط سيفه وهو نائم فاستيقظ صلى الله عليه وسلم وهو في يده مصلتاً فانتهره فوضعه من يده وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف في يده ودعا أصحابه ثم أعلمهم بما كان من أمره و أمر هذا الرجل وعفا عنه
* عفا صلى الله عليه وسلم عن لبيد بن الأعصم الذي سحره عليه السلام ومع هذا لم يعرض له ولا عاتبه مع قدرته عليه
* عفوه صلى الله عليه وسلم عن المرأة اليهودية ـ وهي زينب أخت مرحب اليهودي الخيبري الذي قتله محمود بن مسلمة ـ التي سمت الذراع يوم خيبر ـ فأخبره الذراع بذلك فدعاها فاعترفت فقال صلى الله عليه وسلم: «ما حملك على ذلك ؟» قالت: أردت إن كنت نبياً لم يضرك وإن لم تكن نبياً استرحنا منك فأطلقها عليه الصلاة والسلام ولكن لما مات منه بشر بن البراء رضي الله عنه قتلها به,
* عفوه عن عبد الله ابن أبي زعيم المنافقين العدو الدود الذي كان يتربص بالمسلمين و يحيك لهم المؤامرات و هو الذي أشاع حادث الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
* أبا جهل لعنه الله كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم له مبغضاً يكرهه ويكره رؤيته فأمره الله تعالى بالعفو والصفح و ذلك في الآية : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } .
● يوسف عليه السلام :
- بعد أن أعترف إخوة يوسف عليه السلام بخطئهم تجاه يوسف و أخيه { قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ } .
- { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } .
● السلف الصالح :
قال الحسنُ بن علي رضي الله عنه : " لو أنَّ رجلاً شَتَمَني في أُذني هذه و اعتذر في أُذني الأخرى قبلتُ عذره " .
و قال جعفرُ الصادق : "لأن أندم على العفو عشرين مرة أحبُ إلىَّ من أن أندم على العقوبة مرة واحدة ".
و قال الفضيلُ بن عياض :" إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل : يا أخي اعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى ،فإن قال : لا يحتمل قلبي العفوَ ،ولكن انتصر كما أمرني الله عز وجل فقل له إن كنت تُحسِن الانتصار و إلا فارجع إلى العفو ،فإنه باب واسع ،فإنه من عفَا و أصلحَ فأجره على الله ،و صاحب العفو ينام على قلب سليم ،و صاحب الانتصار يُقلب الأمور ،لأن الفُتُوة هي العفو عن الإخوان ".
إلى جانب الإقتداء والإحتذاء بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده بالعفو والصفح نحن نمتثل لأمره تعالى وتودده إلينا تأمّلوا عظمته يا أحبّه :
( وَجَزَآءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الظّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مّن سَبِيلٍ * إِنّمَا السّبِيلُ عَلَى الّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ )
(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
(فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ)
( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
(وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ )
(خُذْ العَفوَ وأمُرْ بالعُرفْ وأعِرضْ عَنْ الجَاهِليْن )
( ولايَجرِمنّكم شَنئَان قَومْ عَلى أنْ لا َتعْدلُوا إِعْدُلُوْا هُو أقرَبْ للتَقوى)
(وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )
● الفرص الخمس :
1 - أعمالك حسناتك :
أغلى مايمكن أن تلقى به ربّك ., يصغّرها الشيطان في بالك ويحضك على بعثرتها وهي أعظم ما ستأتي وتسأل عنها يوم القيامه ,مظلوم .. نعم ولكن لاتدع الشحناء تستقر في قلبك ~
* صلواتك لاترفع للسماء :
تأملوا هذا الحديث العظيم ( ثلاث لاترتفع صلاتهم فوق رؤسهم قدر شبر وذكر : وأخوان متصارمان ) حسنه الألباني
مالذي يدعوك لأن تقدم على جميع أعمالك وتنثرها بوجه الريح !
* الطرد من رحمة الله :
يقول تعالى ( فَهَلْ عَسيْتًمْ إنْ تَوَلْيتُمْ أنْ تُفسِدُوْا فِيْ الأرْضْ وَتِقَطُّعُوْا أرْحَامَكُم أولَئكَ الّذِيْنَ لَعَنَهُمْ الله فَأصَمّهُم وأعمْىَ أبْصَارَهُم )
* رد الأعمال وعدم القبول :
يقول صلى الله عليه وسلم ( إنّ أعمال أبناء آدم تعرض كل خميس فلا يقبل عمل قاطع رحم ! )
إجعل قلبك حياً , إحرصوا على أعمالكم إحذروا من شياطين الجن والإنس مالذي يدعونا أن نرخص أعمالنا ولأجل من !
2 - قلبك :
ضغينه - حقد - كره - والكثير الكثير من السواد !
قلبك عظيم : لتحرص على ملاقاة ربك به طاهراً سليماً ..
إحمي قلبك دعهم وما يفعلون لست الحكم سيأتي اليوم الذي تأخذ حقك به كاملاً بلا حقد أو كراهيه يكفيك قول العدل :
( ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفسٌ شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )
( وعنت الوجوه للحي القيّوم وقد خاب من حمل ظلما )
خذ قرارك وقل في نفسك " لايوجد في قلبي على مسلم شيء ولو كان لي حق سآخذه ولن يجبرني الشيطان أن أخسر حسنه واحده في سبيل ذلك وأن أضع قلبي تحت قدمي "
حتى يعزك الله يوم القيامه ولايخزيك ( ولاتخزني يوم يبعثون يوم لاينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )
3- خذ حقك | حافظ على صحتك :
( آلام بالمعده - قولون - حموضه مستمره - قرحه - سكر - ضغط - آلام في الرقبه وأسفل الظهر - تساقط الشعر- تجاعيد - صداع نصفي - عقم - والأعظم | أمراض القلب ! )
أثبتت الدرسات أن الشحناء والبغض والتفكير بالإنتقام سبب رئيسي لها , وأن مايحصل في عقلك يتجسّد في جسدك ..
وفي كل مره تتذكر فيها الشخص الذي ظلمك ستأتيك نفس الأعراض !
خسرت حسناتي خسرت قلبي وسأخسر صحتي ... ( طيب وش حااااااااااااادني ! )
,
جلسه جميله \ ضحك , مجرد أن يُذكر فيها إسم الشخص الذي ظلمك تقلب عاليها سافلها ويتحوَل الضحك إلى تعاسه وفي لحظه ..
تشتد أعصابك , يرتفع ضغطك , وينعدم الأكسجين ... وكأن الحدث يحصل لتوّه , بفعل الأدرينالين , فما هو حال من حمل الشحناء في قلبه لسنوات !
- خذ حقك بيدك ولا تأخذه بصحتك -
4- لحظاتك الجميله :
لو - لماذا .. كلمات تحرق حياتك وزمنك
فكر بحل المشكله ولا تفكر كيف أتت , قل ماذا سأفعل الآن !
تأمل من حولك \ أمك أبوك أبنائك , ماذنبهم في هذا كلّه ؟
إذاً لاتسمح لأحد بإغتيال لحظاتك الجميله , أبعدهم بعيداً عن تفكيرك أخرجهم خارج سوار لحظاتك ولاتدع لهم منفذاً لفرحك ,
5- ضياع فرص وهدايا الرب لنا :
+ محبة الله
ألا تتمنّون أن يحببكم الله إذاً أحبّوا إخوانكم فيه ..
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
بينما :
(وَجَزَآءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الظّالِمِينَ )
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل. فقال: إني أحب فلانا فأحبه قال: فيحبه جبريل, ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام, فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل, ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه, ثم يوضع له البغضاء في الأرض". رواه البخاري ومسلم
وبعد ....
(فإذا أحببته كنت سمعة الذي يسمع به وبصرة الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سالني لا عطينة ولئن استعاذني لا عيذنة وما تردد عن شي أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )
تأمّلوا يا إخوه الله عز وجل يقول ( ترددت ! ) في قبض روحه ...
+ إزاحة الذنوب وإستجابة الدعوات :
تخيّلوا أحبتي كل أعمالنا وصلواتنا وصيامنا تبقى عالقه بين السماء والأرض مادمنا معرضين ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنّةِ يَوْمَ الاثنين، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ. فَيُغْفَرُ لِكُلّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللّهِ شَيْئاً. إِلاّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ. فَيُقَالُ:
أَنْظُرُوا هَذَيْنِ حَتّىَ يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتّىَ يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتّىَ يَصْطَلِحَا ) .
يا الله .. !
+ رفع الدرجات :
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا أدلُّكم على ما يرفع الله به الدرجات . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : تحلم على من جهل عليك ، وتعفو على من ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك ))
ومن ترفع درجته هل سيطرح في النار .! لا وربي إنها فرصه ألا تستحق بلى وخالقي ....
+ ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رجلاً شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس, فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم, فلما أكثر رد عليه بعض قوله, فغضب النبي وقام, فلحقه أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله إنه كان يشتمني وأنت جالس, فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت, قال: «إنه كان معك ملك يرد عنك, فلما رددت عليه بعض قوله حضر الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان -ثم قال : ( ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها الله, إلا أعزه الله تعالى بها ونصره )
قال صلى الله عليه وسلم قال : من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء ’
- تأمل الظلم والشخص الذي ظلمك والألم الذي تشعر فيه أتعلم أن كل ذلك طريقاً لمقت الله تعالى لك !
كيف ذلك ؟
- ينقسم الناس حين وقوع الظلم عليهم لأربعه أقسام :
1 - المنتقم :
الذي سعى للإنتقام أخذته العزّه فأخذ حقه وزيادة عليه , فينقلب من كونه مظلوم إلى ظالم - والله لايحب الظالمين -
2 - المقهور :
وقع عليه الظلم وأراد أن يأخذ حقه فلم يستطيع فبدأ يتلمس عورات ظالمه , يغتابه يُفرغ غضبه فبدأ بحرق أعماله وصحته فخسر الدنيا والآخره ,
3- المنتصرون :
( والَذيْنَ إذَا أصَابَهمْ البغَيَ هُم يَنتصِروْن ولِمنْ أنتصَر بَعْد ظُلمِه فَؤلَئكَ مَاعَليْهُمْ مِنْ سَبِيْل ) الشخص الذي يأخذ حقه كاملاً فقط .. بينه وبين ظالمه آيه ( ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى وإتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
يعود خصمه يسلم عليه يزوره يعوده يشمّته لم يجعله في قلبه أخذ حقه فقط , شخص قلبه في خشيه يرى حقه فقط فيأخذه ..
4- صاحب الحق \ الحظ العظيم :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ومَايُلقّاهَا إلا الّذيْنَ صَبَرُوا ومَا يُلقّاهَا إلاّ ذُو حَظٍ عَظيْم )
قل له بعزّه: أنا سامحتك , أنا عفوت عنك .. إذهب فأنت طليق ! - فَمَنْ عَفا وأصْلح فَأجرَه عَلى الله إنّه لايٌحبّ الظَّالِمِيْن - ( وإصبِرْ ومَا صَبركَ إلا بِالله ولاتَحزَن ْعَليْهُم وَلاتكُ في ضَيقٍ ممّا يَمكُروْن إنّ الله مَعَ الذين إتّقوْا والذيْن هُم مُحسِنوْن )
لا يملئك الشيطان بالمخاوف ويدعوك للشحناء إنها عزّة والله تخيل في يوم القيامه وأنت ومن عفوت عنه وأنتم بين يدي الديّان : ( وعنت الوجوه للحي القيّوم وقد خاب من حمل ظلما )
يوم ينادى بأين الذين كانت أجورهم على الله فينادى بالعافين عن الناس ويدخلون الجنه ( لاظلُم اليْوم إنَّ الله سَريعُ الحِسَابْ ) يوم تؤخذ من حسناته وتزاد فوق حسناتك , إلى أن تنفذ حسناته ثم تؤخذ من سيئاتك وتوضع عليه إلى أن يلقى في النار ... ( ونَضَع المَوازيْن القِسط ليَوم القِيامَه فَلا تُظلم نَفسٌ شيئا وإنْ كَان مِثقال حبَّة مِنْ خَرْدلٍ أتيْنا بِها وكَفى بِنَاحَاسِبينْ ) من العزيز ومن الذليل هاهنا !
لن يظلمك الله العدل الحق - وإن الساعه لآتيه فأصفح الصفح الجميل -
● كيف أعفو :
- أن تعرف أين أنت , أن تحدد هدفك وتعز نفسك .
- أن تنظر لظالمك بعين الرحمه ( فهو مهلكٌ لنفسه ) وأنظر لنفسك بعين الإمتنان فأحمد الله بأنك لست هوَ ,
- أن تتخيل الجنّه ومافيها من نعيم ومكرمات وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يحل لمسلم أن يصارم مسلماً فوقاً ثلاث، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما ، وإن أولهما فيئاً يكون كفارة عنه سبقُهُ بالفيء، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة ,
جميعاً أبداً ، وإن سلم عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه ، ردّ عليه الملك، وردّ على الآخر الشيطان".
ثم تخيل النار بسوادها وجحيمها وهولها وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ ، دَخَلَ النَّارَ ))
+ معلومه :
التسامح والعفو يعود لنفسك أنت , صنعته لنفسك أنت ..
إنصب ميزان لنفسك ضع في كفته الأولى قرار القطيعه
وضع في الآخر صحتك لحظاتك الجميله ومحبة الله ودعواتك لمغفرة ذنوبك ورفعة درجاتك ودعوته لك على رؤوس الأشهاد والحور العين التي ستخير بها ووازن بينهما أيهما ستختار !
سيأتي يوم وتنتهي هذه الدنيا ونكون في مكان نتمنى فيه الحسنه الواحده , نبعث , ثم تنتهي عرصات يوم القيامه
وتنتهي أحداث يوم القيامه والحساب وتأتي اللحظه الحاسمه لـ جنه أو لـ نار ..
أنت متأكد من شيء واحد فقط عدم ضمانك لأي حسنه وقبول أي عمل قدمته , ومتأكد أيضاً من ذنوبك وآثامك ولم تضمن أيضاً أن الله غفر شيئاً واحداً منها ,
في تلك اللحظه ستتذكر أن الله كان يتودد لنا في هذه الدنيا ويقول : ( وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )
ألا تحبون أن يغفر الله لكم !
بلى وربي نريد ... ,